يسود التفاؤل الأوساط السعودية حيال تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم في قطر نهاية العام الحالي، مع استعداد “الأخضر” لخوض آخر جولتين من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية ضد الصين وأستراليا وهو في صدارة مجموعته وموقع مؤاتٍ لبلوغ العرس العالمي للمرة السادسة في تاريخه.
ويتصدّر المنتخب السعودي المجموعة الثانية من الدور الثالث برصيد 19 نقطة، متقدّمًا بفارق نقطة على اليابان وأربع على أستراليا، وهو يحل على المنتخب الصيني الخميس قبل أن يستقبل أستراليا في الجولة الأخيرة، يومالثلاثاء المقبل.
وفيما ستحجز السعودية بطاقة العبور المونديالية بحال فوزها على الصين، قد تضمن تأهلها الى النهائيات للمرة الثانية تواليًا حتى قبل أن يركل لاعبوها الكرة، في حال فوز اليابان على مضيفتها أستراليا في المباراة التي تنطلق قبل نحو ست ساعات من مباراة “الصقور الخضر”.
وبلغت السعودية النهائيات العالمية للمرة الأولى في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، عندما حققت أفضل إنجاز لها بتأهلها الى الدور الثاني، قبل أن تخوض غمار النسخ الثلاث التالية في فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006.
وقال اللاعب محمد عبد الجواد، الذي كان أحد نجوم المنتخب في مونديال 1994، في حديث لوكالة “فرانس برس”، إن “الأخضر قادر على التواجد في مونديال قطر، عطفًا على مستوياته ونتائجه التي وضعته في قمة المجموعة الحديدية التي تضم منتخبات قوية كأستراليا واليابان، إلى جانب منتخب عُمان المتطور في الفترة الأخيرة، وكذلك منتخب الصين الذي لا يمكن الاستهانة به”.
وغاب المنتخب السعودي عن نسختي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، قبل أن ينجح في العودة مجددًا قبل أربعة أعوام في روسيا، عندما خرج أيضًا من الدور الأول.
ويبدو أن جيل سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني ومحمد العويس وفهد المولد ومحمد كنو ومحمد البريك، الذي شارك في العرس العالمي في 2018، سيكرر نفس الإنجاز.
وقدّم الأخضر بقيادة مدربه الفرنسي هيرفيه رينار مستويات مميزة في التصفيات حيث تصدر مجموعته في الدور الثاني من دون خسارة (ستة انتصارات وتعادلان)، فيما حقق في الدور الثالث والحاسم ستة انتصارات مقابل تعادل وخسارة وحيدة كانت أمام اليابان في الجولة السابقة، علمًا أنه لو فاز بتلك المباراة كان ضمن تأهله الى النهائيات.
وقال رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل في تصريحات صحافية: “طموحنا تجاوز الصين والتأهل لكأس العالم بغض النظر عن نتائج المنتخبات الأخرى، ولن نضع أنفسنا تحت طائلة الحسابات”.
ومن جهته، أبدى رينار ثقته الكبيرة بلاعبيه وقدرتهم على حصد بطاقة التأهل، كاشفًا بأنه يعلم جيدًا مستويات اللاعبين وعلى تواصل مع مدربيهم.
وأضاف: “الأهم بالنسبة لنا هو الحصول على بطاقة التأهل لكأس العالم 2022، وكل شيء أصبح الآن بين أيدينا في التصفيات”، مضيفًا: “على المستوى الدولي تبقى الأمور صعبة دائمًا، ومع هذه المجموعة من اللاعبين كل شيء جيد حتى الآن، وسيأتون ببطاقة التأهل لكأس العالم”.
وأردف: “سنعمل على مباراة الصين المقبلة، مثلما عملنا على المباريات السابقة بالتصفيات، أنا على علم بمستويات اللاعبين الذين تم اختيارهم للمنتخب وكنت على تواصل مع مدربيهم”.
ويجمع المنتخب الحالي بين الخبرة والشباب، إذ يضم 11 لاعبًا شاركوا مع المنتخب الأولمبي في أولمبياد طوكيو الصيف الماضي، وقادرين على خدمته لسنوات قادمة.
وتعتبر مشاركة الأخضر في مونديال 1994 الأبرز، حيث نجح في بلوغ الدور الثاني عن المجموعة السادسة التي ضمت هولندا وبلجيكا والمغرب، قبل أن يخسر في ثمن النهائي أمام السويد 1-3.
ووجد رينار، الذي سبق له قيادة منتخب المغرب لكأس العالم 2018، ضالته في المهاجم الشاب فراس البريكان، الذي بات عنصرًا أساسيًا في التشكيلة، ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف حاسمة أمام اليابان والصين وعُمان، ليتصدر على إثرها قائمة هدافي الأخضر في الدور الحاسم.
واعتبر قائد المنتخب السابق صالح النعيمة الذي رفع كأس آسيا عامي 1984 و1988، في حديث مع وكالة “فرانس برس”، أن “النتائج كانت مشجعة منذ بداية التصفيات، والمدرب رينار نجح في إيجاد توليفة مناسبة، كما نجح في توظيف اللاعبين بالشكل الأمثل. نأمل في أن يواصل الأخضر تألقه ويتأهل للنهائيات، وأن تكون نتائجه في المشاركة السادسة في المونديال بهذا الجيل المميز، أفضل من سابقاتها”.
وبدوره، أثنى عميد المدربين السعوديين خليل الزياني على المردود الفني الذي قدمه الأخضر في التصفيات حتى الآن، موضحاً: “الصدارة تعني أنه لدينا منتخب قوي ويملك أسماء واعدة وبإمكانه المنافسة لعدة سنوات مقبلة”.
وأوضح لوكالة “فرانس برس”: “تأهل المنتخب السعودي للمونديال هو نتاج المنافسة القوية للدوري السعودي والتشكيلة الواعدة للأخضر هي إفراز لقوة الدوري”.
(أ ف ب)