خطت بطولة كأس العالم 2022 السطر الأخير في مسيرة عددٍ من المدربين قادوا منتخباتهم إلى النهائيات، ولكنها لم تصمد في الأمتار الأخيرة، ليعلن بعضهم استقالته رسميًا بعد الخروج من البطولة، بينما أعلن بعض المدربين انتهاء فترة تعاقدهم مع نهاية مشاركة منتخباتهم في المونديال.
وكان أول ضحايا المونديال، البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب الإيراني، الذي أعلن استقالته من منصبه بعد ساعات من خروج فريقه من منافسات الدور الأول عقب خسارته من نظيره الأمريكي بهدف دون رد.
وكتب كيروش في رسالة على حسابه بـ/إنستجرام/: “لا يوجد شيء غير أخلاقي عندما لا تحقق أحلامك”، وتابع موجهاً رسالته للاعبي إيران: “أنا فخور بكم، كنتم رائعين داخل وخارج الملعب”.
وأخفق كيروش، في مأموريته الثانية، في قيادة المنتخب الإيراني إلى تجاوز الدور الأول من نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه. وسبق لكيروش تولي دفة القيادة للمنتخب الإيراني لمدة 8 سنوات، انتهت في 2019 بعد خروجه من الدور نصف النهائي في بطولة كأس آسيا.
ومن جانبه، خرج الغاني أوتو أدو، المدير الفني لمنتخب غانا، للإعلان عن رحيله عن تدريب المنتخب عقب الخسارة من الأوروغواي في الجولة الختامية من منافسات دور المجموعات بهدفين دون رد، لتغادر غانا مونديال قطر من تلك المرحلة.
وقال أوتو: “قلت من قبل إنني عندما بدأت مهمتي مدرباً مساعداً في أكتوبر من العام الماضي 2021، سأترك منصبي بعد كأس العالم مباشرة”.
وعقب الخروج المبكر وغير المتوقع لمنتخب بلجيكا من نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، أعلن المدرب الإسباني روبرتو مارتنيز، انتهاء مهمته والاستقالة من تدريب المنتخب الملقب بـ/الشياطين الحمر/، رغم النجاحات التي حققها مع المنتخب طيلة السنوات الماضية، عندما أوصله إلى نصف نهائي مونديال روسيا 2018 وحصد المركز الثالث، لكن الأداء المخيّب لبلجيكا في دور المجموعات بكأس العالم FIFA قطر 2022 تزامن مع انتهاء تعاقد مارتنيز مع الاتحاد البلجيكي، ليعلن المدرب الإسباني وضع حد لمسيرته الناجحة مع المنتخب.
وقال مارتينيز، عقب الخروج من منافسات المونديال: “مهمتي استمرت لست سنوات، وانتهت مع انتهاء تعاقدي. كان هدفنا البناء، لقد انتهت رحلتي مع المنتخب الذي سيترك إرثاً لا يمكن أن ينتهي، وبالتأكيد سيواصل العمل مع مدرب آخر من أجل تحديد الأهداف المستقبلية”.
ولم يسلم الأرجنتيني جيراردو مارتينو، مدرب منتخب المكسيك، هو الآخر، مما يمكن أن يطلق عليه “مقصلة المونديال”، فأعلن رحيله عن تدريب المنتخب بعد الإقصاء من دور المجموعات، رغم الفوز على منتخب السعودية بهدفين مقابل هدف واحد في الجولة الثالثة والأخيرة، لكنها نتيجة لم تكن كافية لإيصال المكسيك إلى الدور الثاني، حيث صب “فارق الأهداف” في مصلحة بولندا التي رافقت الأرجنتين إلى الدور الثاني.
كما وضع البرتغالي باولو بينتو حداً لمسيرته مع منتخب كوريا الجنوبية، التي استمرت أربع سنوات، وذلك بعد أن ودّع منتخبه المونديال بخسارة ثقيلة من البرازيل (1- 4) في منافسات دور الـ16 من البطولة.
