لم يكن تتويج ريال مدريد بلقب دوري الأبطال الفصل الأخير للموسم الأوروبي الكروي، إذ تستمر الاثارة مع انطلاق مسابقة دوري الأمم الأوروبية حيث تستعد فرنسا للدفاع عن لقبها القاري تمهيدًا لنهائيات مونديال قطر.
كان يمكن لقرار نقل مونديال قطر حتى نهاية العام الحالي منح اللاعبين فرصة الحصول على فترة راحة أطول من المعتاد، ولكن بخلاف المتوقع، ستكون المباريات الدولية التي تستمر حتى منتصف حزيران/يونيو الحالي محطة مرهقة جديدة حيث يمكن أن يصل عددها إلى أربع لكل منتخب.
ودفعت كثافة المباريات والتعب البدني والارهاق رابطة اللاعبين المحترفين “فيفبرو” الأسبوع الماضي إلى دق ناقوس الخطر، معتبرة انه لا يتوجب على اللاعبين المحترفين خوض أكثر من 55 مباراة في الموسم.
وسبق لمدافع ليفربول الدولي الإسكتلندي أندي روبرتسون أن خاض هذا الكم من المباريات قبل الانضمام إلى منتخب بلاده لخوض الأربعاء الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال قطر ضد أوكرانيا.
وفي حال خرج المنتخب الإسكتلندي فائزاً، سيواجه ويلز في كارديف الأحد لمقعد في مونديال قطر، لكن مع واجب خوض ثلاث مباريات في دوري الأمم الأوروبية بعد استحقاقه المونديالي، منها اثنتان أمام أرمينيا وواحدة ضد جمهورية إيرلندا ضمن منافسات المجموعة الأولى من المستوى الثاني.
وقال روبرتسون مؤخرًا: “هذا كثير بعد موسم حافل للجميع”، مضيفاً “تَطلب من اللاعبين الحصول على 8 أو 9 أيام عطلة فقط، واعتقد أن هذا غير عادل”.
وبدوره، وبعدما قاد ريال للفوز بالمسابقة القارية الأم، التحق المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة بمنتخب “الديوك” الذي يستعد لخوض 4 مباريات ضمن منافسات المجموعة الأولى من المستوى الأوّل.
وتستهل فرنسا حاملة لقب مونديال روسيا 2018 مبارياتها على أرضها بمواجهة الدنمارك الجمعة، قبل أن تحل تواليًا ضيفة على كرواتيا ثم النمسا في 6 و10 الشهر الحالي، لتعود وتستضيف كرواتيا في 13 منه.
وفي وقت يستعد لاعبو المدرب ديدييه ديشان للدفاع عن لقبهم في المونديال، يقع على عاتقهم بداية مهمة الدفاع أيضًا عن لقب دوري الأمم بعدما أحرزوا لقب النسخة الثانية في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، بفوزهم في النهائي على إسبانيا 2-1 على ملعب سان سيرو في ميلانو.
وسيكون بنزيمة، المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الأولى في مسيرته تحت المجهر وأعين النقاد، وتحديداً شراكته في الهجوم مع كيليان مبابي النجم “المتفجر” لنادي باريس سان جيرمان.
واكتسبت المجموعة الثالثة صفة “مجموعة الموت” اذ تضم إيطاليا بطلة كأس أوروبا الصيف الماضي وألمانيا وانكلترا إلى جانب المجر.
ويستهل رجال المدرب غاريث ساوثغيت المنافسات بلقاء سهل على الورق أمام المجر في العاصمة بودابست السبت، فيما يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ميونيخ لمواجهة ألمانيا في 7 الشهر الحالي قبل استقبال إيطاليا في ولفرهامبتون والمجر في 11 و14 منه تواليًا.
ويواجه منتخب “الأسود الثلاثة” رجال المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير بعدما فرض الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) عقوبة على الاتحاد الانكليزي على خلفية أعمال شغب شابت نهائي كأس أوروبا العام الماضي في ويمبلي.
وفي المجموعة الثانية يستقبل المنتخب الاسباني نظيره البرتغالي المتوج بالنسخة الأولى عام 2019 في إشبيلية الخميس، فيما تلعب بلجيكا ضد جارتها هولندا الجمعة ضمن منافسات المجموعة الرابعة.
وأبدت بلجيكا وهولندا وبولندا وويلز اهتمامها بالنسخة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية التي أبصرت النور للحلول بدلاً من المباريات الودية، بإعلانها رغبتها باستضافة مباريات الدور نصف النهائي والنهائي في حزيران/يونيو العام المقبل.
بعد ذلك، هناك احتمال أن تنضم منتخبات قارة أميركا الجنوبية إلى نسخة موسعة من المسابقة القارية.
وصرح رئيس يويفا السلوفيني ألكسندر تشيفيرين لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي “نحن نناقش ذلك وهو احتمال، لكن في الوقت الحالي ما زالت فكرة”.
وأضاف: “المدربون الأوروبيون للمنتخبات الوطنية ليسوا سعداء لأنهم لم يعودوا يلعبون مع (منتخبات) أميركا الجنوبية في المباريات الودية، والأمر ذاته ينعكس على (منتخبات) أميركا الجنوبية”.
وأردف: “قد تكون مسابقة مثيرة للاهتمام ولكن علينا أن نرى كيف نضعها قيد التنفيذ، كي لا ننظم المزيد من المباريات مقارنة مع الوضع الحالي”.
وانعكست العلاقة الوثيقة بين يويفا ونظيره الأميركي الجنوبي كونميبول إيجابًا على عشاق الكرة المستديرة عقب قرار تنظيم مباراة “فيناليسيما” الأربعاء بين إيطاليا بطلة أمم أوروبا والأرجنتين بطلة كوبا أميركا على ملعب “ويمبلي” في لندن.
(أ ف ب)
آخر الأخبار: