إريكسن.. القلب النابض وأمل الدنمارك في كأس العالم

بات بوسع جماهير الدنمارك أن تحلم بما يمكن تحقيقه في كأس العالم لكرة القدم بعد تعافي كريستيان إريكسن من أزمة قلبية كادت تودي بحياته في بطولة أوروبا العام الماضي ووصل بعدها إلى قمة العطاء بالمباريات الدولية الأخيرة.

وفي أمة فخورة بإنجازاتها في كرة القدم ومعروفة بتحقيق نتائج أفضل من المتوقع، ويدلي الجميع فيها بآراء عن الخطط والتشكيلات واللاعبين، سيكون إريكسن (30 عاما) تقريبا اللاعب الوحيد المحبوب من الجميع بالعالم وسيصل إلى قطر متطلعا لترك بصمات مؤثرة بالنهائيات، لكنه لم يتمتع بهذه المكانة دائمًا.

وبالعودة إلى 2010 كان إريكسن شابًا قليل الخبرة شق طريقه إلى تشكيلة الدنمارك في الوقت المناسب ليدخل خطط المدرب مارتن أولسن بكأس العالم، لكنه لم يكن يمتلك ثقة كبيرة من المدرب ولعب مباراتين فقط على أرض جنوب إفريقيا.


ولم يدم هذا الوضع طويلًا، فبعد أداء مبهر أمام إنجلترا في استاد باركن في كوبنهاغن في فبراير التالي ثبت قدميه بتشكيلة المنتخب ليصبح نقطة الارتكاز خلال عقد من الزمن.

وغابت الدنمارك عن نسخة البرازيل بعد أربع سنوات، ثم تأهلت إلى نهائيات روسيا 2018 وكان حينها الوجه الأبرز بالتشكيلة، وظل هكذا لسنوات عديدة.

لكن أولسن أفسح المجال لخليفته أوجه هاريده، ولم تستغل الدنمارك أقصى قدرات صانع اللعب المميز في فترة المدرب النرويجي.

وأحيانا يتم وصف إريكسن على نحو ظالم بأنه لاعب مرفه يفتقد الشراسة، لكنه قاتل بقوة ليقنع المدرب أنطونيو كونتي بالاعتماد عليه ولعب دورا بارزا في تتويج إنتر ميلان بلقب الدوري الإيطالي في 2021.

وبجانب قدرته على تسجيل الأهداف من مسافات بعيدة بقدميه فإن ما يميز إريكسن رؤيته والتحلي بالذكاء، ويبدو قادرا على قراءة المباراة قبل ثوان من الجميع، واستغل هذا في معاقبة المنافسين بتسديداته المباغتة وتمريراته الدقيقة.


وقال كاسبر يولماند مدرب الدنمرك لـ”رويترز” في مقابلة قبل كأس العالم: أعتقد أن الجميع يعرفون براعته، ما يفعله يبدو سهلًا لكن يمكنه اللعب في أي فريق بالعالم.

وأظهر الجميع حزنًا عميقًا خلال أزمته الصحية في بطولة أوروبا لكن إريكسن تعافى تمامًا وسيكون القلب النابض للدنمارك مجددًا في كأس العالم في قطر.

(رويترز)