أوقعت قرعة نهائيات كأس العالم قطر 2022، التي جرت مساء الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة، المنتخب المغربي في مجموعة وصفت بـ”المتوازنة”، إلى جانب منتخبات كرواتيا وبلجيكا وكندا.
ووفقًا لما أسفرت عنه القرعة، لا يستبعد المتتبعون للشأن الكروي أن يحقق المنتخب المغربي نتائج إيجابية ويبلغ الدور الثاني في هذه البطولة العالمية، شريطة الإعداد الجيد.
وتمكن المغرب من حجز بطاقة التأهل إلى المونديال، للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه، عقب تحقيق فوز عريض على الكونغو الديمقراطية، يوم الثلاثاء الماضي، بنتيجة (1 – 4) على ملعب “محمد الخامس” بالدار البيضاء.
ويحتل منتخب “أسود الأطلس” المركز 24 عالميًا، والثاني إفريقيًا، خلف السنغال، بحسب التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الصادر يوم الخميس الماضي.
مجموعة قوية “متوازنة“
وبالرغم من وجود “أسود الأطلس” ضمن مجموعة تضم كلا من بلجيكا، المصنف ثانيًا على مستوى العالم حسب “الفيفا”، إلى جانب كرواتيا، وصيفة بطل النسخة الماضية من البطولة العالمية روسيا 2018، فإن العديد من المحللين الرياضيين يعتقدون بأن الحظوظ تظل متساوية نسبيًا بين فرق المجموعة، مقارنةً بمجموعات أخرى.
وسبق للمنتخب المغربي أن التقى بنظيره البلجيكي في نهائيات كأس العالم أميركا 1994، في مباراة شهدت فوز الأخير بنتيجة (0 – 1).
وعن حظوظ المنتخب المغربي في البطولة، يقول الصحفي والمحلل الرياضي بدر الدين الإدريسي إن هذه المجوعة “متوازنة” وقوية في الآن ذاته، حيث تضم المنتخب البلجيكي الذي يصفه بـ”البطل غير المتوج”، والذي ظل يتصدر لفترة طويلة تصنيف “فيفا” لأقوى المنتخبات في العالم، إلى جانب كرواتيا الذي أحدث مفاجأةً في كأس العالم بروسيا 2018، ببلوغه المباراة النهائية، أما بخصوص كندا، فاعتبر الإدريسي أن المنتخب المغربي يتفوق نسبيًا عليه، رغم تشكيلته التي تضم عددًا من اللاعبين المجنسين والذين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية.
ورأى الإدريسي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأن قرعة مونديال قطر هي أكثر توازنًا من قرعة مونديال سنة 2018، التي أوقعت المنتخب المغربي في مجموعة وصفت بمجموعة “الموت”، والتي ضمت البرتغال وإسبانيا.
وشدد على أن كأس العالم تتطلب استعدادًا مكثفًا، من أجل تحقيق نتائج ترضي الجمهور المغربي المتعطش لتكرار سيناريو 1986، كأول منتخب إفريقي وعربي تأهل للدور الثاني من نهائيات المونديال، والذهاب إلى أبعد من ذلك في هذه المنافسة الكروية العالمية.
ولفت الإدريسي إلى أنه “ينبغي أولًا تذويب الخلاف القائم بين مدرب المنتخب الوطني وحيد خاليلوزيتش وبعض اللاعبين المحترفين في الخارج، خدمةً لمصلحة المنتخب الوطني، وتمهيدًا لمشاركة قوية في مونديال قطر 2022”.
الحسم في مستقبل المدرب
ويرى الناقد الرياضي محمد الماغودي أنه بات من الأولويات وقبل التوجه إلى نهائيات كأس العالم، أن يحسم اتحاد الكرة المغربي مستقبل المدير الفني وحيد خليلوزيتش، الذي يلقى انتقادات واسعة من قبل الجماهير المغربية بسبب اختياراته الفنية.
وبحسب الماغودي، فإن المغرب يمتلك لاعبين متميزين خارج تشكيلة “الأسود” يمكنهم تقديم إضافة إلى المنتخب المغربي، مشددًا على ضرورة استدعاء كل من حكيم زياش، نجم تشيلسي الإنجليزي، ونصير مزواري المتألق في صفوف أياكس الهولندي، والذي بات مركز اهتمام فرق كبرى، للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني.
وتابع الناقد الرياضي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأن هذه العناصر يمكنها تعزيز حظوظ المغرب من أجل بلوغ مراحل متقدمة من المنافسة في هذه البطولة العالمية، إذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح والمناسب من قبل مدرب وطني جديد.
وأشار الماغودي لخطورة الاستهانة بمجموعة المغرب، والتي وصفها بـ”القوية”، كونها تضم كرواتيا وصيف بطل العالم، وبلجيكا صاحب المرتبة الثانية على المستوى العالمي في ترتيب فيفا”.
ويسعى المغاربة، خلال مشاركتهم في هذه النسخة الجديدة من البطولة العالمية، إلى تجاوز الدور الأول وتحقيق التأهل للدور الثاني للمرة الثانية في تاريخهم بعد نسخة “المكسيك 1986″، حيث سبق لـ”أسود الأطلس” أن حققوا إنجازًا تاريخيًا بتصدرهم لمجموعتهم عام 1986، بعد تعادلهم مع كل من بولندا والمنتخب الإنجليزي، وتسجيلهم لفوز ساحق على البرتغال (3-1).
(سكاي نيوز)