تلقي حلقة جديدة من مسلسل امتعاض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من وضعه في مانشستر يونايتد، بظلالها على القمة المرتقبة أمام مضيفه تشيلسي، يوم السبت، ضمن منافسات المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وفي المقابل، يردّ المهاجم الاوروغوياني داروين نونيز الجميل لإيمان المدرب يوغن كلوب به في ليفربول، فيما ما يزال توتنهام يكافح لإثبات نفسه بين نخبة الدوري.
وجاءت أحدث حلقات تمرد رونالدو في الدقائق الأخيرة من فوز يونايتد (0 – 2)، يوم الأربعاء، على ضيفه توتنهام، عندما غادر الدكة في الدقيقة الأخيرة من المباراة إلى غرفة تبديل الملابس، في حين كان اللقاء ما زال مستمرًا.
وأشارت تقارير صحافية الى أن رونالدو أبلغ مدربه الهولندي إريك تين هاغ أنه لا يريد الدخول كبديل في الدقائق الأخيرة.
ولم تكن نوبة غضب رونالدو هي الأولى هذا الموسم، بعدما باءت محاولته للرحيل عن الفريق في الصيف بالفشل لرغبته في المنافسة مع نادٍ يخوض غمار دوري أبطال أوروبا.
وردًا على تصرفات رونالدو الغريبة، جاء قرار تين هاغ صارمًا هذه المرة، باستبعاده عن القائمة التي ستسافر الى لندن لمواجهة تشيلسي، يوم السبت.
وبعد ساعات من إعلان ناديه، بدا رونالدو وكأنه يقدم اعتذارًا مبطنًا عبر منشور على “إنستغرام”، جاء فيه: “لطالما حاولت أن أشكّل مثالًا للشباب الذين نشأوا في جميع الفرق التي مثّلتها.. للأسف.. هذا ليس ممكنًا دائمًا، وأحيانًا ننجر في خضم اللحظة”.
وأكد: “راهنًا، أشعر فقط أنه عليّ الاستمرار في العمل جاهدًا في كارينغتون (مركز تدريب يونايتد)، أن أدعم زملائي وأكون جاهزًا لكل شيء في أي مباراة.. الاستسلام للضغط ليس خيارًا.. لم يكن يومًا.. هذا مانشستر يونايتد ويجب أن نبقى موحدين.. قريبًا سنكون معًا مجددًا”.
وأشارت العديد من التقارير الى أن يونايتد سيحاول بيع رونالدو، الذي سجل هدفين في 12 مباراة هذا الموسم في مختلف المسابقات، في سوق الانتقات الشتوية مطلع عام 2023.
وبدأ على دكة البدلاء في غالبية المباريات في الدوري الممتاز، إذ شارك أساسيًا مرتين فقط هذا الموسم، في الخسارة أمام برنتفورد (0 – 4) في بدايته، والتعادل السلبي مع نيوكاسل نهاية الأسبوع الماضي.
ويحتل فريق “الشياطين الحمر” المركز الخامس في الدوري، متأخرًا بفارق نقطة عن تشيلسي، الرابع، وقد تمكن من الفوز في مباراتين مقابل تعادل واحد منذ سقوطه (3 – 6) ضد مانشستر سيتي.
أما تشيلسي، ورغم اكتفائه بالتعادل السلبي في مباراته الأخيرة مع برنتفورد، إلا أنه أتى بعد سلسلة من أربعة انتصارات تواليًا في الدوري.
نونيز يحيي آمال ليفربول
وفي المقابل، وبخلاف رونالدو يبدو أن الاوروغوياني نونيز وجد فورمته في الوقت المناسب مع ليفربول بعد بداية متخبطة، فبعد أن سجل هدفًا في المرحلة الافتتاحية، طُرد في مباراته الأولى على ملعب “أنفيلد” في الدوري ضد كريستال بالاس (المرحلة الثانية)، ولم يجد طريقه إلى الشباك في المباريات الخمس التالية، مما خفف من المقارنات مع مهاجم مانشستر سيتي النرويجي إرلينغ هالاند، بعد أن كان عنوان الصراع بينهما عقب وصولهما الى إنجلترا خلال الصيف.
