جمال موسيالا.. فتى يمتلك “عادات الفوز” ويشكل الأمل الألماني بمونديال قطر (تقرير)

نجم بايرن جمال موسيالا لم يصل إلى مستوى رائع وهو لم يبلغ بعد العشرين من العمر من دون جهد! الموهبة بجانب المثابرة والتدريب الجسدي والذهني وحتى القراءة كلها من أسباب نجاحه، وهناك طرق يتفرد بها اللاعب عن غيره من أقرانه.

رغم أن جمال موسيالا يتمتع بطبيعة هادئة فوق المستطيل الأخضر، إلا أن خلف صورته هذه تقف شخصية تتمتع بقوة عقلية كبيرة، يمتلكها عدد قليل جدا من اللاعبين في عالم كرة القدم.

فاللاعب البالغ من العمر (19 عامًا) سبق له الفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا، وسيلعب قريبًا أول كأس عالم في مسيرته الكروية. ويعتقد الموهوب الألماني أن هذه البطولة ليست فرصة بل مرحلة.

ويرى كارلون كاربنتر المحلل الرياضي في موقع “ستايت بوم”، الذي يُعنى بجمع وتحليل البيانات الرياضية، أن ذكاء جمال موسيالا ووضوح تفكيره يجعله لاعبًا متميزًا للغاية.

وقال كاربنتر في حديث مع (دويتشه فيله): “يبدو دائمًا أن لديه صورة واضحة في ذهنه عندما يلعب في مناطق ذات قيمة عالية في الملعب، حيث يجب إيجاد المساحة”، وأضاف أنه ربما كان لزميله توماس مولر تأثير إيجابي في هذا الصدد.

وواصل كاربنتر الحديث عن مميزات موسيالا قائلًا: “إنه ليس مجرد لاعب يحصل على الكرة ويعطيها، حيث إنه في كل مرة يحصل عليها تكون لديه لمسة جيدة لتحريكها ثم لعبها للأمام”.

وكان مدرب بايرن ميونخ يوليان ناغلسمان قد عبر عن أن أفكار مماثلة في وقت سابق من هذا الموسم. وقال مدرب الفريق البافاري في حديث مع شبكة “إي إس بي إن” الرياضية: “إنه (موسيالا) قادر على استخدام كلتا قدميه عند المراوغة. لديه حركات سريعة عندما تكون لديه الكرة، ويستطيع خلق مساحات عن طريق المراوغة”، وأردف: “لكن أهم خطوة هذا الموسم هو تألقه في الدفاع أيضًا”.

أما عن سبب عادات الفوز التي يتمتع بها جمال موسيالا، فإنها تعود في جزء منها إلى الكيفية التي يتحسن بها مع مرور الوقت، فقد لعبت والدته دورا في تطوير مهاراته عندما كان صبيًا، إذ أنشأ موسيالا نظاما حول فيه الضغط إلى متعة من دون التضحية بميزته التنافسية.

وفي صيف هذا السنة، لم يكن موسيالا راضيا عن لمسته الأولى للكرة. وقضى اللاعب الشاب الكثير من الوقت في العمل على كيفية التحكم بالكرة من اللمسة الأولى والتحرك بها. أيضا، قام موسيالا بالكثير من العمل مع مدربه الشخصي لتحسين تقنيات التنفس لديه من أجل زيادة قدرته على التحمل. وكذلك فحص دمه بشكل منتظم ومراقبة نظامه الغذائي.

وقالت الدكتورة سوزان براون، أخصائية علم النفس الإكلينكي إن “خلق عادات وأنظمة يؤدي إلى أتمتة عملياتنا. وإذا كان لدينا نظام يشبه إلى حد كبير وضع “سيناريو ماذا لو؟”، فإنك تقوم بسرد الأشياء التي قد تسوء وكيف ستتعامل معها”، وأضافت:”إذا حدث (هذا السيناريو) في اللعبة، فإننا نكون أكثر مرونة من الناحية الذهنية وأسرع في الاستجابة لأننا نضطر إلى البحث عن قائمة الخيارات لدينا أثناء الضغط”.

ومع وجود هذا النظام، يسهل معرفة سبب سرعة موسيالا مقارنة بباقي اللاعبين من حوله. لكن تركيزه على الاستمتاع لا يقل أهمية. وقالت الدكتورة سوزان براون “نحن لا نلعب إذا لم نشعر بالأمان، فاللعب ضروري للتعلم”، وأردفت:”المنافسة واللعب لا يتعارضان، فيمكننا أن نرغب في الفوز لكن نفعل ذلك بطريقة مرحة وممتعة”.

ويكفي متابعة مباراة واحدة فقط لجمال موسيالا لمعرفة أن تلك هي الطريقة التي يرغب موسيالا الفوز بها. أما الفوائد المُصاحبة لهذا النهج، فهي تمتد إلى ما هو أبعد من كونك لاعب كرة قدم أفضل.

(دوتشه فيله)