صُنع التاريخ الكروي العربي الجديد في قطر، بعدما كشف الدور ربع النهائي من كأس العالم، قطر 2022، عن إنجاز مذهل ببلوغ المنتخب المغربي نصف النهائي، كأول منتخب عربي وإفريقي يحظى بهذا الشرف، في أول نسخة من المونديال تقام على أرض عربية، وهي النسخة التي جاءت استثنائية على المستويين التنظيمي والفني.
وبات /أسود الأطلس/ حديث العالم عقب الملاحم التي سطروها، بعدما جاؤوا من كواليس الترشيحات، فاستهلوا الرحلة بالمفاجآت التي ما لبثت أن تكرست حقيقة وواقعا مرحلة بعد أخرى، لتدحض أي دور للصدفة أو الحظ، ذلك أن ما تحقق كان نتاج عمل كبير وجهود مضنية بذلها المدرب وليد الركراكي الذي تولى المهمة قبل أشهر قليلة من انطلاقة المونديال، ليصنع المستحيل بجهود لاعبين آمنوا بأنفسهم وبقدراتهم حتى بات حلمهم حقيقة، وفق آمال عريضة للجماهير المغربية والعربية بالبحث عن المزيد بأطماع ولدت من رحم الثقة التي باتت كبيرة باللاعبين ومدربهم، وصلت حد التطلع إلى نيل اللقب العالمي.
وبعد أن أمّن المنتخب المغربي مقعده التاريخي في المربع الذهبي، ظل ينتظر منافسه في الدور قبل النهائي أملا في أن يكون القادم هو الضحية التالية بعد المنتخبات العريقة التي حكم عليها بالخروج بدءا من المنتخب البلجيكي (الذي ساهم بإقصائه بعدما تفوق عليه بهدفين دون رد في الجولة الثانية من دور المجموعات، ووضعه أمام حتمية الفوز على كرواتيا في الجولة الأخيرة وهو ما لم يتحقق)، قبل أن يأتي الدور على المنتخب الإسباني بطل نسخة جنوب إفريقيا 2010 والمرشح لنيل اللقب، ليتفوق المنتخب المغربي بركلات الترجيح ( 3 ـ صفر ) بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف، فيما كان المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو الضحية الأخيرة بتجاوزه بهدف دون رد في ربع النهائي بطريقة أذهلت العالم.
وسيكون المنتخب الفرنسي هو المنافس المقبل للمنتخب المغربي في نصف النهائي يوم الأربعاء المقبل على استاد البيت، بعدما تجاوز حامل اللقب في النسخة السابقة روسيا 2018 نظيره الإنجليزي بهدفين لهدف في مواجهة من العيار الثقيل جمعت مرشحيْن فوق العادة للتتويج بالكأس، وجاءت من بين أجمل مواجهات المونديال ندية وإثارة، حيث تعامل المنتخب الفرنسي مع تفاصيلها بذكاء كبير.
ورفاق النجم كليان مبابي أشهروا سلاح المرتدات وسجلوا أولا قبل أن يعود الإنجليز المدججون بنجوم /بريمييرليغ/ عبر ركلة جزاء مطلع شوط ثان هيمنوا على جل مجرياته، بيد أن المباغتات الفرنسية منحتهم الأسبقية مجددا، ليرفض النجم هاري كين التعديل بعدما أهدر ركلة الجزاء قبل سبع دقائق على النهاية، ليحجز منتخب /الديوك/ بطاقة العبور إلى الدور قبل النهائي، ويبدأ التفكير في فك لغز قوة الدفاعات المغربية من أجل المضي نحو الاحتفاظ باللقب، وكتابة تاريخ جديد كثالث منتخب يفوز بالكأس مرتين متتاليتين بعد إيطاليا 1934 و 1938 والبرازيل 1958 و 1962.
ولم تقتصر المفاجآت والإثارة في الدور ربع النهائي على ما جاء به المنتخب المغربي، فقد اندرج إقصاء المنتخب البرازيلي من نظيره الكرواتي بفارق ركلات الترجيح (2 – 4) بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثله، تحت خانة النتائج المثيرة وغير المتوقعة، ذلك أن /السيليساو/ دخل البطولة مرشحا فوق العادة لنيل لقبه السادس في تاريخه عطفا على الإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها بوجود مجموعة كبيرة من نجوم الصف الأول في الأندية الأوروبية الكبيرة يأتي على رأسهم نجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار الذي ألمح إلى اعتزاله اللعب الدولي عقب تلك الخسارة.
