يسعى الأسطورة الإسباني رافائيل نادال إلى تعزيز رقمين قياسيين بحوزته وتحقيق آخر جديد، عندما يلتقي النرويجي الواعد كاسبر رود، يوم غد الأحد، في نهائي بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية البطولات الاربع الكبرى في كرة المضرب.
ويريد نادال تعزيزه رقمه القياسي في عدد الألقاب في البطولة الفرنسية ورفعه إلى 14، في حال قُدِّر له الفوز، وذلك بعد باكورة ألقابه في رولان غاروس قبل 17 عامًا، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، ليرفع رصيده في الوقت ذاته من الألقاب الكبيرة إلى 22 لقبًا (رقم قياسي) بفارق اثنين عن منافسيه، الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسويسري روجيه فيدرر، كما أنه سيصبح بعمر السادسة والثلاثين ويومين اللاعب الأكبر سنًا يتوج بطلًا في رولان غاروس، علمًا بأن الرقم القياسي الحالي في حوزة مواطنه أندريس خيمينو، الذي توج باللقب قبل 50 عامًا بعمر 34 عامًا.
وفي المقابل، يسعى رود (23 عامًا)، الذي تعلّم في أكاديمية نادال بالذات، ويعتبر الأخير مثاله الأعلى، إلى إحراز باكورة ألقابه الكبيرة.
وخاض نادال الذي لم يستعد بشكل مثالي لهذه البطولة بسبب إصابة مزمنة في ساقه، معارك ضارية لبلوغ المباراة النهائية، فخاض خمس مجموعات لتخطي عقبة الكندي فيليكيس أوجيه الياسيم في مباراة ماراثونية استمرت اكثر من 4 ساعات في ثمن النهائي، ثم أزاح منافسه الرئيس ديوكوفيتش في مباراة قمة بأربع مجموعات في ربع النهائي.
وفيما كان يخوض مباراة حامية الوطيس ضد الألماني ألكسندر زفيريف في نصف النهائي، أصيب الأخير بالتواء في كاحله آواخر المجموعة الثانية، وأعلن انسحابه بعد ثلاث ساعات من الكر والفر بين اللاعبين.
وكانت إصابة نادال عاودته في دورة روما الشهر الماضي وحامت الشكوك حول مشاركته في رولان غاروس، لكنه عضّ على الجراح وها هو يخوض المباراة النهائية الثلاثين في البطولات الكبرى.
3 هزائم في 114 مباراة!
وعلق نادال على الإصابة، بقوله: “من دون أدنى شك، أفضل خسارة النهائي في مقابل الحصول على قدم جديدة”.
ويتضمن سجل نادال في البطولة الفرنسية 111 انتصارًا مقابل 3 هزائم، بينها اثنتان ضد ديوكوفيتش وواحدة ضد السويدي روبن سودرلينغ.
وفي المقابل، أبلى رود بلاء حسنًا في السنتين الأخيرتين، لا سيما على الملاعب الترابية، وخير دليل على ذلك فوزه بسبعة ألقاب في مسيرته من أصل 8 على هذا النوعية من الأرضية، كما فاز في 66 مباراة على أرضية ترابية منذ مطلع عام 2020 وخاض 9 مباريات نهائية.
رود هو أيضًا أول لاعب نرويجي يبلغ نهائي بطولة كبرى في الغراند سلام، وهو يتدرب في أكاديمية نادال، في ماناكور الواقعة في جزيرة مايوركا، منذ عام 2018 إلى جانب والده كريستيان، الذي كان لاعبًا سابقًا، والإسباني بدرو كلار.
ولم يسبق للاعبين أن التقيا إطلاقًا، لكنهما أجريا حصصًا تدريبيةً عدة في إسبانيا، حيث كشف النرويجي بأن نادال “تغلب عليه معظم الأوقات”.
وأشاد به نادال، بقوله: “كاسبر يملك شخصية جيدة جدًا لممارسة كرة المضرب.. إنه يظهر إيجابيةً عندما يتعلق الأمر بتعلم شيء ما”.
وأضاف: “أعتقد بأننا في الأكاديمية ساعدناه خلال فترة تواجده معنا”.
وكان رود في السادسة من عمره عندما توّج نادال بطلًا لرولان غاروس للمرة الأولى، ويصفه بأنه “مثله” في الملاعب، وقال في هذا الصدد: “أستطيع أن أسرد لكم جميع المباريات النهائية التي خاضها وهوية اللاعبين الذين واجههم وتغلب عليهم، لأنني تابعتها جميعها على الشاشة الصغيرة”.
وتابع: “أنه أعظم لاعب كرة مضرب على الملاعب الترابية واحد أعظم اللاعبين على مر الأزمان”.
وسيحاول التلميذ التفوق على أستاذه في عرين الأخير، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق.
(أ ف ب)