سابقة في تاريخ المونديال.. تغيير توقيت المباريات بعد “مؤامرة” ضد منتخب الجزائر

كانت مباريات دور المجموعات في بطولة كأس العالم تقام في توقيت مختلف، إذ لم يكن بالضروري أن تُلعب المباريات بالتزامن معًا خلال الجولات الثلاث الأولى، وكان ذلك في مونديال الأوروغواي عام 1930 حتى مونديال إسبانيا عام 1982، وإلى ما قبل حادثة خيخون، التي وصِفت بـ”المؤامرة” ضد منتخب الجزائر.

وشهدت النسخة الثانية عشر من المونديال، والتي أقيمت على الأراضي الإسبانية، “فضيحةً” أثارت جدلًا واسعًا حول العالم، خلال مباراة ألمانيا والنمسا في الجولة الثالثة من دور المجموعات، بعد شبهة “التآمر” بين المنتخبين ضد منتخب الجزائر.

وكان “محاربو الصحراء” قد وقعوا في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات ألمانيا والنمسا وتشيلي.

ونجح المنتخب العربي في تحقيق مفاجأة لم يتوقعها الكثير، إذ تغلب على المنتخب الألماني في الجولة الأولى بهدفين لواحد، إلا أنه خسر من منتخب النمسا في الجولة الثانية بهدفين دون مقابل.

واستطاع منتخب الجزائر أن يستعيد ثقته بالفوز على منتخب تشيلي في الجولة الثالثة، بثلاثة أهداف لاثنين.

وكانت الجماهير الجزائرية والعربية قد أعلنت أفراحها عقب صافرة النهائية، إذ اعتقدت أنها ضمنت التأهل للدور الثاني، إلا أن الفرحة تحوّلت لكابوس يطاردها إلى الآن.

وجاء ذلك بعد أن لعبت ألمانيا مع النمسا، بعد نهاية مباراة الجزائر وتشيلي بيوم، وعلم المنتخب النمساوي أن هزيمته أمام ألمانيا بفارق هدف وحيد ستؤهل الفريقين معًا وتخرج الجزائر، في حين أن أي فارق أكبر من الأهداف سيؤهل المنتخب الجزائري إلى جانب ألمانيا وتودّع النمسا البطولة.

سجّل المنتخب الألماني هدف المباراة الوحيد عند الدقيقة العاشرة عبر هورست هروبيتش، قبل أن يتبادل الفريقان الكرة بشكل سلبي حتّى نهاية المباراة، وسط هتافات من قبل الجماهير الإسبانية التي كانت تغني للمنتخبين: “إلى الخارج.. إلى الخارج”، في حين قام مشجع ألماني غضب من أداء منتخب بلاده، بحرق علم ألمانيا حينها.

وأثارت هذه المواجهة ضجةً كبيرةً في الأوساط الكروية والإعلامية، ومازالت خالدة في الأذهان حتّى وقتنا هذا.

وقدم الاتحاد الجزائري اعتراضًا للاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن الأخير رفض اتخاذ أيّ إجراء أو التحقيق وتمّ اعتماد النتيجة، ونفى كلّ من الفريقين أيّ تواطؤ خلال المباراة.

وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد حادثة خيخون، التي أثارت جدلاً واسعًا، إجراء تعديل على توقيت المباريات، وأصدر قرارًا بأن تلعب المباراتين الأخيرتين في كل مجموعة بكأس العالم بنفس التوقيت، منعًا للتلاعب بالنتائج.

وتم اعتماد هذا القرار بداية من مونديال 1986 في المكسيك، وما زال يطبق حتّى الآن.

(سي إن إن)

آخر الأخبار: