مشاهد لا تُنسى حفرها نجوم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في قلوب عشاق كرة القدم حتى الآن خلال نهائيات كأس العالم، قطر 2022، وستظل عالقة بذاكرتهم، بعد قيادة منتخبات بلادهم إلى الدور ربع النهائي والاقتراب خطوة مهمة من تحقيق الحلم.
وقد أثبت لاعبو سان جيرمان أنهم الأفضل، خاصةً الرباعي (الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي كليان مبابي والمغربي أشرف حكيمي)، بعدما صنعوا الفارق مع منتخباتهم، وكانوا الورقة الرابحة في تحقيق الانتصارات خلال مباريات دور المجموعات والدور ثمن النهائي.
وميسي، الذي مُني منتخب بلاده بهزيمة مدوية أمام السعودية (1 – 2) في المباراة الافتتاحية من المجموعة الثالثة، تمكّن بخبرته من إعادة تنظيم الصفوف ومنح الثقة لزملائه وإعادة بث الروح والهدف الذي حضر من أجله المنتخب إلى الدوحة، وقادهم للفوز على المكسيك وبولندا بالنتيجة نفسها (2 – 0) وتصدّر المجموعة، ومن ثم تخطى عقبة أستراليا (2 – 1) في الدور ثمن النهائي، مسجلًا 3 أهداف في 4 مباريات.
أما نيمار، فبعد قيادة منتخب بلاده للفوز على صربيا (2 – 0) في المباراة الافتتاحية، تعرّض لإصابة وغاب عن مباراتي سويسرا والكاميرون، إلا أنه عاد بقوة، وقاد فريقه لفوز كبير على كوريا الجنوبية (4 – 1) في الدور ثمن النهائي، وسجّل هدفًا. ليرفع رصيده إلى 76 هدفًا، بفارق هدف واحد عن مُعادلة رقم الهدّاف التاريخي لمنتخب السامبا، المسجّل باسم الأسطورة بيليه.
ويعتبر مبابي، الذي ساهم في إحراز فرنسا لقب كأس العالم قبل أربع سنوات في روسيا، أحد أبرز اللاعبين في العالم، وأهم عناصر المنتخب الفرنسي في مونديال قطر، حيث قاد بلاده لتحقيق فوزين في دور المجموعات على أستراليا (4 – 1) والدنمارك (2 – 1)، لتضمن بطاقة التأهل للدور الثاني مبكرًا.
وفي مباراة الجولة الأخيرة أمام تونس التي خسرتها فرنسا (0 – 1) شارك مبابي بديلًا في الدقائق الأخيرة، لكنه عاد في التشكيلة الأساسية لمباراة بولندا في الدور ثمن النهائي، وقاد فريقه للفوز (3 – 0)، مسجلًا 5 أهداف في 4 مباريات في صدارة هدّافي مونديال قطر.
بينما لعب حكيمي دورًا مهمًا في نجاحات منتخب المغرب حتى الآن خلال مونديال قطر، فتمكّنت “أسود الأطلسي” من تصدّر مجموعتها السادسة بعد التعادل مع كرواتيا وصيفة العالم سلبيًا، والفوز على بلجيكا (2 – 0) وكندا (2 – 1)، لتعتلي الصدارة عن جدارة.
وواصل حكيمي ورفاقه التألق خلال مباراة إسبانيا في الدور ثمن النهائي، وتمكّنوا من تحقيق الفوز بركلات الترجيح (3 – 0) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
ولا يقتصر تألق لاعبي سان جيرمان على الرباعي السابق، فهناك أيضاثماركينيوس في صفوف البرازيل، والثلاثي دانيلو بيريرا ونونو منديش وفيتينيا في صفوف منتخب البرتغال، ولكنهم ليسوا بنفس تأثير السابقين، ليخوض بذلك ثمانية من لاعبي باريس سان جيرمان منافسات الدور ربع النهائي من أصل 11 لاعبًا شاركوا في النهائيات.
وإذا كان نجوم باريس سان جيرمان هم الأكثر نجومية وحضورًا وتأثيرًا في مونديال قطر، فإن مجموعة من لاعبي الأندية الأخرى استطاعت أن تشق طريقها بنجاح خلال المونديال أيضًا، حيث يتواجد 12 من لاعبي مانشستر يونايتد الإنجليزي ضمن صفوف منتخبات الدور ربع النهائي من أصل 14 لاعبًا شاركوا في المونديال، وكذلك 10 من لاعبي مانشستر سيتي من أصل 16 لاعبًا.
وبقي نجم آخر لم تمهله الأقدار حتى الآن ليُنهي مسيرته الدولية والكروية بصورة تليق بمكانته في تاريخ أرقام وإحصائيات كرة القدم، وهو البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يُعاني ضمن صفوف منتخب بلاده. بالرغم من التأهل إلى الدور ربع النهائي، حيث لم يعد “الدون” بنفس القيمة بين لاعبي منتخب بلاده، والاسم الأول في التشكيلة الأساسية، ولم يستطع خلال أربع مباريات صنع الفارق كعادته، ولم يسجّل سوى هدف واحد من ركلة جزاء.
ويحتل بايرن ميونخ الألماني صدارة الأندية الأوروبية الممثلة بلاعبيها في المونديال برصيد 17 لاعبًا، فيما جاء في المركز الثاني بترتيب أكثر الأندية حضورًا كل من برشلونة الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي برصيد 16 لاعبًا، فيما حل مانشستر يونايتد الإنجليزي خامسًا بـ14 لاعبًا، أما ريال مدريد الإسباني برصيد 13 لاعبًا.
وتملك أندية بوروسيا دورتموند الألماني ويوفنتوس الإيطالي وسان جيرمان الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني 11 لاعبًا لكل منها بالمونديال.
وصنع السد القطري المفاجأة في سباق أكثر الأندية حضورًا بالمونديال، إذ يحتل المركز الرابع عالميًا برصيد 15 لاعبًا، وهو أكثر فريق غير أوروبي تسجيلًا للحضور بكأس العالم، والأول عربيًا، متقدمًا على الهلال السعودي، الذي يملك 13 لاعبًا.
(قنا)