بعدما قطع أكثر من نصف الطريق نحو تجريد تشلسي الإنجليزي من لقب دوري أبطال أوروبا، بالفوز عليه في معقله (3 – 1)، في ذهاب ربع النهائي، بفضل ثلاثية الفرنسي كريم بنزيما، يتحضر ريال مدريد، المتصدر، لأسبوع حاسم، من خلال استضافة خيتافي المتعثر، يوم غد السبت، في المرحلة 31 من الدوري الإسباني لكرة القدم.
ويخوض فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لقاء السبت ضد فريق أسقط النادي الملكي ذهابًا (0 – 1)، وأجبره قبلها على التعادل السلبي في المرحلة 33 من الموسم الماضي، بمعنويات مرتفعة جدًا، بعد المباراة الرائعة التي قدمها في لندن، يوم الأربعاء الماضي، بفضل تألق بنزيما بشكل خاص.
ويبدو أن ريال مدريد وضع خلفه هزيمته المذلة على أرضه أمام غريمه برشلونة برباعية نظيفة، في المرحلة قبل الماضية بالليغا، من خلال فوزين خارج الديار، على سلتا فيغو (2 – 1) بفضل ثنائية أيضًا لبنزيما، ثم على تشلسي، الأربعاء.
ومع دخول الموسم أمتاره الأخيرة، يدرك أنشيلوتي أن فريقه اقترب كثيرًا من حسم معركة اللقب المحلي، ولا يريد بالتالي أن يعطي أي أمل لملاحقيه بالعودة من بعيد.
ويتربع ريال على الصدارة بفارق 12 نقطة عن كل من المنتفض برشلونة، وجاره اللدود أتلتيكو مدريد، وإشبيلية، مع مباراة مؤجلة للنادي الكاتالوني.
وبعد مواجهة يوم غد ضد خيتافي، الرابع عشر، القادم من فوز أول في آخر سبع مراحل على حساب ريال مايوركا (1 – 0)، سيخوض رجال أنشيلوتي إياب ربع نهائي دوري الأبطال يوم الثلاثاء المقبل على أرضهم، قبل الانتقال، يوم الأحد من الأسبوع القادم إلى الأندلس، لمواجهة نارية مع إشبيلية، الذي بدا الوحيد القادر على مقارعة النادي الملكي، قبل أن يتعثر بثلاثة تعادلات متتالية وهزيمة في المرحلة الماضية على أرض برشلونة (0 – 1)، ما سمح للأخير وأتلتيكو بالتقدم عليه بفارق الأهداف.
ورغم الفوز في معقل تشيلسي، الذي أقصى الريال من نصف نهائي الموسم الماضي، بدا أنشيلوتي حذرًا، بقوله: “لدينا أفضلية، هذا واضح، لكن الأمر لم يُحسم بعد”.
وتواجد أنشيلوتي مع الفريق، الأربعاء، في لندن، بعدما جاءت نتيجة اختبار فيروس كورونا سلبية، مؤكدًا: “أشعر أني بحالة جيدة.. لقد قضيت وقتًا ممتعًا، ولا أعاني من أعراض”، وفق ما أفاد بعد اللقاء، مضيفًا: “تركتُ الفريق لمدة أسبوع وعدت لأشاهد فريقًا مذهلًا.. لعبنا مباراة جيدة، بشجاعة وشخصية.. كنا أفضل، لكن هناك مباراة أخرى والخيارات مفتوحة”.
وشدد، بقوله: “نريد تقديم الأداء نفسه إيابًا.. لدينا أفضلية.. لا شيء أكثر.. المواجهة لم تُحسم بعد.. إلغاء قاعدة الأهداف خارج الأرض يصب في صالح تشيلسي”.
ورأى أن “الشجاعة التي تحلى بها اللاعبون” كانت مفتاح الفوز الأربعاء، مشيدًا ببنزيما، بتشبيهه بـ”النبيذ.. إنه أفضل بمرور الأيام، وهو لاعب يشعر كل يوم بأهمية أكبر في الفريق ويتمتع بمزيد من الريادة.. هذا يصنع الفارق بالنسبة له”.
