فرنسا وإنجلترا.. “معركة مونديالية” ذات أبعاد تاريخية

كايل ووكر ضد كيليان مبابي، هوغو لوريس ضد هاري كين، جود بيلينغهام ضد أنطوان غريزمان، أو نابليون ضد دوق ويلينجتون في معركة واترلو.. تنطوي مواجهة فرنسا وإنجلترا في ربع نهائي مونديال “قطر 2022″، على أبعاد تاريخية بين البلدين اللذين يفصلهما بحر المانش.

وتعد كرة القدم أحد هذه الأبعاد، على الرغم من أن الفريقين لم يلتقيا في المونديال من قبل سوى مرتين، انتصرت فيهما إنجلترا في 1966 (2-0) و1982 (3-1).

معركة تاريخية

التاريخ الذي يجمع بين البلدين حافل، لكن تتباهى إنجلترا بمعركة “واترلو” الفاصلة التي وقعت في 18 يونيو/حزيران عام 1815 في قرية واترلو البلجيكية، وهي آخر معارك الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت وهُزِم بها هزيمة كبيرة غير متوقعة على يد الجيش الإنجليزي بقيادة دوق ويلينجتون.

وهذه المرة أرض المعركة ستكون على ملعب “البيت” ثاني أكبر ملاعب مونديال قطر وستكون الغنيمة التأهل لثاني نصف نهائي كأس عالم على التوالي لمنتخبين يعيشان حالة من التوهج بفضل جيلين من اللاعبين الكبار.

وبين كل هؤلاء يبرز الفرنسي كيليان مبابي، الذي توج مع فرنسا بمونديال 2018 في روسيا، ويواصل التألق في قطر، وسجل حتى الآن في قطر 5 أهداف وصنع اثنين آخرين.

وبلا شك اسم مبابي هو الأكثر تداولا بين أعضاء المعسكر الإنجليزي الآن حيث ستكون المهمة الأكبر على منتخب “الأسود الثلاثة” هي كبحه ولكن مع التركيز أيضا على التصدي لأي تهديد يشكله أي من أوليفييه جيرو أو أنطوان جريزمان أو عثمان ديمبيلي.

مبابي مهمة ووكر

وسيكون كايل ووكر، الظهير الأيمن في منتخب إنجلترا، المكلف بالتصدي لمبابي الذي يميل للعب في مركز الجناح الأيسر، لكن يعتمد هذا على خطة مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت الذي قد يغير من أسلوبه من أجل تضييق الخناق على مهاجم باريس سان جيرمان، وهو الأمر الذي لم ينجح فيه أي من خصوم فرنسا حتى الآن.

وقد يصبح ساوثجيت (52 عاما) أول مدرب يقود إنجلترا في نصف نهائي المونديال، لذا يحتاج إلى تحقيق الانتصار الثالث على التوالي له في مونديال، وهو ما لم يحققه أحد منذ عام 1990.

منتخب الصفوة

استطاع ساوثجيت أن يعيد إنجلترا إلى منتخبات الصفوة وفي قطر رفع من مستوى الفريق بشكل أكبر، لا سيما وأنه سجل 12 هدفا، وهو نفس عدد أهداف الفريق في مشاركته بروسيا قبل 4 سنوات، مما يجعله المنتخب الأكثر تسجيلا للأهداف في البطولة بالتساوي مع البرتغال.

ومن ناحية أخرى، يبتعد هاري كين، الذي شارك لأول مرة في البطولة بثمن النهائي، بهدف واحد عن معادلة رقم واين روني الهداف التاريخي لإنجلترا بـ53 هدفا.

ومنذ بداية البطولة، أخذت سمعة منتخب إنجلترا في التحسن بفضل أداء بارز وفعال لم يعان سوى أمام الولايات المتحدة في دور المجموعات بالمباراة التي انتهت بالتعادل السلبي.

حامل اللقب العنيد

وسيكون التفاؤل أكبر لولا حقيقة أن العقبة التالية أمام إنجلترا هي أنها ستواجه فرنسا حاملة اللقب، التي دافعت عنه جيدا حتى الآن، لتصبح أول حاملة لقب تتأهل إلى ربع النهائي منذ 2006.

ونجح مدرب فرنسا ديدييه ديشامب في رفع كل الضغوط عن الفريق وتمكن من التعامل مع الإصابات التي لحقت بالفريق.

وتعتبر فرنسا 2022 أصغر سنا وعديمة الخبرة في الثلثين الخلفيين، لكنها تتمتع بقدر كبير من القوة في الهجوم مما يجعلها مرشحة للفوز أمام أي خصم.

ولم تلعب الديوك بشكل مبهر في قطر، حيث واجهت ضغطا في كل المباريات، لكنها تعاملت معه بصبر وحكمة وبمبابي الذي لم يشارك أساسيا في مواجهة تونس ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

وخاضت فرنسا مباراة نسور قرطاج بفريق أغلبه من البدلاء، بعدما كانت قد ضمنت بالفعل التأهل لثمن النهائي، لكنها تعرضت لأول هزيمة منذ 2014 لتنتهي سلسلة من 8 انتصارات متتالية للفريق في بطولات كأس العالم.

مع مبابي لم تخسر فرنسا قط في أدوار إقصائية سواء في كأس اليورو أو كأس العالم ومعه فيهما لم تعرف سوى الفوز مع تعادل وحيد.

وفي مواجهة إنجلترا سيسعى مبابي صاحب الـ23 عاما لتسجيل هدف العاشر في بطولات كأس العالم لمواصلة التألق.

التشكيل المتوقع للفريقين:

إنجلترا: بيكفورد، ووكر، ستونز، ماجواير، شو، هندرسون، بيلينجهام، رايس، ساكا، كين وفودين.

فرنسا: لوريس، كوندي، فاران، أوباميكانو، تيو هرنانديز، تشواميني، رابيو، جريزمان، ديمبيلي، جيرو ومبابي.

الحكم: ويلتون سامبايو (البرازيل).

الملعب: البيت.

التوقيت: 22.00 بالتوقيت المحلي.

(إفي)