برشلونة أقصي مجددًا من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. لم يحصل ذلك في موسمين توالياً منذ 1998-1999، فهل دخل النادي الكتالوني النفق المظلم؟
بعد إقصائه الأربعاء (26 تشرين الأول/أكتوبر 2022) مبكراً من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، للموسم الثاني تواليًا، يواصل برشلونة الإسباني حصد خسائر مالية تتزامن مع تصدّع هيبته كأحد أبرز الأندية في القارة العجوز.
رغم انتقالات قوية في الفترة الصيفية، حقق فريق برشلونة بداية موسم موجعة في دوري الأبطال، مع إقصائه رسمياً الأربعاء، وذلك قبل الخسارة المذلة على أرضه ضد بايرن ميونيخ الألماني الذي ضمن تأهله سابقاً، بثلاثية نظيفة.
وفاز الانتر، منافس برشلونة، على المركز الثاني، في مباراته أمام فيكتوريا بلزن، لتتحول مباراة برشلونة بايرن إلى تحصيل حاصل للنادي الكتالوني الذي انتقل إلى البطولة القارية الرديفة “يوروبا ليغ”، باحتلاله المركز الثالث في مجموعته الثالثة مع 4 نقاط فقط في 5 مباريات، مقابل 15 لبايرن و10 لإنتر الإيطالي.
الثنائي غوارديولا وميسي
وكان برشلونة قبل عقد من الزمن في قمة مستوياته، مع أسلوب “تيكي تاكا” المبني على الاستحواذ والتمريرات القصيرة، بقيادة المدرب الفذ بيب غوارديولا (2008-2012)، وتنفيذ من العبقري الأرجنتيني ليونيل ميسي ومساعديه أندريس إنييستا وتشافي هرنانديس مدرب الفريق الحالي.
وقال تشافي بعد خسارته ضد بايرن الأربعاء “يجب أن نواجه الواقع. قلت إنه يجب أن ننمو، وعلى أساس الخيبات سنتطوّر، واليوم كانت خيبة أمل حقيقية”. تابع “لا ينتهي الموسم في تشرين الأول/أكتوبر. هذه ضربة قاسية، لكن هناك المزيد من الألقاب لنطاردها. أتفهم أن يتحدث البعض عن كارثة، لكننا سنقوم بتحليل مختلف. هذه طريقة قاسية للمغادرة، لكن إذا قمنا بتحليل المباريات، اعتقد اننا كنا نستحق ما هو أفضل”.
وانهزم برشلونة أمام الغريم التاريخي ريال مدريد 3-1 في كلاسيكو برنابيو الأخير، ويتخوف برشلونة من الأسوأ بعد العودة من توقف مونديال قطر، إذ تأثر برشلونة كثيرًا الموسم الماضي من اقصائه الأوروبي المبكر، وخرج من ربع نهائي يوروبا ليغ أمام أينتراخت فرانكفورت الألماني (3-2، 1-1) الذي أحرز اللقب لاحقًا.
خسائر كبيرة
في 9 تشرين الأول/أكتوبر وخلال الجمعية العمومية، قدّمت الإدارة ميزانية موقتة قياسية قدرها 1.255 مليار يورو. على اعتبار ان الفريق سيبلغ على أقل تقدير ربع نهائي دوري الأبطال.
بالخروج من دور المجموعات، يكون برشلونة قد خسر مكافآت الاستحقاق من الاتحاد الأوروبي (ويفا): 9.6 ملايين يورو للتأهل إلى ثمن النهائي، و10.6 ملايين لبلوغ ربع النهائي. مجموع الربح الفائت يبلغ 20.2 مليون يورو ولن يتم تعويضه حتى بحال التتويج بلقب يوروبا ليغ (مجموع جوائز الفائز 14.4 مليون يورو).
ناهيك عن الخسائر بسبب النتائج السيئة في دور المجموعات، تراجع حجم بيع التذاكر والمنتجات المشتقة، نظراً للاهتمام الضئيل بمباريات يوروبا ليغ مقارنة مع دوري الأبطال.
رغم ذلك، يبقى برشلونة بين أغنى خمسة أندية في العالم. بحسب دراسة دوري المال الأوروبي التي تنشرها شركة ديلويت كل عام، حقق برشلونة إيرادات بلغت 582 مليون يورو في موسم 2020-2021، أي أكثر من باريس سان جرمان الفرنسي وليفربول وتشلسي الإنكليزيين.
ولا يزال ملعبه كامب نو الأكبر في أوروبا (99 ألف متفرّج)، ويستعد لحملة تجديد جميلة. كما لا يزال مركز تكوين لاعبيه من الأفضل في العالم، وقد تخرّج منه أخيراً لاعبا الوسط بيدري وغافي البارزين على الساحتين القارية والدولية مع منتخب إسبانيا.
(دويتشه فيله)