كانت الأمور ممهدة أمام صعود أربعة منتخبات أوروبية إلى دور الـ16 عن المجموعتين الخامسة والسادسة في كأس العالم في قطر، لكن في كرة القدم لا يمكن ضمان أي شيء.
وستجد إسبانيا نفسها أمام مواجهة صعبة أمام فريق مغربي، اكتسب بريقًا مع مدرب لا يخجل من وصف “رأس الأفوكادو” ليغيظ منتقديه.
ولمدة أربع دقائق، كانت إسبانيا خارج البطولة مع ألمانيا مع تأخرها أمام اليابان وتفوق كوستاريكا على البطلة السابقة أربع مرات، لكن ألمانيا أحرزت ثلاثة أهداف لتفوز على كوستاريكا.
ووجهت الصحف الإسبانية الشكر إلى ألمانيا بعد الفوز على كوستاريكا، ليضمن الفريق المركز الثاني بفارق الأهداف عن الألمان.
وقال لويس إنريكي إنه لم يكن يعلم أن إسبانيا كانت في طريقها للخروج من البطولة عندما تقدمت كوستاريكا على ألمانيا.
وأضاف: “لو علمت، لكنت قد أصبت بأزمة قلبية”.
ويعتمد أسلوب لعب لويس إنريكي القائم على الاستحواذ على الكرة على ثلاثي خط وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس وبيدري وغابي.
وفي الشوط الأول أمام كوستاريكا بلغت تمريرات إسبانيا الناجحة 537 وهو رقم قياسي بأكثر من 100 تمريرة من الرقم القياسي لألمانيا والذي كان تحقق في المباراة الأولى أمام اليابان.
وقبل أربعة أعوام في روسيا، حسمت إسبانيا تأهلها إلى دور الـ16 بعد التعادل 2-2 مع المغرب بهدف إياغو أسباس في الوقت الضائع.
وسيكون مدرب الفريق لويس إنريكي مرشحاً لبلوغ دور الثمانية، لكن يجب ألا يتوقع مباراة سهلة أمام فريق تأهل عن مجموعة ضمت بلجيكا، صاحبة المركز الثاني في التصنيف العالمي، وكرواتيا وصيفة البطلة قبل أربعة أعوام وكندا.
وبعد خروج المغرب من دور الـ16 في كأس الأمم الأفريقية مطلع العام الحالي توترت الأجواء مع وحيد خليلوجيتش، ومع إصرار المدرب البوسني على استبعاد عدد من اللاعبين البارزين لخلافه معهم قرر الاتحاد الوطني إقالته في أغسطس (آب).
ولم يكن أمام المغرب سوى الركراكي (47 عاماً) الذي قاد الوداد إلى ثنائية الدوري ودوري أبطال أفريقيا في الموسم الماضي.
وكان أول قرارات الركراكي لم الشمل وفتح الباب أمام عودة حكيم زياش ونصير مزراوي، بالإضافة إلى المهاجم عبدالرزاق حمد الله الذي كان بعيداً عن المنتخب منذ سنوات لأسباب انضباطية أيضاً.
وبدأ الركراكي النهائيات بتعادل سلبي مع كرواتيا وصيفة البطلة قبل أربعة أعوام.
وبدا المدرب المغربي واثقاً من فريقه عندما تحدث بعد مباراة كرواتيا عن انتظار ما سيحدث أمام بلجيكا ثم البحث عن التأهل أمام كندا.
لكن المغرب فاجأ الجميع بفوز مقنع 2-0 على بلجيكا رغم تعرض الفريق لضربة قوية بغياب الحارس ياسين بونو قبل لحظات من انطلاق المباراة.
وحسم المغرب تأهله لدور الـ16 للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986 بانتصاره 2-1 على كندا، حيث كانت المرة الأولى التي تهتز فيها شباكه في ست مباريات مع الركراكي.
ونشر حساب الاتحاد الدولي “فيفا” على “تويتر” صورةً للركراكي، الذي أصبح أول مدرب عربي يبلغ دور الـ16، وهو يمسك بثمرة أفوكادو، وبداخلها كرة قدم، ويشير بإصبعه إلى رأسه بملامح متحدية، في رسالة إلى منتقديه.
وأثناء احتفالات الفوز التف اللاعبون حول الركراكي ولمسوا جميعًا رأسه، وقال المدرب للصحافيين بعد اللقاء: “يحبون ضربي على رأسي، ربما يجلب هذا لهم الحظ السعيد”.
(رويترز)