ولكن يحسب للمنتخب الكرواتي الذي لم يسرق الانتصار، إجادته التعامل مع نجوم المنتخب البرازيلي بالخبرات الكبيرة التي يتوفر عليها رفاق نجم ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش الذين قدموا أداء دفاعيا قويا في الأوقات الأصلية واعتمدوا على المرتدات، ثم أظهروا شخصية قوية بالقدرة على العودة الى المباراة بعد هدف نيمار في الشوط الإضافي الأول، بردة فعل كبيرة في الشوط الإضافي الثاني ما مكنهم من التعديل عبر برونو بيتكوفيتش، ليجروا المباراة إلى ركلات الترجيح التي قادتهم إلى الانتصار والعبور إلى الدور نصف النهائي.
وبدوره، عبر المنتخب الأرجنتيني إلى نصف النهائي بشق الأنفس بعد فوز مثير على هولندا بفارق ركلات الترجيح ( 4 ـ 3 ) بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدفين لمثلهما، ليضرب رفاق النجم ليونيل ميسي موعدا مع كرواتيا (وصيف النسخة الماضية روسيا 2018) في نصف النهائي يوم الثلاثاء المقبل على استاد لوسيل، في مواجهة ثأرية بعد الخسارة أمام المنافس نفسه في دور المجموعات من النسخة الماضية بثلاثية دون رد، وهي الخسارة التي حكمت على المنتخب الأرجنتيني بأن يعاني الأمرين قبل التأهل ثانيا إلى ربع النهائي، لكن المصير كان الخروج على يد المنتخب الفرنسي الذي مضى ليتوج بطلا.
وحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، فقد شهدت المباريات الـ60 التي لعبت حتى الآن من كأس العالم FIFA قطر 2022 سواء في دور المجموعات أو الدور ثمن النهائي ثم ربع النهائي، تسجيل 158 هدفا، بمعدل تهديفي بلغ 2.6 هدف في المباراة الواحدة، فيما كان المنتخب الإنجليزي الأعلى تهديفا بعدما سجل 13 هدفا. كما تم احتساب 19 ركلة جزاء بنسبة بلغت 0.3 وكان المنتخب الأرجنتيني الاكثر كسبا لضربات الجزاء بواقع ثلاث ضربات.
كما شهدت المباريات الـ 60 التي لعبت حتى الآن، إشهار الحكام 207 بطاقات صفراء بمعدل 3.5 بطاقة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب السعودي الأكثر حصولا على البطاقات الصفراء بمجموع 14 بطاقة، فيما تم إشهار ثلاث بطاقات حمراء كانت من نصيب منتخبات : ويلز والكاميرون والمغرب.
وبلغ عدد التمريرات 59 ألفا و981 تمريرة في المجمل بمعدل وصل إلى 999.7 تمريرة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الإسباني الأعلى تمريرا بواقع 3819 تمريرة، وبلغت التمريرات الناجحة 51 الفا و308 تمريرات، بمعدل بلغ 855.1 تمريرة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الإسباني الأعلى ايضا في التمريرات الناجحة بواقع 3527 تمريرة .
أما الكرات العرضية فقد بلغت 2223 عرضية بمتوسط وصل إلى 37.1 في المباراة الواحدة وكان الأعلى هو المنتخب الفرنسي بـ 122عرضية.
أما المحاولات على المرمى فقد بلغت 1335 بمعدل وصل إلى 22.3 محاولة وكان الأكثر هو المنتخب البرازيلي بـ 90 محاولة، فيما بلغ عدد المحاولات بين العارضة والقائمين 477 محاولة بمعدل 8 محاولات في المباراة الواحدة، وكان الأعلى أيضا المنتخب البرازيلي بـ 41 محاولة، بينما بلغ عدد المحاولات خارج المرمى 574، بمعدل 9.6، وكان المنتخب البرازيلي الأكثر بـ 34 محاولة.
أما المحاولات من داخل منطقة الجزاء فقد بلغت 835 بنسبة وصلت إلى 13.9 محاولة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب البرازيلي الأعلى بـ 57، فيما بلغت المحاولات من خارج المنطقة 500 بمعدل 8.3 محاولة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب البرازيلي الأعلى أيضا بـ 33 محاولة.
أما الأخطاء فقد بلغت 1486 بمعدل وصل إلى 24.8 خطأ في المباراة الواحدة، وكان أكثر المنتخبات ارتكابا للأخطاء المنتخب الهولندي بـ 87 خطأ.
ووصل عدد حالات التسلل الى 232 حالة بمعدل بلغ 3.9 في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الارجنتيني الأكثر وقوعا في التسلل بمجموع 18 مرة، وكان عدد الركنيات 541 ركنية بمعل 9 ركنيات في المباراة الواحدة، وكان المنتخب البرازيلي الأكثر كسبا للركنيات بواقع 37 ركنية.
ووصل عدد الركلات الحرة المحتسبة خلال المباريات إلى 1695 بمعدل بلغ 28.3 في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الأرجنتيني الأكثر حصولا على الركلات الحرة بواقع 95 ركلة.
(قنا)