يقف المهاجم هاري كين عند عتبة إنجاز تاريخي في مونديال قطر، حيث يتأخر قائد منتخب إنجلترا بفارق هدفين عن معادلة وثم تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية مع “الأسود الثلاثة” والمسجل باسم المهاجم السابق واين روني (53).
وفي حال فشل كين في رفع كأس العالم في ملعب “لوسيل” في 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل، فإنه سيدخل عام بلوغه سن الثلاثين من دون أي لقب في سجله الكروي.
وبإمكان كين، في حال نجح في قيادة رجال المدرب غاريث ساوثغيت إلى لقبهم الكبير الأول منذ 56 عاماً (مونديال 1966)، تدوين اسمه في السجلات الخالدة للكرة المستديرة، علماً أن هذا الهداف حجر مكانته في قائمة أساطير توتنهام، حيث لم يعد يتأخر سوى بفارق 7 أهداف فقط عن الهداف التاريخي للنادي جيمي غريفز (266).
لقد اقترب كين من الفوز بأبرز الألقاب في عالم الكرة المستديرة بقميصي ناديه والمنتخب، ولكن الفشل كان دائماً له بالمرصاد.
سجل المهاجم الدولي في سيناريو الركلات الترجيحية الذي مال لصالح كفة إيطاليا على حساب منتخب بلاده على أرضه في ملعب “ويمبلي” الشهير في لندن في نهائي كأس أوروبا قبل 16 شهراً، كما كان في صفوف توتنهام، الذي بلغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وخسرها أمام مواطنه ليفربول في العاصمة الاسبانية مدريد عام 2019.
عوّض كين فشله الجماعي، بمسيرته مليئة بالألقاب الفردية ومثقلة بالأرقام القياسية ضمن قائمة أبرز الهدافين في القارة العجوز، بعدما ارتقى إلى القمة منذ اعارته في بداية مسيرته داخل المستطيل الأخضر إلى كل من ليتون أورينت، ميلوول، نوريتش وليستر.
وبعدما تساوى مع غاري لينيكر في قائمة أفضل الهدافين بقميص “الأسود الثلاثة” في بطولات كبرى (10 أهداف لكل منهما)، رصّع كين سجله بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في مونديال روسيا 2018، وبمثلها ثلاث مرات في الدوري الممتاز (2015-2016، 2016-2017 و2020-2021).
قال كين عن كونه سيصبح الهداف القياسي “للأسود الثلاثة” في قطر “أنا قريب، أحاول ألاّ أفكر في الأمر كثيراً ولكن مع اقتراب كأس العالم سيكون مكاناً رائعاً للذهاب إليه وتحقيق ذلك”.
وأضاف صاحب 75 مباراة دولية و51 هدفاً “أنا متأكد من أنني سأكون مستعداً للذهاب، وفي حال تمكنت من تحقيق ذلك هذا الشتاء (تحطيم الرقم القياسي)، فسيكون ذلك ممتعاً.
وضمن السياق ذاته، عبّر ساوثغيت عن رغبته في أن ينجح كاين في تحطيم الرقم القياسي للأهداف الدولية في المباراة النهائية.
مفترق طرق
غير أن خروج منتخب “الأسود الثلاثة” من الادوار الاولى لكأس العالم، سيدفع الانكليز للمتابعة عن كثب مستقبل الهداف التاريخي لتوتنهام الذي ينتهي عقده معه بعد 18 شهراً، حيث تبدو مسيرته عند مفترق طرق.
وكان كين حاول وفشل في اقناع توتنهام بانتقاله إلى مانشستر سيتي في الاسابيع التي تلت خسارة انكلترا نهائي كأس أوروبا العام الماضي.
أقفل وصول المهاجم “العملاق” النروجي إرلينغ هالاند إلى سيتيزنز الباب بوجه كين، في حين يبرز بايرن ميونيخ الالماني كمرشح قويّ للحصول على خدمات الهداف الانكليزي في حال قرر الرحيل عن نادي شمال لندن.
قال المهاجم الدولي السابق الالماني يورغن كلينسمان (58 عاماً) والذي سلك المسار ذاته من توتنهام إلى ميونيخ في 1995 لموقع “ذي أتلتيك”: “أعتقد أن الناس ستغفر له إذا قال في وقت معين، إن كان ذلك في الصيف المقبل أو الصيف بعد انتهاء عقده بالتأكيد، إنه سينتقل إلى نادٍ قد يمنحه فرصة أكبر للفوز بالألقاب”.
كما بامكان انكلترا أن تستفيد من انتقال كين إلى نادٍ لا يُرهقه كثيراً كما يفعل توتنهام، اذ دفع به الإيطالي أنتونيو كونتي مدرب الفريق لخوض جميع مباريات فريقه، باستثناء 12 دقيقة، في الدوري ودوري الابطال هذا الموسم في روزنامة مزدحمة بالمباريات قبل انطلاق مونديال قطر.
ولكن حتى الآن، ما زال كين صامداً جسدياً ويُعاند الاصابات، في حين وحده هالاند سجل أكثر منه في البرميرليغ (17 مقابل 10).
تخشى انكلترا أن يقع قائدها في فخ الاصابات أو أن يصل منهكاً حتى قبل أن تشتد حدة الإثارة في العرس الكروي العالمي الذي يُقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
(أ ف ب)