“أحب العمل تحت الضغوط، فالنتائج مهمة بالنسبة لي، فأنا أحب الفوز”، هكذا اختتم السويسري مارسيل كولر، المدرب الجديد للأهلي، المنافس في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم حديثه مع صحيفة “بليك” السويسرية، في احتفاله بعيد ميلاده رقم 60 في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، ففي تلك الفترة ابتعد لاعب منتخب سويسرا السابق عن التدريب، بعد رحيله عن بازل، عقب الخروج من الدوري الأوروبي للتعافي من آثار إصابات قديمة في الساق، إذ سبق أن أصيب بقطع في وتر العرقوب مرتين وكسور.
وأعلن الأهلي، يوم الجمعة، عودة مدرب النمسا السابق للتدريب.
واستهل كولر مسيرته مع كرة القدم مع شفامندينغن، قبل أن ينتقل إلى صفوف ناشئي غراسهوبرز السويسري في 1972.
ولم يلعب كولر طيلة مسيرته كلاعب سوى مع غراسهوبرز، وقاده للقب الدوري سبع مرات، قبل أن يبدأ مشواره التدريبي مع فيل، وهو النادي الذي بدأ معه المخضرم كريستيان غروس، مدرب الزمالك المصري السابق، مسيرته التدريبية أيضًا.
وبعد عام واحد انتقل كولر (61 عامًا) لتدريب سانت غالين، ليقوده للقب الدوري في 2000 بعد غياب منذ 1904، وهو اللقب الثاني فقط للنادي خلال تاريخه في الدوري السويسري.
مكتشف المواهب
رحل كولر عن سانت غالين بعد سلسلة من الهزائم في تشرين الأول/أكتوبر 2003، ليستقر به الحال في ألمانيا مع كولن، حيث كانت بداية ظهور الشاب لوكاس بودولسكي حينذاك.
ومع هبوط كولن إلى الدرجة الثانية، رحل كولر، وبعد ذلك بعام عاد إلى ألمانيا، حيث تولى تدريب بوخوم ليقوده في أفضل فترة للفريق بعد رحيل المدرب المخضرم بيتر نويرورر.
ونجح كولر في قيادة بوخوم للعودة لدوري الأضواء الألماني في 2006 بهدف البقاء، ورغم البداية السيئة للفريق، تجاهلت إدارة النادي مطالب الجماهير برحيل المدرب السويسري.
وأتى الأمر ثماره عندما أنهى بوخوم الموسم في المركز الثامن، وهي ثالث أفضل نتيجة للفريق في تاريخه في الدوري.
وواصل كولر اكتشاف المواهب، وكان الدور على البوسني زفيزدان ميسيموفيتش، الذي جاء من بايرن ميونخ، وربما لم تكن الجماهير تعرفه في ذلك الوقت، لكنه خطف الأنظار في موسمه الأول مع فولفسبورغ، عندما قاده مع مواطنه إيدن جيكو والبرازيلي غرافيتي للقب الدوري مع المدرب فيلكس ماغات في موسم 2008-2009 والفوز (5 – 1) على بايرن.
وبعد البداية السيئة في موسم 2009-2010، رحل كولر في أيلول/سبتمبر، بعد الخسارة أمام ماينز في بداية فترة المدرب الجديد توماس توخيل.
أفضل مدرب
كعادته بعد رحيله عن أي فريق، ابتعد كولر عن التدريب، قبل أن يتولى تدريب النمسا بعد فشلها في بلوغ نهائيات بطولة أوروبا 2012، بعدما شاركت لأول مرة في 2008 عندما استضافت النهائيات مع سويسرا.
وبقيادة المجموعة الأساسية لمنتخب تحت 20 عامًا، الذي احتل المركز الرابع في كأس العالم وجد كولر ضالته في النمسا، وخاصةً الشاب ديفيد ألابا، مدافع بايرن ميونخ.
وفشلت النمسا في بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 بعد احتلال المركز الثالث في المجموعة الثالثة خلف ألمانيا، التي توجت باللقب، والسويد التي أخفقت في بلوغ النهائيات، بعد الهزيمة أمام البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو في الملحق.
ونجح كولر في قيادة النمسا إلى نهائيات بطولة أوروبا للمرة الأولى في تاريخه عبر التصفيات، بعدما كانت مشاركتها الوحيدة السابقة عندما استضافت البطولة، لكن النتائج في النهائيات في فرنسا لم تكن جيدة، وودعت النمسا دور المجموعات، بعد حصدها نقطة واحدة من البرتغال، التي توجت باللقب في نهاية المطاف.
ووصلت النمسا إلى المركز العاشر في التصنيف العالمي، ووصفت الجماهير النمساوية كولر بأنه “أفضل مدرب تولى تدريب المنتخب على الإطلاق”.
وبعد الفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، رحل كولر في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
وفي آب/أغسطس من العام التالي، تولى تدريب بازل، الذي كان في بداية تراجعه، حيث خسر لقب الدوري لصالح يانغ بويز لأول مرة بعد ثمانية مواسم.
وقاد كولر الفريق إلى لقب كأس سويسرا في 2019، لكن بعد الخلافات وتدخل العديد من اللاعبين السابقين، رحل المدرب المخضرم في أغسطس 2020.
وقال كولر عن تلك الفترة في مقابلته مع “بليك”: “كان يمكنك الشعور بما يدور حول النادي في كل يوم، وتحاول عزل الفريق ونفسك عن تلك الأحداث.
وتابع: “في بازل، كان هناك العديد من الأشخاص من الخارج يحاولون فرض تأثيرهم، سبق أن واجهت ذلك في كولن في ظل وجود العديد من اللاعبين الدوليين السابقين الذين حاولوا تمييز أنفسهم”.
وأضاف: “الجميع يحاولون الحصول على وظيفة في بازل للتعبير عن أنفسهم علنًا، المشكلة كانت أن كل شخص يفكر في نفسه فقط، وهذا ما جعل الأمر صعبًا، لكن في غضون عامين، تعلمت الكثير، كانت هناك فترات صعبة، لكن الأمور تحسنت بعد ذلك”.
وربما سيواجه كولر الأمر ذاته في الأهلي، صاحب الشعبية الطاغية، في ظل خسارة الفريق لقب الدوري في آخر موسمين لصالح غريمه الزمالك.
وسيتوقف نجاح كولر مع الأهلي على قدرته على اكتساب ثقة الجماهير، التي لن تتحمل خسارة لقب الدوري لموسم ثالث على التوالي.
(رويترز)