وفي مدريد، قرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم عدم التجديد لمدرب المنتخب لويس إنريكي، الذي تعرض أصلاً قبل المونديال لانتقادات كثيرة، بسبب اختياراته في تشكيلة /لا روخا/، والتي كانت دون المتوقع .
وودع المنتخب الإسباني المونديال من دور الستة عشر، للمرة الثانية على التوالي، بعد الخسارة أمام المغرب (بركلات الترجيح 0 – 3) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل من دون أهداف، وقبلها احتل وصافة المجموعة الخامسة في دور المجموعات برصيد 4 نقاط بعد فوز كبير على كوستاريكا (7 – صفر)، والتعادل مع ألمانيا (1 – 1)، والخسارة من اليابان (1 – 2).
وتولى إنريكي البالغ من العمر 52 عاماً، تدريب منتخب إسبانيا عام 2018، لكنه انقطع عن التدريب عدة شهور بسبب “ظروف عائلية” وتبين لاحقاً أنه كان يتابع علاج ابنته التي توفيت فيما بعد بمرض السرطان.. وفي 2019 عاد إنريكي مرة أخرى لتدريب /لا روخا/، وقاده لنصف نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي، ونهائي مسابقة دوري الأمم الأوروبية التي خسرها أمام فرنسا.
ومن المدربين الذين أعلنوا نهاية مسيرتهم بعد خروج منتخباتهم من المونديال، الهولندي لويس فان خال، وذلك بعد أن أنهى المنتخب الأرجنتيني مسيرة منتخب /الطواحين/، بركلات الترجيح (3 – 4) عقب التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدفين لمثلهما في مواجهة الدور ربع النهائي.
وقال فان خال إن تلك المباراة ستكون الأخيرة له مع منتخب بلاده، بحسب العقد المبرم بينه والاتحاد المحلي لكرة القدم، لافتاً إلى أنه قاد المنتخب “البرتقالي” في ثلاث حقب، وفي الثالثة والأخيرة أشرف على عشرين مباراة لم يخسر في أي منها.
وفجر المنتخب الكرواتي مفاجأة مدوية عندما أطاح بنظيره البرازيلي من النهائيات، عقب التغلب عليه بركلات الترجيح في ربع النهائي، ما عجل برحيل ليوناردو باتشي /تيتي/ مدرب /السيلساو/، الذي أعلن عقب المباراة انتهاء مشواره مع زملاء نيمار.
ولم يخفِ المدرب، البالغ من العمر 61 عاماً والذي تولى مهمته الفنية مع المنتخب عام 2016، في السابق نيته التخلي عن منصبه بعد مونديال قطر، بغض النظر عن النتيجة.
كما أعلن غراهام أرنولد، مدرب أستراليا، انتهاء عقده مع الاتحاد الأسترالي لكرة القدم عقب خروج المنتخب من المونديال بعد الخسارة أمام الأرجنتين بهدفين مقابل هدف واحد في الدور ثمن النهائي.
وقال أرنولد: “عقدي انتهى مع الاتحاد الأسترالي، ومن المؤكد أننا سنتباحث في المستقبل، لكني أريد أن أخلد للراحة الآن بعد فترة العمل الطويلة مع المنتخب الذي خرج برأس مرفوع”.
وبانتهاء علاقة هؤلاء المدربين بمنتخباتهم، تصبح كأس العالم FIFA قطر 2022 هي نسخة المفاجآت، خاصةً للأجهزة الفنية، إذ لم يكن في الحسبان تألق المنتخبات التي توصف بأنها صغيرة مقارنةً بالمنتخبات الكبيرة التي كانت لها بصمة واضحة في النسخ الماضية، والتي فاز بعضها باللقب من قبل.
وينتظر المتابعون مباريات الدور نصف النهائي من البطولة، إذ يتوقع أن يزيد عدد المدربين الذين سيرحلون عن منتخباتهم، إما بالاستقالة أو عدم تجديد التعاقد معهم لفترة أخرى.
(قنا)