وتابع “إنه لاعب متكامل يسجل الكثير من الأهداف وهو مهم للغاية لأنه يساعد الفريق بأسلوبه المتميز في اللعب. إنه لاعبٌ خطير في منطقة الجزاء. نحن في غاية السعادة ومحظوظون بتواجده معنا”.
ورفع بنزيما رصيده إلى 37 هدفًا في 36 مباراة هذا الموسم في كافة المسابقات، بينها 24 في صدارة ترتيب هدافي الدوري، و11 في 8 مباريات في المسابقة القارية الأم.
وبات بنزيما، الذي سجل ثلاثيته الثانية تواليًا بعدما كان بطل إقصاء باريس سان جيرمان الفرنسي من ثمن النهائي (1 – 3 إيابًا، بعد الخسارة 0 – 1 ذهابًا)، أول فرنسي يصل إلى 10 أهداف أو أكثر منذ انطلاق دوري الأبطال بداية التسعينات، والأول في المسابقة بصيغتها السابقة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) والحالية، منذ جوست فونتان موسم 1958-1959، بحسب شبكة “أوبتا” الإعلامية للإحصاءات.
إشبيلية للخروج من كبوته
وإدراكًا منه بأن المشاركة في دوري الأبطال باتت مهددة، بعدما كان ينافس ريال مدريد على اللقب، يفتتح إشبيلية المرحلة، اليوم الجمعة، على أرضه، في مباراة سهلة على الورق ضد غرناطة، السادس عشر، لكن على فريق المدرب جولين لوبيتيغي الخروج من كبوته، كي لا يسمح لجاره الأندلسي ريال بيتيس باللحاق به، كونه لا يتخلف عنه سوى بفارق أربع نقاط قبل مباراته يوم غد السبت مع مضيفه قادش، السابع عشر.
ويدرك إشبيلية، الذي ودع أيضًا خلال هذه السلسلة السلبية مسابقته المفضلة “يوروبا ليغ” من ثمن النهائي على يد ويست هام الإنجليزي، أن الخطأ ممنوع قبل استضافته ريال مدريد، الأحد بعد القادم، لا سيما أن بانتظاره أيضًا مواجهة أتلتيكو مدريد في المرحلة 37، قبل الأخيرة، وفياريال في المرحلة 35 على ملعب “لا سيراميكا”، حيث أسقط فريق أوناي إيمري العملاق البافاري بايرن ميونيخ (0 – 1)، يوم الأربعاء الماضي، في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، ليتابع مفاجآته، بعدما أذل يوفنتوس الإيطالي (3 – 0) في تورينو، في إياب ثمن النهائي.
برشلونة لمواصلة تألقه
وبدوره، يحل أتلتيكو مدريد ضيفًا، يوم غد السبت، على ريال مايوركا، وتفكيره في مكان آخر؟ إذ يستضيف، يوم الأربعاء المقبل، مانشستر سيتي الإنجليزي في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، بعد خسارته ذهابًا (0 – 1).
وفي فالنسيا، يسعى برشلونة إلى مواصلة تألقه بقيادة مدربه الجديد، لاعبه السابق تشافي هرنانديز، وشبانه، وفي مقدمهم بيدري، إضافةً إلى المنتفض مؤخرًا الفرنسي عثمان ديمبيلي، وذلك حين يحل، يوم بعد غد الأحد، ضيفًا على ليفانتي، باحثًا عن فوزه السابع تواليًا والمحافظة على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الخامسة عشرة تواليًا، وتحديدًا منذ 4 كانون الأول/ديسمبر، حين خسر أمام ريال بيتيس (0 – 1).
وأثبت برشلونة أن التعاقد مع تشافي كان الخيار الصائب، لأنه تمكن من تجاوز خيبة خسارة نجمه المطلق الأرجنتيني ليونيل ميسي لصالح باريس سان جيرمان، ووصل إلى توليفة مكّنته حتى من الفوز على ريال مدريد وإشبيلية في مرحلتين متتاليتين، لا سيما بعد استقدام الهداف الغابوني بيار-إيميريك أوباميانغ في كانون الثاني/يناير، من دون مقابل، من أرسنال الإنجليزي.
(أ ف ب)