بنزيما والكرة الذهبية.. من صافرات الاستهجان مرورًا بثقة زيدان وصولًا للموسم التاريخي

انتظر الفرنسي كريم بنزيما 13 عامًا حتى يتمكن من حمل راية النجومية في فريق ريال مدريد، بعدما تواجد لفترة طويلة في ظل زميله السابق كريستيانو رونالدو، الذي غادر فريق العاصمة الإسبانية صيف 2018 أثناء نهائيات مونديال روسيا، ليمنح بنزيما فرصة لعب دور البطولة.

وتوج المهاجم البالغ من العمر 34 عامًا، يوم الاثنين، بجائزة الكرة الذهبية العريقة والمقدمة من مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية لأفضل لاعب في العالم، متفوقًا على السنغالي ساديو ماني والبلجيكي كيفن دي بروين والبولندي ليفاندوفسكي.

ظل رونالدو

ولطالما حرص بنزيما على التواجد في ظل النجم البرتغالي رونالدو، الذي عاش لفترة طويلة في منافسة قوية وشرسة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، على مستوى الجوائز الفردية، إذ حقق رونالدو الكرة الذهبية في 5 مناسبات، مقابل 7 مرات لأسطورة برشلونة واللاعب الحالي لباريس سان جيرمان.

وبعد مغادرة رونالدو إلى يوفنتوس ومنها إلى مانشستر يونايتد، تمكن بنزيما من قيادة هجوم ريال مدريد ورفع رصيده التهديفي، إذ بات الهداف الثاني في تاريخ النادي خلف رونالدو “450 هدفا”، مقابل “328 هدفا” للفرنسي خلال 614 مباراة، علما بأن بنزيمة منح رونالدو 47 تمريرة حاسمة.

وعلق بنزيما على مسألة تألقه بعد رحيل رونالدو، قائلا: صحيح أن رحيله كان له تأثير على الفريق، ولكني الآن أسجل المزيد من الأهداف، رونالدو ساعدني كثيرا وعندما غادر كان لدي رغبة في تغيير أسلوبي وطموحي وأعتقد أنني قمت بذلك بنجاح.

صافرات الاستهجان

على الرغم من الإنجازات التي حققها رفقة الفريق الملكي، إلا أن كريم مر بظروف صعبة في فترات مختلفة، بسبب إهداره للعديد من الفرص السهلة، وانخفاض معدله التهديفي، وكان لا يمر بأفضل أوقاته في العديد من اللحظات مع ناديه، مما جعله يتلقى صافرات الاستهجان من أنصار ريال مدريد، إلا أن بنزيما رد على منتقديه عبر رسالة وجهها عن طريق حسابه الرسمي على “إنستغرام”، قائلًا: “أنا لا أستسلم أبدا”.

ثقة زيدان

لفت النقاد إلى أن الثقة التي منحها زين الدين زيدان، المدرب السابق لريال مدريد، إلى مواطنه الفرنسي أثناء تلقيه صافرات الاستهجان وسخرية الجماهير ووسائل الإعلام، منحت بنزيما الثقة وكانت دافعا قويا إضافة إلى رغبته وطموحاته في الرد على منتقديه.

وأكد زيدان أنه لن يتوقف عن دعم الهداف الفرنسي في أحد المؤتمرات عام 2017، موضحا: كريم بنزيما من أهم لاعبي الريال على الإطلاق وسأظل أدافع عنه حتى الموت، فهو ينفذ كل ما يطلب منه ويساعد الفريق كثيرا في بناء الهجمات وليس مطلوبا منه أن يسجل في كل مباراة، وللأسف فإن الكثيرين ينظرون له أو يقيمون أداءه على أساس تسجيل الأهداف وهذا أمر خاطئ تماما في كرة القدم، وبالنسبة لي كمدرب فإن بنزيمة لاعب مهم جدا ولا يمكن الاستغناء عنه وأنا الذي أعرف ذلك.

دعم بيريز

لطالما أصر فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، على دعم قائد الفريق، وحكى عن بنزيما قائلا: لقد ذهبت إلى ليون من أجل التعاقد معه، لأنني رأيت أنه مزيج من الظاهرة البرازيلية رونالدو وزين الدين زيدان، لا يوجد لدي أدنى شك حول كريم.

وأضاف: أنا هنا منذ عام 2000، ولم يسبق أن نهضت من مقعدي بسبب هدف سجله ريال مدريد، إلا في مناسبتين، عندما سجل بنزيما هدفه الرائع في ليون 2011، وهدف راموس في نهائي العاشرة 2014.

واعتبر بيريز أن صافرات الاستهجان من قبل جماهير البرنابيو في صالح بنزيما، وطالب في أحيان عديدة استمداد الطاقة والقوة من هذه الصافرات، وأردف: صافرات الاستهجان يجب أن تكون مشجعة لكريم بنزيما وليس العكس، جماهير النادي تفعل هذا دائماً حتى أنني سمعتها تطلق الصافرات ضد دي ستيفانو في الماضي.

وبالفعل تمكن بيريز من قيادة اللاعب إلى منصات التتويج، وصنع منه النجم الأول في فريقه، وقاده إلى التتويج بالكرة الذهبية.

أزمة منتخب فرنسا

وفي ذات الفترة التي عاش فيها بنزيما ظروفا صعبة مع ريال مدريد، كان قد استبعد من قائمة منتخب فرنسا في 2015، بسبب قضية الشريط الجنسي الشهيرة، قبل أن يتمكن من العودة إلى صفوف “الديوك” في 2021، واستطاع قيادة منتخب بلاده إلى لقب دوري الأمم الأوروبية في ذات العام.

موسم تاريخي

كشر قائد ريال مدريد الموسم الماضي عن أنيابه، بعدما قدم أفضل موسم له على الإطلاق مع ناديه ريال مدريد، إذ قاد الفريق إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني إضافة إلى كأس السوبر الإسبانية والسوبر الأوروبي.

هداف

وتمكن صاحب الـ “34 عاما” من الظفر بجائزة هداف دوري أبطال أوروبا “15 هدفا” وهداف الدوري الإسباني “27 هدفا”.

موسم الجوائز الفردية

وبدأ بنزيما يجني ثمار جهده في 2022، عندما فاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا والمقدمة من “يويفا”، كما تم اختياره كأفضل لاعب في النسخة الماضية لدوري أبطال أوروبا، ويعد من أبرز المرشحين أيضا للحصول على جائزة “الأفضل” المقدمة من الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”.

(العربية)