اعتاد باولو مالديني رفع الكؤوس في فترته الذهبية كمدافع أسطوري خلال ربع قرن في صفوف ميلان، لكن مساهمته في إنهاء صيام الفريق عن التتويج بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم بعد 11 عامًا، لها مذاق خاص الآن، بعد أن نقل عمله إلى مكاتب النادي.
واعتزل مالديني اللعب في 2009، وظل بعيدًا عن النادي لمدة تسع سنوات، قبل العودة إليه أخيرًا في 2018 بمنصب مدير التطوير، وبعد عام واحد أصبح مديرًا تقنيًا، ولعب دورًا بارزًا في قرارات النادي بفترات انتقالات اللاعبين.
وأثمر عمل مالديني عن جذب مجموعة من أبرز المواهب التي نجح المدرب ستيفانو بيولي في صقلها لتحقيق اللقب المنشود.
وبدت فرحة مالديني طاغيةً عند الانتصار (3 – 0) بملعب ساسولو، يوم أمس الأحد، وحسم لقب الدوري في الجولة الأخيرة، بعد صراع شرس مع الغريم إنتر ميلان.
وكانت سعادته مضاعفة بالتأكيد، لأن نجله دانييل ضمن تشكيلة اللاعبين الأبطال، ليصبح ثالث فرد بالعائلة يحقق الانجاز بعد الجد تشيزاري.
وأقر مالديني بعد التتويج بأنه لم يفكر أبدًا في العمل الإداري وكان يستمتع بحياة التقاعد، لكنه وافق على المهمة الصعبة لمساعدة ناديه الذي عانى لسنوات طويلة بسبب أزماته المالية والإدارية وتراجعت مكانته بعد أن كان من عمالقة أوروبا في فترة المالك سيليفو برلسكوني.
وعزز مالديني قوة التشكيلة بضم تيو هرنانديز من ريال مدريد في 2019 مقابل نحو 20 مليون يورو، وتحول إلى أحد أفضل اللاعبين بمركز الظهير الأيسر في العالم حاليًا، وكان ركيزةً أساسية في رحلة اللقب.
وقال هرنانديز، بعد موسمه المبهر: “يتحدث مالديني معي يوميًا، بفضله وبفضل بيولي تغيرت للأفضل، كان من الصعب الدفاع هنا في البداية”.
كما تعاقد في نفس الصيف مع المهاجم رفائيل لياو من ليل، الذي أحرز 11 هدفًا وقدم 11 تمريرةً حاسمةً هذا الموسم، ولاعب الوسط الجزائري إسماعيل بن ناصر، وكانا من أهم أسباب التتويج.
وواصل مالديني عمله الدؤوب في الموسم التالي بضم لاعب الوسط الواعد ساندرو تونالي، واستعارة فيكايو توموري من تشيلسي، وكانا أيضًا من أبرز العناصر بالموسم الناجح.
ولم يكن مالديني مبهرًا فقط في الشراء، بل تعامل بحكمة مع رحيل الحارس المميز جيانلويجي دوناروما، وعوضه سريعًا بخيار رائع وهو مايك ماينان، الذي حافظ على نظافة شباكه في 18 مباراة.
معد نفسي
نال مالديني إشادة بسبب صفقاته، بجانب دور المعد النفسي، إذ حفز التشكيلة الشابة بخبرته وشخصيته القيادية.
وامتدح بيولي عمل مالديني في بناء الفريق خلال عامين، وقال لمنصة (دازون) بعد التتويج بلقبه الأول بالتدريب: “شكل مالديني بجانب (المدير الرياضي فريدريك) ماسارا مزيجًا ناجحًا من الشبان وأصحاب الخبرة وأسسنا عقلية الانتصارات”.
وأضاف: “فلسفتي هي تطوير اللاعبين الذين أملكهم، لكن هذا يكون أكثر صعوبة اذا كانوا بلا موهبة، استطاعت إدارة النادي ضم لاعبين موهوبين وجنت التعاقدات ثمارها”.
وقال مالديني: “يستحق اللاعبون والمدرب الاحتفال، نحن سعداء أيضًا، أصبحت مديرًا قبل فترة قريبة وما يزال أمامي الكثير لأتعلمه، ضغطنا على اللاعبين لبذل المزيد من الجهد، أحيانًا يحتاج اللاعبون فقط إلى الثقة وهذا ما أسعى أنا وماسارا لفعله”.
(رويترز)