لا يمكن أن تعزل ما يصدر من فريق كامل، على ما يظهره أحد نجومه خلال مرحلة من مراحل مسيرته رفقة هذا الفريق، وهو ما قد يفسر تراجع أرقام النجم المصري محمد صلاح في بدايات موسمه الجديد مع ليفربول.
واكتفى صلاح، وخلال ست جولات انقضت من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، بتسجيل هدفين وصناعة مثلهما، ليحصد تراجعًا ملحوظًا عن معدله خلال آخر موسم وما سبقه، لكن الفريق كاملًا كذلك يسجل تراجعًا قد يبدو مخيفًا.
وحصد الريدز تسع نقاط فقط، وتخلى عن تسع أخرى، بعد تحقيق الفوز مرتين والتعادل ثلاث مرات، والهزيمة في مباراة.
أدوار جديدة
إحصائيات ملفتة للنجم المصري، تظهر بما لا يدع مجال للشك، أن اللاعب لم يتراجع بقدر ما اختلفت الأدوار الممنوحة له من قبل المدرب الألماني يورغن كلوب، بعد تغييرات عديدة في تشكيلة الفريق للموسم الجديد.
وبحسب ما أشارت إحصائية للجولات الست الأولى من المسابقة، يتربع اللاعب المصري على عرش النجوم الأكثر صناعةً للفرص المحققة حتى الآن، بواقع 21 فرصة، وبفارق كبير عن منافسيه، حيث حل ثانيًا ديان كلوسيفسكي، نجم توتنهام (11 فرصة محققة فقط).
رحيل ماني
لا ينكر متابع القيمة التي كان يمنحها النجم السنغالي ساديو ماني على خط هجوم الريدز في ست سنوات، تشارك خمسًا منها رفقة صلاح، وفي ظل تأخر اندماج الوافد الجديد داروين نونيز، عانى صلاح من عدم مقدرة زملائه على تحويل فرصه التي يصنعها في كل لقاء إلى أهداف.
كذلك خسر نجم الريدز زميله المزعج لدفاعات الخصم، وأسلوبه الشرس في قيادة الهجمات، والمساحات المهمة التي كانت تؤمنها تلك الشراسة، يستفيد منها صلاح وفيرمينو وجوتا في التحرك بحرية أكبر وتدوين الأهداف.
إصابات متعددة وخط وسط متهالك
أرجع كلوب تراجع أداءات الريدز إلى كم الإصابات بداية الموسم، وعدها نتيجة منطقية عندما يبلغ عددها ما يقارب عشر إصابات، ومع عودة البعض، ينتظر المتابعين تحسن ما يقدمه الفريق في المراحل القادمة من البريميرليغ، وبطولة دوري أبطال أوروبا التي باتت على الأبواب.
ويعاني الريدز بشكل أكبر هذا الموسم جراء تراجع مستوى عناصر خط المنتصف، وعدم مقدرتهم على مد صلاح ورفاقه في خط المقدمة بالتمريرات الإبداعية، وكسر رتم اللعب المكشوف، والذي يعتمد على طرفي الملعب، والظهيرين المتميزين، ليعود الحديث مجددًا عن اضطرار صلاح إلى لعب أدوار صانع الألعاب ليغطي على فقر صناعتها من لاعبي متوسط الميدان.