منح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو جماهير مانشستر يونايتد الإنجليزي لمحة عمّا كانوا يتوقعونه من عودته الثانية إلى ملعب “أولد ترافورد” (مسرح الأحلام)، بتسجيله ثلاثية الفوز التاريخية على توتنهام (3 – 2)، يوم السبت الماضي، ضمن المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري.
وسجّل رونالدو ثلاثيته في الدقائق 12 و38 و81 وبات أفضل هداف في التاريخ في المباريات الرسمية رافعًا غلته إلى 807 أهداف، ماحيًا الرقم السابق وهو 805 أهداف والذي كان مسجلاً باسم النمساوي التشيكوسلوفاكي جوزيف بيكان.
وهو الهاتريك الثاني لرونالدو بألوان يونايتد بعد الأول في فترته الأولى معه في كانون الثاني/يناير 2008، أي بعد 14 عاماً و59 يوماً، والـ59 في مسيرته مع الأندية التي دافع عن ألوانها (سبورتنغ ويونايتد وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي).
وبهذا الزخم، يدخل لاعبو يونايتد إلى مباراة الإياب ضمن الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يوم غد الثلاثاء، أمام أتلتيكو مدريد الإسباني (الذهاب 1 – 1 في مدريد)، وهم يعرفون تمام العلم أن المجد الأوروبي هو فرصتهم الوحيدة المتبقية لنيل لقب هذا الموسم.
وسعى رونالدو لإبقاء أفضل ما لديه من أجل دوري الأبطال هذا الموسم، حيث سجل ستة أهداف في دور المجموعات لضمان عدم معاناة “الشياطين الحمر” من عار الخروج من الدور نفسه للموسم الثاني على التوالي.
ورغم ذلك، فإن أداءه الضعيف كشخصية محبطة ومعزولة في مواجهة “واندا متروبوليتانو” قبل ثلاثة أسابيع، كان أكثر انعكاسًا للمشاكل التي واجهها الألماني رالف رانجنيك خلال فترته المؤقتة كمدير فني لمانشستر يونايتد.
ويُنسب إلى الألماني أنه الأب الروحي لأسلوب اللعب القوي والضغط، الذي ألهم أمثال مواطنيه يورغن كلوب وتوماس توخيل للفوز بدوري أبطال أوروبا كمدربين.
ولم يكن رانجنيك قادراً على ضخ الحيوية نفسها في يونايتد، وألقي اللوم بذلك في معظمه على عدم قدرة أو رغبة رونالدو البالغ من العمر 37 عامًا في الضغط.
وتمت الإشارة إلى البرتغالي كمصدر لتجاذبات غرفة تبديل الملابس، التي يبدو أنها تتسرب بعد كل نتيجة سيئة.
ووسط التقارير التي أفادت أنه سيغيب عن ديربي مانشستر نهاية الأسبوع الماضي، عاد رونالدو إلى وطنه لإعادة تأهيل من إصابة في وركه، كانت السبب الرسمي المعلن وراء غيابه عن الخسارة القاسية 4-1 أمام مانشستر سيتي.
مواصلة اللعب
وقال رانجنيك مازحًا إنه ربما يجب عليه فرض تلك الرحلة كعقاب منتظم بعد عودة رونالدو إلى مانشستر بشكل متلألئ وحسم مواجهة توتنهام، لكنه أيضاً لم يتراجع عن تقييمه لأداء رونالدو بعيدًا عن الملعب في الأسابيع الأخيرة.
وقال الألماني عن مساهمة رونالدو الدفاعية: “لقد أظهر اليوم على وجه اليقين أنه قادر جسدياً على القيام بذلك.. علينا أيضاً أن نعترف بأن الأمور لم تكن دائماً على هذا النحو في الأسابيع والأشهر الماضية”.
وأضاف أن رونالدو “أظهر اليوم بالضبط أنه ما يزال في حالة بدنية جيدة للأداء هذا المستوى”.
وأثار أداء رونالدو إعجاب نجم السوبر بول الأمريكي توم برايدي، إذ أخبر الفائز سبع مرات ببطولة السوبر بول البرتغالي “بمواصلة اللعب”، خلال لقاء مقتضب بينهما في “أولد ترافورد” بعد موقعة توتنهام.
ومسألة بقاء رونالدو للسنة الثانية من عقده مع يونايتد، ستعتمد بشكل كبير على ما إذا كان “الشياطين الحمر” سيبلغون دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وذلك أنه في آخر سنوات مسيرته، لا يمكن لرونالدو أن يتحمّل موسمًا لا يكون فيه على أكبر مسرح كروي حيث يتألق أوروبياً.
ويعرف أتلتيكو ذلك جيداً، فبين عامي 2014 و2019، كان رونالدو في الجانب الآخر من كل المباريات الإقصائية الخمس التي ودّعها أتلتيكو في دوري الأبطال، وكانت له ركلة جزاء وثم ركلة ترجيحية للحسم لصالح ريال مدريد أمام “كولتشونيروس” في المباراتين النهائيتين حيث كان الفوز لصالح مدريد على حساب جاره اللدود (4-1 بعد تمديد الوقت موسم 2013-2014 و5-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 موسم 2015-2016).
وبالتالي، رغم الصعوبات التي يواجهها مانشستر يونايتد، قد لا يكون رونالدو القوة التي كان عليها من قبل، لكنه ما يزال الشخص الذي يخشى رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني أن يكون كابوسهم في المناسبات الكبيرة.
(أ ف ب)