“فيفا” يسلط الضوء على دور أكاديمية “محمد السادس” في إنجاز المغرب التاريخي

حقق منتخب المغرب الإنجاز الأهم في تاريخ كرة القدم الإفريقية بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم “فيفا قطر 2022“، بعد تخطيه البرتغال بهدف دون رد، سجله يوسف النصيري في ربع النهائي.

لا يتوقف الحديث أبدًا عن أكاديمية “اسباير” القطرية ودورها في تقدم الرياضة في البلاد خاصة كرة القدم، واستعرضت العديد من المقالات أسماء اللاعبين الذين تخرجوا منها وأصبحوا نجومًا في المنتخب القطري، لكن هل يعلم أحدكم أن هناك أكاديمية عربية أخرى مشهود لها بالكفاءة! تلك هي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في المغرب والتي تُعد السر الأهم وراء بروز اللاعبين المغاربة في أوروبا خلال السنوات الماضية والنتائج الملفتة للمنتخب في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.

أكاديمية محمد السادس .. نقطة البداية

أقر ملك المغرب، محمد السادس، عددًا من المشاريع لتنمية البلاد على مختلف الأصعدة في بداية الألفية الجديدة، وقد أصدر عام ٢٠٠٧ مرسومًا ببناء وتأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بهدف اكتشاف المواهب في مختلف أنحاء المغرب ورعايتها وتطويرها وتسهيل انتقالها إلى الأندية الأوروبية فيما بعد.

افتتحت الأكاديمية عام ٢٠٠٩ بعدما تكلف بناؤها ما يقرب الـ١٥ مليون دولار، وقد أقيمت في مدينة سلا الجديدة التي تبعد عن الرباط ١٠ كيلومترات على مساحة 18 هكتار تقريبًا وضمت العديد من المرافق الرياضية والصحية والتعليمية وملاعب كرة القدم.

ويقوم العمل في الأكاديمية على الجمع بين الدراسة والرياضة، وهو ذات الأسلوب المعتمد في مدارس تكوين الأشبال في أوروبا، ويتم إعداد اللاعبين عبر ثلاثة محاور، الأول يُركز على مرحلة ما قبل التكوين وتخص اللاعبين بين أعمار ١٢-١٤ عامًا، والثاني على التخصص وهو للاعبين بين أعمار ١٤-١٦ عامًا، والمرحلة الثالثة والأخيرة تختص بدخول عالم الاحتراف وهي مخصصة للاعبين بين أعمار ١٦-١٨ عامًا.

واختار الملك محمد السادس سكرتيره الخاص منير المجيدي لرئاسة الأكاديمية، والذي بدوره تعاقد مع المدرب المغربي الفرنسي ناصر لاركيت ( المدير الحالي للمركز التكويني لنادي مارسيليا) لإدارة الأكاديمية فنيًا لخبرته الكبيرة في هذا المجال في فرنسا، والذي وضع أسس العمل في الأكاديمية بدءًا باختيار المواهب ومرورًا بمراحل تطويرها وانتهاءً بتصديرها إلى القارة العجوز، وبعد عدة أشهر من الافتتاح بدأ تأسيس أفرع أخرى في مختلف مدن المغرب لتسهيل عمليات البحث عن المواهب.

الإعلامي المغربي، عبدالرحمن إيشي، رئيس القسم الرياضي بجريدة “لوماتين” قال حول المشروع “تجربة أكاديمية محمد السادس تعتبر رائدة لأنها مكنت الكرة المغربية من الاستمرار في إعداد اللاعبين للمنتخبات الفئات السنية، في الوقت الذي تخلت فيه الأندية المغربية عن تلك المهمة”.

أضاف “جميع الأندية وتحت ضغط الجمهور، أصبحت تبحث عن الحلول السهلة عبر القيام بالتعاقدات، وأهملت بالتالي مسألة إعداد مواهب شابة، لكن أكاديمية محمد السادس استطاعت أن تغطي هذا النقص الحاصل في التكوين لدى الأندية”.

أكاديمية محمد السادس ومنتخب المغرب ٢٠٢٢

تخرج العديد من اللاعبين من أكاديمية محمد السادس، بعضهم انتقل للعب في الأندية المحلية ومن ثم إلى أوروبا وبعضهم الآخر اتجه مباشرة للقارة العجوز.

ويُعد الثلاثي، عز الدين أوناحي ويوسف النصيري ونايف أكرد، أبرز نجوم المنتخب المغربي المشارك في منافسات قطر ٢٠٢٢™ من خريجي الأكاديمية.

النصيري، صاحب هدف الفوز على البرتغال، تحديدًا انضم للأكاديمية عام ٢٠١١ وانتقل منها إلى نادي ملقة عام ٢٠١٥ ولم يكن قد تجاوزه عامه الـ١٨ بعد، وقد انتقل إلى ليجانيس صيف ٢٠١٨ ومن ثم حط الرحال في إشبيلية.

أحمد رضا التكناوتي حارس المرمى البديل في المنتخب المغربي ونجم الوداد هو أيضًا من خريجي أكاديمية محمد السادس، وقد انتقل منها للعملاق المتوج بدوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي.

ناصر لاركيت أبدى سعادته البالغة بمساهمة خريجي الأكاديمية في إنجاز أسود الأطلس بالتأهل إلى ربع النهائي، حيث قال “سعيد برؤية ثمار هذا المشروع الذي أسسه الملك محمد السادس، الأكاديمية الآن تدعم جميع المنتخبات الوطنية، ونرى الآن حتى المنتخب الأول يضم بعض خريجيها، ذلك مصدر فخر كبير لنا لأن ذلك كان الهدف من إنشاء تلك الأكايمية”.

المغرب أبهرت العالم في قطر ٢٠٢٢™ ولكن ذلك لم يكن أبدًا وليد الصدفة بل نتاج عمل وتخطيط مستمر منذ عقد من الزمن تقريبًا، والمؤكد أن المستقبل سيحمل الأفضل خاصة مع انتقال المزيد من اللاعبين الشباب إلى الأندية الأوروبية خلال العامين الأخيرين.

(الموقع الرسمي للفيفا)