ولكن مع إصابة المهاجمين البرتغالي ديوغو جوتا، الذي سيغيب عن مونديال قطر، والكولومبي لويس دياز، كان كلوب بحاجة لأن يظهر نونيز لماذا دفع النادي 64 مليون جنيه إسترليني لضمه من بنفيكا البرتغالي.
وارتقى ابن الـ23 عامًا إلى مستوى التحدي، إذ سجل الهدف الوحيد في الفوز على وست هام، يوم الأربعاء، ليرفع رصيده إلى خمسة أهداف مع الفريق هذا الموسم، ثلاثة منها في المباريات الأربع الأخيرة.
وقال كلوب: “هذا مهم جدًا.. سجل بعض الأخبار في مبارياته الأخيرة.. لقد وصل جاهزًا، ولكن مع الأرقام الآن، باتت الأمور أفضل”.
ومع الانتصار على وست هام، الذي جاء في أعقاب الفوز على مانشستر سيتي بهدف النجم المصري محمد صلاح، يكون ليفربول، سابع الدوري مع 16 نقطة، قد حقق فوزين تواليًا للمرة الثانية فقط هذا الموسم، ويتوجه إلى المتذيل نوتنغهام فوريست، يوم السبت، لمحاولة الاقتراب من المركز الرابع والاستفادة من قمة تشيلسي ويونايتد.
توتنهام يعاني أمام الكبار
وفي المقلب الآخر، يبدو أرسنال مرشحًا لتحقيق فوزه الخامس تواليًا في الدوري وتعزيز صدارته، عندما يحل على ساوثامبتون، يوم الأحد.
ويدخل المواجهة بعد أن بلغ يوم الخميس الدور الثاني لمسابقة الدوري الاوروبي “يوروبا ليغ”، بفوزه على ضيفه أيندهوفن الهولندي بهدف وحيد، للسويسري غرانيت تشاكا، وذلك قبل جولتين من نهاية الدور الأول.
وحقق النادي اللندني الفوز في 13 من 14 مباراة هذا الموسم في جميع المسابقات، وكانت خسارته الوحيدة أمام مانشستر يونايتد في الدوري.
أما مانشستر سيتي المتخلف بأربع نقاط عن أرسنال في المركز الثاني، فيأمل في استعادة تعافيه من الخسارة أمام ليفربول، كانت الأولى هذا الموسم في جميع المسابقات، عندما يستقبل برايتون، يوم السبت.
وبعد أن سقط بثنائية أمام يونايتد، كادت أن تكون خسارة مدوية لولا تألق الحارس الفرنسي هوغو لوريس، ما يزال توتنهام يكافح لإسكات المنتقدين الذين يتساءلون عن نتائجه المخيبة أمام فرق الطليعة.
وجاءت الخسارة في “أولد ترافورد”، بعد أن سقط ضد أرسنال (1 – 3) في دربي شمال لندن، واحتاج إلى هدف جدلي من هاري كاين في الوقت بدل الضائع للخروج بالتعادل أمام تشلسي (2 – 2) هذا الموسم.
وأدى ذلك إلى استبعاده من المحللين عن صراع المنافسة على اللقب، رغم احتلاله راهنًا المركز الثالث.
وقال لوريس، قبل المباراة ضد ضيفه نيوكاسل المتألق صاحب المركز السادس، يوم الأحد: “من السابق لأوانه التحليل، لأنني أعلم أنكم ستقولون تشيلسي وأرسنال والآن مانشستر يونايتد، لكن علينا أن نرى أيضًا عندما يأتون إلى ملعبنا كيف سيكون الأمر، لكن نعم، من المحبط أن تخسر مباراةً صعبةً”.
(أ ف ب)