قرر المدرب الجزائري جمال بلماضي البقاء على رأس الإدارة الفنية للخضر، وتجديد العقد الذي وقعه مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم عام 2018.
وأكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، شرف الدين عمارة، أن الناخب الوطني لن يستقيل من منصبه وسيواصل العمل مع بلاده “حتى في أحلك الظروف”.
وقال عمارة: “علاقة بلماضي مع الجزائر هي أعمق من أن تكون علاقة تعاقدية”.
وأكد شرف الدين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الجزائر “بحاجة إلى بلماضي، وهو واع بهذه المسؤولية والتحديات التي تقف أمامه”.
والتحق بلماضي بالخضر عام 2018، بعقد رسمي وقعه مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، يمتد إلى غاية نهائيات كأس العالم 2022.
ومن الناحية القانونية، فإن عقد بلماضي مع الاتحادية يعتبر منتهيًا بصفة آلية بعد آخر مباراة تأهيلية لكأس العالم التي خسرها الخضر أمام الكاميرون على أرضية ملعب “مصطفى تشاكر” بالبليدة.
َويترقب أن تعلن الاتحادية الجزائرية للرأي العام تفاصيل العقد الجديد الذي سيربط بلماضي بالخضر إلى غاية آب/أغسطس 2026، وهو موعد تنظيم الدورة الثالثة والعشرين لكأس العالم بثلاث دول من شمال وجنوب القارة الأميركية (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك).
قرار صائب
ووصف وزير الشبيبة والرياضة الجزائري الأسبق سيد علي لبيب القرار بالصائب، حيث قال موقع لـ”سكاي نيوز عربية”: “أحسن ما فعل لأن مشوار بلماضي جميل رغم خسارته أمام الكاميرون في الدقائق الأخيرة”.
وتعثر الخضر في طريقهم إلى مونديل قطر 2022، وذلك بعد خسارتهم في مباراة الإياب على أرضية ملعب تشاكر في البليدة.
كما فشل بلماضي في تحقيق نتيجة مشرفة خلال تصفيات كأس إفريقيا 2022، ليخرج من الدور الأول بشكل صادم للجمهور الجزائري.
ورغم كل ذلك، ما تزال النخبة الرياضية في الجزائر تنظر له باعتباره أحد الأعمدة الأساسية لكرة القدم الجزائرية لما حققه من إنجازات وسط ظروف صعبة كان يمر بها المنتخب الجزائري.
ويرى الوزير السابق أن ما يحسب لبلماضي طيلة الفترة التي ترأس فيها العارضة الفنية للخضر، “تحكّمه في زمام الأمور على الميدان وفي الكواليس من خلال إرسائه لثقافة الحوار والانضباط واستخدامه للغة قريبة من قلوب اللاعبين”.
وأكد لبيب أن الحوار بين المدربين واللاعبين في الرياضة يعد من أهم عوامل قوة الأندية. ونصح الوزير السابق، بلماضي بالتحلي أكثر بثقافة التواضع خاصة عندما يتعلق الأمر بلقاء الصحافة.
واعتبر لبيب أن بلماضي يتمتع بكل المقومات التي تعبد طريقه إلى كأس إفريقيا القادم سيما فيما يتعلق بالدعم الشعبي، خاصة بعدما أطلق عليه الجمهور الجزائري لقب “وزير السعادة”.
الاختبار الأول
ورغم الدرس القاسي الذي تلقته كرة القدم الجزائرية، والذي أنهى حلم الجزائريين في الوصول إلى مونديل 2022، يبقى الشارع الجزائري متفائلًا بتحقيق فريقهم إنجازات كبيرة في المستقبل العاجل، وقد رحبوا بهذا القرار.
وفي هذا الصدد، أوضح الحكم الدولي الجزائري السابق محمد زكريني أن بلماضي يقف اليوم أمام ثلاثة تحديات أساسية، أولها النجاح في تحقيق نتائج إيجابية خلال المباريتين المرتقبتين شهر تموز/يوليو القادم على ملعب مدينة وهران، لحساب التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2023.
وقال زكريني، لموقع سكاي نيوز عربية: “أمام بلماضي فرصتان هامتان قبل الحديث عن مونديال 2026”.
ويقف بلماضي الآن أمام تحدي الوصول إلى كأس إفريقيا بالكوت ديفوار وكأس أمم إفريقا عام 2025، وهي محطات حاسمة وهامة في مساره كمدرب.
ويرى الخبير التحكمي الدولي أن بلماضي بإمكانه التغلب على الصعاب التي اعترضت طريقه مؤخرا، وبإمكانه إعادة المنتخب الجزائري إلى الطريق الصحيح ومراجعة الحسابات التي أدت إلى عدم تأهل الخضر لمونديال قطر.
وقال زكريني: “بلماضي الآن لديه الوقت للتحضير بشكل جيد لكأس العام 2026 وهو يستحق ذلك، لما يمتع به من كفاءة مشهود لها عالميا”.
وقد نجح بلماضي خلال الفترة التي ترأس فيها العارضة الفنية للخضر في منح الجزائر النجمة الثانية الإفريقية عام 2019، وذلك بعد 27 عاما من فوز الخضر بالكأس لأول مرة في تاريخ الكرة الرياضية عام 1990.
(سكاي نيوز)
آخر الأخبار: