الدوري الإسباني على موعد مع عودة المنافسة الثنائية

مرة أخرى، سيكون الدوري الإسباني لكرة القدم على موعد مع المنافسة الثنائية المعتادة على اللقب خلال الموسم الجديد 2022-2023، والذي تنطلق فعالياته يوم بعد غد الجمعة.

وافتقد الموسم الماضي 2021-2022 المنافسة الحقيقية على اللقب، في ظل الكبوة التي عاناها برشلونة بعد رحيل نجمه الشهير الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2021، ومن قبله المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز في صيف 2020، كما قدم أتلتيكو مدريد موسمًا متواضعًا.

وظهر برشلونة في الموسم الماضي بمستوى متوسط، ساعد منافسه التقليدي ريال مدريد على الوصول لمنصة التتويج المحلية دون عناء كبير، وإن أكد الفريق “الملكي” جدارته من خلال الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أيضًا، رغم المنافسة القوية التي وجدها في طريقه نحو منصة التتويج القارية.

وحسم ريال مدريد لقب الدوري الإسباني في الموسم الماضي قبل 4 جولات على نهاية المسابقة، وبفارق 13 نقطة أمام برشلونة و15 نقطة أمام أتلتيكو مدريد، ولكن المسابقة تتأهب الآن لعودة المنافسة الثنائية القوية على اللقب، بعدما نجح برشلونة في تدعيم صفوفه بأكثر من صفقة خلال فترة الانتقالات هذا الصيف، ضمن خطة إعادة بناء الفريق للمنافسة على الألقاب المحلية والدولية لسنوات مقبلة.

ويطمح أتلتيكو إلى الدخول مجددًا في دائرة المنافسة، فيما ينصب تركيز عدد من الفرق الأخرى في المسابقة على سباق المراكز الأوروبية، في ظل صعوبة المنافسة مع قطبي مدريد أو برشلونة العائد بقوة.

وبعد فوزه باللقبين الإسباني والأوروبي في الموسم الماضي، اكتفى ريال مدريد بنشاط محدود ومركز في سوق انتقالات اللاعبين هذا الموسم، حيث عزز صفوفه باللاعبين الألماني أنطونيو روديغر في الدفاع والفرنسي أوريلين تشواميني في خط الوسط.

وبرغم وجود نجوم بارزين أصحاب خبرة هائلة، مثل الألماني توني كروس والبرازيلي كاسيميرو والكرواتي لوكا مودريتش، حرص ريال مدريد على ضم تشواميني لتجديد الدماء وضخ عنصر الشباب في هذا الخط، الذي ظل لسنوات طويلة هو الأكثر تأثيرًا في أداء الفريق، كما ينتظر أن يمنح المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للفريق، فرصةً أكبر إلى لاعبين مثل إدواردو كامافينغا للمشاركة في الموسم الجديد.

ومع استمرار حارس مرمى البلجيكي تيبو كورتوا، أحد أبرز عوامل نجاح الفريق في الموسم الماضي، ضمن صفوف الفريق، ظل خط الهجوم هو الوحيد الذي لم يحظ بتدعيم في الميركاتو الحالي اعتمادًا على الأداء الراقي لكريم بنزيما في الموسم الماضي.

ويقترب بنزيما من عيد ميلاده الـ35، لكن خط الهجوم يضم موهبتين بارزتين، فينيسيوس جونيور ورودريغو، وإن كان الأخير ما يزال بحاجة لمزيد من الخبرة، وقد يحصل على فرص أفضل للمشاركة في الموسم الجديد، لا سيما أن وجود بطولة كأس العالم 2022 في وسط الموسم ستضاعف من ضغط المباريات والإجهاد على الفرق التي تضم العديد من اللاعبين الدوليين.

ومع اكتمال صفوف الفريق بشكل كبير، يظل ريال مدريد مرشحًا بقوة للدفاع عن لقبه المحلي في الموسم الجديد، ولكن فرص الفريق لن تكون بنفس القوة التي كانت عليها في الموسم الماضي، في ظل عودة برشلونة للمشهد بقوة.

وكشفت مباراة الفريقين الودية في لاس فيغاس، مؤخرًا ضمن استعدادات الموسم الجديد، أن الصراع بينهما لن يكون هادئا على الإطلاق، لا سيما أن برشلونة حقق الفوز في هذه المباراة، كما سبق له الفوز على ريال مدريد (4 – 0) في مباراتهما بالدوري في آذار/مارس الماضي، رغم الحالة التي كان عليها برشلونة في الموسم الماضي. 

وتغلب برشلونة على الأزمة المالية التي يعانيها، والديون التي وصلت نحو مليار و300 مليون يورو، ووفر المال اللازم لإعادة بناء الفريق من خلال بعض القرارات التاريخية ومنها بيع نسبة من حقوق البث التلفزيوني لمباريات الفريق لسنوات طويلة مقبلة.

وعزز الفريق صفوفه هذا الصيف بعدد من اللاعبين، منهم المهاجم البولندي الشهير روبرت ليفاندوفسكي والبرازيلي رافينيا وجول كوندي والدنماركي أندرياس كريستينسن والإيفواري فرانك كيسي، كما جدد عقد المهاجم الفرنسي عثمان ديمبلي، ليضمن بهذا فريقًا لا تنقصه الخبرة، إلى جانب وجود العناصر الشابة المميزة، مثل أنسو فاتي وبيدري.

ويتطلع تشافي هيرنانديز، المدير الفني للفريق إلى، استعادة أمجاد الفريق في أول موسم يبدأه مع الفريق، بعدما تولى المسؤولية في وسط الموسم الماضي.

وساهمت المباريات الودية التي خاضها الفريق هذا الصيف في رفع الحالة المعنوية والثقة لدى تشافي والفريق، وكانت آخرها أمام بوماس أونام المكسيكي على كأس “جوهان غامبر”، وفاز فيها برشلونة (6 – 0).

أتلتيكو مدريد 

وفي أتلتيكو، يعتمد الفريق على خبرة مديره الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني، بعد 10 سنوات قضاها في تدريب الفريق، كما يعول الفريق كثيرًا على خبرة مهاجمه الفرنسي أنطوان غريزمان، واللاعب الجديد آكسل فيتسل، خاصةً بعد رحيل المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز عن صفوف الفريق بنهاية الموسم الماضي.

وإذا ظل المهاجم ألفارو موراتا، العائد من فترة إعارة في يوفنتوس الإيطالي، ضمن صفوف أتلتيكو سيكون دعمًا كبيرًا للفريق في هذا الموسم.

تنافس على مقاعد الأبطال 

ومع المستوى المميز الذي قدمه إشبيلية في بعض فترات الموسم الماضي، لا يمكن استبعاد الفريق من دائرة المنافسة على الأقل على المراكز الأربعة الأولى التي يتأهل أصحابها لدوري الأبطال الأوروبي في الموسم التالي، كما تدخل فرق مثل ريال بيتيس وفياريال وريال سوسييداد وفالنسيا وأتلتيك بلباو في دائرة الفرق المرشحة للمنافسة على المراكز الأوروبية.

(وام)