ترصد النجمة التونسية أُنس جابر، المصنفة ثانية عالميًا، مواصلة مشوارها الرائع في بطولة ويمبلدون الإنجليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، وبلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية، في سعيها إلى اللقب الغالي، عندما تلاقي “صديقتها” الألمانية تاتيانا ماريا، العائدة من الإنجاب للمرة الثانية.
ودخلت جابر، في سن السابعة والعشرين، تاريخ البطولات الأربع الكبرى، وتحديدًا ويمبلدون، يوم أمس الاثنين، ببلوغها نصف النهائي في إنجاز للعرب في الغراند سلام، وهي تمني النفس في بلوغ المباراة النهائية وتتويج مسارها الرائع باللقب الكبير الغالي.
“عائلة لطيفة جدًا“
وقالت أُنس جابر، في المؤتمر الصحافي عقب بلوغها نصف النهائي على حساب التشيكية ماري بوزكوفا: “إنجازي للعرب وإفريقيا يعني الكثير بالنسبة لي.. كنت أمني النفس منذ البداية في البقاء أطول فترة ممكنة في المنافسة، توقفت مسيرتي بعض المرات في ربع النهائي، وأنا سعيدة بتخطي هذا الحاجز”.
واشارت إلى أنها تبادلت بعض الرسائل مع نجم كرة المضرب المغربي السابق هشام أرازي قبل مواجهة بوزكوفا، وأكد لها أن ربع نهائي البطولات الكبرى يشكل عقدة دائمة للعرب وطلب منها فكها، مؤكدةً أنها ردت عليه: “سأحاول يا صديقي، لكن لا تضع هذه المسؤولية على عاتقي”.
وتابعت: “كان (أرازي الذي خرج 4 مرات من ربع نهائي بطولات الغراند سلام) سعيدًا بعد المباراة، وشكرني على نجاحي أخيرًا في فك هذه العقدة وبلوغ نصف النهائي، والآن بإمكاني الذهاب بعيدًا والتتويج باللقب”، لكن طريق جابر إلى التتويج تمرّ أولًا عبر صديقتها المخضرمة ماريا، البالغة من العمر 34 عامًا، والتي تبلي بدورها البلاء الحسن في البطولة الإنجليزية، وهي التي أنجبت مولودتها الثانية سيسيليا قبل 15 شهرًا فقط.
وعلقت التونسية عن مواجهة ماريا، قائلةً: “حظيت ماريا بقرعة صعبة في البطولة، خصوصًا فوزها على (اللاتفية يلينا) أوستابنكو و(اليونانية) ماريا ساكاري، حيث لعبت حقًا بطريقة جيدة جدًا، أعرف أن بإمكانها اللعب بطريقة جيدة جدًا على الملاعب العشبية، لذلك يجب أن أكون على أتم الاستعداد لمواجهتها”.
وأضافت أُنس جابر، التي تتفوق على ماريا في ثلاث مواجهات جمعت بينهما حتى الآن: “ستكون مباراتنا حافلة بالكرات القصيرة الساقطة، سأتوقع ذلك، لكنني سألعب مباراتي، أعرف أنه بإمكاني أن أكون قتالية أو أن ألعب كرات ساقطة قصيرة، بإمكاني تغيير إيقاع اللعب”.
وتابعت؛ “يجب أن أكون مستعدة لهذا النوع من الكرات، خصوصًا أنني شاهدت مباراتها ضد (الفرنسية) باري، حيث لعبت كرات ساقطة قصيرة كثيرة.. يجب أن أتحدث إلى مدربي وأرى (ما سيقوله)”.
وأشارت جابر إلى علاقتها الجيدة مع عائلة ماريا، وقالت: “تبادلت المزاح مع ابنتها شارلوت، وقلت لها هل ستساندينني أم والدتك، في محاولة مني لتحويل مساندة الطفلتين ناحيتي، لكنها عائلة لطيفة جدًا، وأنا سعيدة جدًا بأنها حققت ما تستحقه، كونها عانت كثيرًا، وليس من السهل العودة إلى اللعب على أعلى مستوى بعد الإنجاب مرتين”.
وأردفت: “ستكون مباراة رائعة.. بيننا الكثير من الاحترام بطبيعة الحال، لن نكون صديقتين لمدة ساعتين أو لا أعرف كم ستستغرق المباراة، ثم نعود صديقتين بعد نهايتها”.
“ربما الغلة المالية أفضل من النقاط“
وأوضحت: “طفلتاها لطيفتان جدًا، ومن الرائع مشاهدتها معهما في دورات الرابطة، وحقيقة أنها عادت إلى اللعب وفعلت كل ما في وسعها حتى الآن.. إنها تستحق التواجد هنا.. أحب ابنتها شارلوت، إنها تلعب كرة المضرب ومن السعادة مشاهدتها وهي تلعب، والصغيرة (سيسيليا) مبتسمة دائمًا وتملك طاقة رائعة.. أنا عمومًا أحب هذه العائلة، دعوني مرة إلى بيتهم، وكان تواجدي معهم رائعًا”.
يذكر أن ماريا تخوض منافسات الغراند سلام للمرة الـ46 في مسيرتها الاحترافية (بينها التصفيات)، ولم تنجح قط في تخطي الدور الثالث، وأصبحت، يوم أمس الاثنين، ثامن لاعبة مولودة عام 1987 تبلغ نصف النهائي في بطولة كبيرة، وكانت اللاعبة الأولى هي الروسية ماريا شارابوفا عام 2004 في ويمبلدون.
وتحتل ماريا المركز 103 عالميًا حاليًا، علمًا أن أفضل تصنيف لها في مسيرتها الاحترافية هو المركز 46 في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بعد عودتها من أول إجازة أمومة لها في 2014.
ووجهت إنذارًا في نيسان/أبريل الماضي، عندما حصلت على لقبها الثاني في دورة بوغوتا كلاعبة صاعدة من التصفيات، حيث كانت مصنفة في المركز 237، ولقبها الأول كان في دورة مايوركا الإسبانية عام 2018، لكن جابر المتوجة بثلاثة ألقاب في مسيرتها، بينها لقبان هذا الموسم، حيث تتألق بشكل لافت (دورتا مدريد وبرلين)، وبلغت المركز الثاني على لائحة المصنفات، تبدو أكثر تصميمًا على مواصلة كتابة التاريخ.
وتحدثت عن قرار عدم منح نقاط في بطولة ويمبلدون بسبب حظر المنظمين مشاركة اللاعبين الروس والبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا، خصوصًا وأنها تبلي البلاء الحسن في النسخة الحالية.
قالت: “حتى لا أكون كاذبة، كلما تلعب جيدًا، كلما كانت لديك حسرة على عدم الحصول على نقاط، وصراحة أنا لا أنظر إلى نفسي فقط، بل إلى تاتيانا التي كافحت من أجل العودة ومن أجل الحصول على بطاقات دعوة، ولكن الأمر لم يكن سهلًا، والآن قدمت مشوارًا رائعًا ولن تحصل على أي نقطة”.
وختمت، مبتسمةً: “كيفما كان الأمر، يجب أن نتوقف عن التركيز على النقاط، وربما تكون الغلة المالية أفضل”.
(أ ف ب)