أكّد نادي تشيلسي الإنجليزي، اليوم السبت، أن “كونسورتيوم” يقوده تود بوهلي، أحد مالكي نادي لوس أنجليس دودجرز الأميركي للبيسبول، فاز في معركة شراء النادي اللندني، بصفقة تبلغ 4.25 مليار جنيه إسترليني (5.2 مليار دولار).
وكان مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش قد طرح النادي للبيع مطلع آذار/مارس، قبل أيام فقط من عقوبات فرضتها عليه الحكومة البريطانية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبعد عملية مزايدة طويلة شملت العديد من المجموعات، اختير بوهلي وشركاؤه المستثمرون، من قبل مجموعة “راين”، مصرف نيويورك الذي يشرف على عملية البيع.
وتضم مجموعة بوهلي زميلًا مشاركًا في ملكية امتياز دودجرز ومارك والتر، بالإضافة إلى الملياردير السويسري هانسيورغ فيس وشركة الاستثمار الأميركية “كليرلايك كابيتال”.
وقالوا في بيان: “يؤكد نادي تشيلسي لكرة القدم الاتفاق على شروط لمجموعة مالكة جديدة بقيادة تود بوهلي، كليرلايك كابيتال، مارك والتر وهانسيورغ فيس، لاستحواذ النادي”.
وتابعوا: “من اجمالي الاستثمار، سيخصص 2.5 مليار جنيه لشراء أسهم النادي، وسيتم إيداع هذه العائدات في حساب مصرفي مجمد في بريطانيا، بقصد التبرع بنسبة 100% لأعمال خيرية، بحسب ما أكد رومان أبراموفيتش”.
وأضاف: “ستكون موافقة الحكومة البريطانية مطلوبة لتحويل العائدات من الحساب المصرفي المجمّد”.
وبالاضافة إلى ذلك، سيلتزم المالكون الجدد باستثمار 1.75 مليار إضافية “لمصلحة النادي”.
وحطمت قيمة الصفقة الرقم القياسي السابق لبيع فريق رياضي، والبالغ 2.4 مليار دولار أميركي لنادي نيويورك ميتس الأميركي للبيسبول في 2020.
ويحتاج ملعب “ستامفورد بريدج” الواقع في غرب لندن والبالغة سعته 42 ألف متفرج، إلى إعادة تطوير كبيرة، تتناسب مع حجمه وقيمة الدخل التي يتمتع بها منافسوه في الدوري الإنكليزي لكرة القدم.
لكن بوهلي يملك سجلًا حافلًا في تحسين كل من الملعب والنتائج الرياضية مع دودجرز.
ونظرًا لاستثمار كبير باللاعبين، بلغ دودجرز الأدوار الإقصائية في الدوري الأميركي للبيسبول في المواسم التسعة الماضية، وأحرز اللقب عام 2020 بعد انتظار دام 32 سنة.
وما يزال كونسورتيوم بوهلي بحاجة إلى إرضاء اختبار مالكي ومديري أندية البريميرليغ، لكن تشيلسي قال إنه يتوقع إكمال عملية البيع قبل نهاية الشهر.
ويتوقع أن يحضر بوهلي مباراة تشيلسي مع ولفرهامبتون، اليوم السبت، في ملعب “ستامفورد بريدج”.
ورحّبت رابطة جماهير تشيلسي بالإعلان عن الصفقة، وقالت في بيان: “سنواصل إجراء مناقشات قريبة مع المالكين المحتملين.. نحن متفائلون حيال مستقبل تشيلسي.. نأمل في انهاء عملية البيع بسرعة”.
حرب أوكرانيا
وأجبر تشيلسي على العمل بموجب ترخيص خاص من حكومة بريطانيا، منذ فرض عقوبات على أبراموفيتش الذي اشترى النادي عام 2003 مقابل 140 مليون جنيه وحقق معه انجازات محلية وقارية رائعة.
ووُصف الملياردير من قبل الحكومة البريطانية بأنه جزء من الدائرة المقرّبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه تعهّد بشطب بديون النادي البالغة 1.5 مليار جنيه لمصلحته، وقال إن عائدات البيع ستذهب لضحايا الحرب في أوكرانيا.
وكانت هناك مخوف بشأن مستقبل تشيلسي بحال عدم إنجاز البيع قبل انتهاء مدة الترخيص في 31 أيار/مايو الجاري، وحذر وزراء النادي من “الوقت المستعار”.
وبموجب شروط الترخيص، لم يكن النادي الأزرق قادرًا على التوقيع مع لاعبين جديد أو تجديد عقود لاعبيه.
ويسدل بيع حامل لقب دوري أبطال أوروبا الستارة على 19 عامًا من نجاح غير مسبوق لتشيلسي في ولاية أبراموفيتش البالغ من العمر 55 عامًا، والتي شهدت تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي خمس مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين (2012 و2021).
وبرغم صموده رياضيًا بعد العقوبات المفروضة على أبراموفيتش، تراجعت نتائج تشكيلة المدرب الألماني توماس توخيل أخيرًا، وعانى إقصاء موجعًا من ربع نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد الإسباني، لكنه قد يضمن مركزًا مؤهلًا الى المسابقة القارية بحال حلوله بين الأربعة الأوائل، علمًا أنه يحتل حاليًا المركز الثالث، كما بمقدوره إضافة اللقب العشرين في عهد أبراموفيتش، في حال فوزه على ليفربول في نهائي الكأس، الأسبوع المقبل.
(أ ف ب)