لا يوجد هامش كبير للمفاجأة من الناحية التكتيكية في المباراة المرتقبة بين ليفربول وريال مدريد، اللذين يتواجهان مرةً أخرى في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث ستكون التشكيلتين معروفتين لفريقين يتمسكان بخطة 4-3-3 كنظام أساسي، على الرغم من أن مدرب “الملكي” كارلو أنشيلوتي يعدلها أحيانًا في المرحلة الدفاعية من خلال الدفع بلاعب وسط رابع في المباريات الكبرى، لزيادة الحماية.
ويقول المدرب الإيطالي مازحًا، وبعيدًا عن ضغوط المباراة النهائية التي تمثل بالنسبة له فرصة للفوز بالكأس “ذات الأذنين” للمرة الرابعة ليصبح أنجح مدرب في أوروبا: “أهم شيء بالنسبة لي هي سمات اللاعبين، لا يمكنك الضغط في المقدمة مع وجود لاعب سمين كرأس حربة”، لكن وراء روح الدعابة التي يخفف بها من حدة التوتر في محيطه وفي نفوس لاعبيه، هناك حقيقة خفية، وهي أن فكرة وجود نظام لا يمكن المساس به ليست فكرة صائبة في كرة القدم الحالية، حيث يجب أن تتكيف مع مميزات الخصم، ولكن قبل كل شيء مع تلك التي يتمتع بها فريقك.
وتراجع أنشيلوتي عن فكرة الدفع بلاعب وسط رابع في تشكيلته المعتادة بعد السقوط على أرض إسبانيول في بداية الموسم، كما تخلى عن الدفاع المتأخر الذي اعتمده أمام باريس سان جيرمان في ذهاب ثمن النهائي، حينما تعرض للهزيمة في مباراة لم تشهد تسديدةً واحدة نحو المرمى من جانب “الملكي”.
من نظام لا يمكن المساس به إلى تعديل بفيدي فالفيردي
وهكذا تأكد المدرب الإيطالي من أن خطة 4-3-3 ستكون ثابتةً طوال الموسم، فهي الخيار الأنسب لسمات لاعبيه الأساسيين ولمكافأة تطور البرازيليين فينيسيوس ورودريغو على الأطراف.
ومع ذلك، ستكون التكلفة عدم الاعتماد على الميزة الرئيسية، من الناحية البدنية، للأوروغوياني فيدي فالفيردي وهي السرعة في الانطلاقات، ورغم عدم التمكن من إيجاد استمرارية للبلجيكي إدين هازارد، فإن اللعب بعدم الراحة في الانطلاقات “ساعد” في إبقاء أنشيلوتي على فكرته باللعب بهذه الطريقة.
وبعيدًا عن غرور بعض المدربين الاخرين، يهرب المدير الفني الإيطالي من الثناء ويفضل توزيعه على الزملاء، مثل يورغن كلوب، مدرب الفريق المنافس في نهائي “تشامبيونزليغ”.
وقال أنشيلوتي عن كلوب: “لقد أضاف هو و(توماس) توخيل شيئا جديدًا لكرة القدم.. لقد دفعت المدرسة الألمانية بإدخال مزيد من القوة والضغط في المباريات، واللعب بمنظومة دفاعية متقدمة جدًا”.
ولا يعتبر المدرب الإيطالي نفسه من المدرسة القديمة، فهو متابع جيد للتطور المستمر لكرة القدم، مع مساعدة من ابنه دافيدي، كممثل للأفكار الجديدة، وهو منفتح دائمًا على دمجها في منهجه، لأن النجاح يكمن في التطور.
تطور كلوب
لقد تغيرت سبورة يورغن كلوب كثيرًا منذ وصوله للإدارة الفنية لـ”الريدز” في 2015، حيث وجد نفسه مع فريق أقل جرأة من الآن، وكذلك أقل سرعة بكثير، لأنه انتقل من اللعب بفيليبي كوتينيو وآدم لالانا على الأجنحة إلى امتلاك اثنين من أكثر اللاعبين مهارة وسرعة، مثل السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح.
وكانت هذه هي الدعائم التي سمحت لكلوب بتغيير تشكيلته، تاركًا خلفه خطة بريندان رودجرز 4-2-3-1 للعودة إلى 4-3-3، التي ميزت الفرق المهيمنة في ذلك الوقت.
ومع وصول ماني وصلاح، تمكن الفريق من البدء في الاستفادة من الجناحين ومن الهجوم من هناك بإضافة لاعبين، مثل ترينت ألكسندر-أرنولد وأندرو روبرتسون.
ويعد هذين الظهيرين هما المفتاح الأساسي في منهج كلوب، مما يمنح الفريق الحرية عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى المنطقة ويسمح للفريق بالتركيز ب5 إلى 7 لاعبين في الأرباع الثلاثة الأخيرة من الملعب بانتظام.
وبالحديث عن هذين بالتحديد، هو الحديث أيضًا عن اثنين من أفضل المدافعين في العالم، ولهذا السبب، جاء كل منهما في المركز الثالث والرابع على الترتيب في تصنيف المدافعين الأكثر تمريرًا في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتحظى قدرتهما على تغطية الملعب في غضون ثوان بتقدير كبير من قبل كلوب، الذي جعل من الضغط سلاح اخر فتاك.
وساهم في ذلك العمل الذي قام به لاعبين مثل روبرتو فيرمينو، عندما كان لاعبًا أساسيًا، والتضحية بلويس دياز ودييغو جوتا، اللذين كانا يعلمان أنهما ليسا رأس حربة ولا جناحين، وهما جزء من آلية تتطلب مساهمتهم لكي تعمل.
وفي الدفاع، القائد هو فان ديك، المسؤول عن توزيع الكرة من الخلف وإخماد النيران بخطواته الواسعة، عادةً ما يكون قريبًا من فابينيو لتجنب تعقد الأمور، لكنه كان قادرًا أيضًا على تدمير دفاعات خصوم، مثل بايرن ميونخ.
(إ ف إ)
آخر الأخبار: