فخر العرب أخبار اللاعبين العرب في الملاعب العالمية
يعيش كريستيانو رونالدو واحدة من أسوأ الدوامات التي مرت عليه طوال مشواره الكروي العريض، بعد فسخ مانشستر يونايتد عقده، عقب انتقاد إدارة النادي والمدير الفني، والجدل الذي أثير حول هجومه على مدرب البرتغال لاستبداله في مونديال قطر، وأخيرًا جلوسه على مقاعد البدلاء، ثم التقارير التي تناولت تهديده بمغادرة معسكر المنتخب، فالجدل لا يتوقف حول النجم البرتغالي صاحب الـ37 عامًا، والذي يخوض خامس مونديال له في مشواره الكروي، والذي ينفرد بكونه اللاعب الوحيد الذي سجل في 5 بطولات كأس عالم، وصاحب أكبر عدد من المباريات مع منتخب البرتغال (195)، وكذلك الأكثر تسجيلًا للأهداف (118) مع “البحارة”.
وكان “الدون” هو محور الحديث طوال الوقت قبل انطلاق كأس العالم وقبل أن يصل إلى قطر، وانتظر الجميع داخل المنتخب مدى تأثير تصريحاته الناقدة حول مانششتر يونايتد على أدائه مع الفريق وعن تعامله مع زملائه، خاصةً برونو فرنانديز، زميله السابق في النادي الإنجليزي، وعن طريقة تجاهل الأخير له لدى وصوله للانضمام لبعثة المنتخب، قبل أن ينفي برونو ذلك.
واستمر الأمر حتى بعقد “الدون” لمؤتمر صحفي مفاجئ للصحافة لتهدئة الأوضاع، قبل أن يعود ليفجر الخلاف مجددًا داخل صفوف المنتخب، باحتجاجه على احتساب الهدف الذي سُجل أمام أوروغواي لصالحه وليس لبرونو، وردة فعله على تبديله خلال مباراة كوريا الجنوبية وتلفظه بكلمات سيئة بحق مدربه فرناندو سانتوس، الذي أقر بعدها بأنه لم تعجبه، ولكنه لجأ للدبلوماسية، بالتأكيد على أن أي خلافات تُحل داخل غرف خلع الملابس، وتركيز الكاميرات عليه حينما جلس بديلًا أمام سويسرا في ثمن النهائي، والآن تعامله مع جلوسه غير المتوقع كبديل، في الوقت الذي يبحث فيه عن هدف يسجل في سجله بالأدوار الإقصائية للمونديال.
ونفى الاتحاد البرتغالي، في بيان له، يوم الخميس، تهديد رونالدو بمغادرة المنتخب خلال محادثة مع سانتوس، مؤكدًا: “قائد المنتخب لم يهدد في أي وقت بمغادرة الفريق خلال معسكر المنتخب في قطر”.
وجاء هذا الرد، بعد صدور تقارير من صحيفة (ريكورد) الرياضية البرتغالية، تؤكد أن كريستيانو “هدد بالرحيل” من معسكر المنتخب في مونديال قطر، وذلك عقب “محادثة ساخنة مع فرناندو سانتوس”، لكن القائد “غير رأيه وهدأ وفكر في الأمر” بعدها، مؤكدةً أيضًا أن الفريق “أبقى نفسه خارج هذا الوضع” للتركيز في المونديال، بحسب الصحيفة.
وبعدها نشر كريستيانو، عبر صفحاته الرسمية في شبكات التواصل الاجتماعي: “مجموعتنا متحدة للغاية بصورة أكبر من أن يتم تحطيمها من قوة خارجية، أمتنا شجاعة للغاية ولن يتم تخويفها من قبل أي خصم.. هذا فريق بأتم معنى الكلمة، وسيقاتل من أجل الحلم حتى النهاية، آمنوا معنا، هيا يا برتغال”، مع صورة له وهو يدعم الفريق من الخارج أثناء احتفاله بأحد الأهداف في مرمى سويسرا.
وليس هذا فحسب، بل أثار كريستيانو الجدل خلال المونديال حول مستقبله، حيث أكدت تقارير أن اللاعب السابق لريال مدريد ويوفنتوس وسبورتنغ لشبونة، توصل لاتفاق أثناء البطولة للعب في صفوف نادي النصر السعودي بمقابل قياسي، يصل إلى 200 مليون يورو سنويًا، قبل أن ينفي الأمر، وتؤكد مصادر مقربة منه أنه يفضل الاستمرار في اللعب بالقارة العجوز.
وجاء دفاع الاتحاد البرتغالي عن هداف المنتخب التاريخي في بيان للتأكيد على مدى انتمائه للبلاد: “كريستيانو رونالدو بنى مسيرة مميزة وفريدة بقميص منتخب البرتغال، يجب احترامها، فهو مشهود له بالالتزام التام الذي لا جدال فيه، ويصنع رقمًا قياسيًا فريدًا كل يوم في خدمة منتخب بلده، ويتحلى بدرجة كبيرة من التفاني في العمل، فهو قدوة لجميع اللاعبين كأكثر من ارتدى شارة قيادة منتخب البرتغال، عندما شارك في مباراة سويسرا الأخيرة”.
وجلس كريستيانو بديلًا خلال مواجهة سويسرا التي انتهت (6 – 1) لصالح البرتغال (لكن أيضًا كان هذا حال كل من جواو كانسيلو وروبن نيفيس)، وهم اللاعبون الثلاثة في الميدان الذين شاركوا كأساسيين في مباريات دور المجموعات، إلى جانب حارس المرمى ديوجو كوستا.
وتعد هذه المرة السابعة من أصل 186 مباراة مع المنتخب التي يجلس فيها “الدون” بديلًا، وهي الأولى منذ مباراة إسبانيا في 2 حزيران/يونيو والتي انتهت بهدف لمثله، حيث كان بعيدًا عن الملاعب منذ شهر، ولم يكن في أفضل حالاته ليلعب منذ البداية.
وأجلس سانتوس كريستيانو بديلًا في سياق رياضي، وبرر أسباب دفعه بالنجم الصاعد جونسالو راموس، الذي لعب مكان “الدون” وتألق في المواجهة، ليثبت أحقيته باللعب أساسيًا، بعد تسجيله لأول هاتريك له وللمنتخب وفي المونديال أمام سويسرا، إضافةً لصناعته هدف آخر.
لكن هل سيكون تألق راموس كافيًا لإقصاء كريستيانو من المشاركة أساسيا؟، وهل لم يعد كريستيانو اللاعب الذي لا غنى عنه في البرتغال كما كان في السابق؟.
كل هذه الأسئلة ستعرف إجابتها يوم السبت في مواجهة المغرب، على ملعب “الثمامة”.
(إفي)