شكّل الأرجنتيني ليونيل ميسي في غضون 16 موسمًا مع برشلونة الإسباني، المنافس الأشد فتكًا بريال مدريد وأكثر لاعب خطورة وطأت قدماه ملعب “سانتياغو برنابيو”، الذي سيكون على موعد جديد مع “البرغوث”، يوم غد الأربعاء، وذلك عندما يحلّ فريقه الحالي باريس سان جيرمان الفرنسي ضيفًا في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
وتشير أرقام ميسي في 22 مباراة خاضها مع برشلونة ضد ريال مدريد على ملعبه إلى فوزه في 12، مقابل ثلاثة تعادلات وسبع هزائم، وتسجيله 15 هدفًا.
وألقت وكالة الأنباء “فرانس برس” الضوء على خمس مباريات طبعت ذاكرة عشاق كرة القدم على وقع أداء ساحر للأرجنتيني في معقل العاصمة مدريد.
الكابوس
في وقت استهل ميسي مشواره بمواجهة ريال بثلاثية في “كامب نو” في 2007، عاش الأرجنتيني في أيار/مايو 2008 كابوسًا في “برنابيو”، فقبل ثلاث مراحل على إسدال الستار على منافسات “لا ليغا”، وبرغم تكريس نادي العاصمة بطلًا للدوري، أراد الملكي تأكيد تفوقه في عقر داره على منافسه الأبدي بفوزه 4-1.
بدا ميسي، الذي كان ما يزال يحمل الرقم 19 والمتمركز على الجناح الأيمن مع بويان كركيتش في المقدمة والفرنسي تييري هنري إلى اليسار، مكبلًا.
وتقدّم ريال بهدفين بعد 20 دقيقة بفضل المهاجم راؤول والهولندي آريين روبن، ليضيف هدفين في الشوط الثاني عبر الأرجنتيني غونسالو هيغواين والهولندي الآخر رود فان نيستلروي، قبل أن ينقذ هنري برشلونة بهدف شرفي.
الثأر
بعد قرابة عام على كابوس 2008، استيقظ ميسي من هذا الحلم السيئ ليوجّه صفعة تاريخية لجماهير “البيت الأبيض”. سحق النادي الكاتالوني أصحاب الأرض 6-2 في مدريد في واحدة من أسوأ الإهانات في تاريخ الكلاسيكو الحديث، والأولى في “سانتياغو برنابيو” مع المدرّب بيب غوارديولا.
زجّ مدرّب الـ “بلاوغرانا” بميسي في مركز المهاجم “الرقم 9” الزائف، ليردّ الأخير بتسجيله ثنائية. هدّد مرمى الحارس إيكر كاسياس ثلاث مرات في نصف الساعة الأوّل، قبل أن يهزّ شباكه ليعزز تقدّم فريقه 3-1 في الدقيقة 36، بعد كرة “سرقها” تشافي من قدم الفرنسي لاسانا ديارا.
كرّر “البرغوث” السيناريو ذاته في الدقيقة 75، عقب تمريرة حاسمة ثانية من تشافي. احتفل بهدفيه بالكشف عن قميص تكريماً لمرضى متلازمة إكس الهشة، وهي مرض وراثي نادر.
سقطة أوروبية
“الكلاسيكو” بنكهة أوروبية في نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا: سيطر التعادل السلبي على مباراة الذهاب في مدريد حتى الدقيقة 76 لحين خروج مارد روزاريو من قمقمه ليسجل هدفي الانتصار للكاتالونيين 2-صفر.
افتتح التسجيل بعدما قطع تمريرة زميله الهولندي إبراهيم أفيلاي من اليمين، ليضاعف النتيجة بانتزاعه الكرة من بين قدمَي زميله الآخر سيرجيو بوسكيتس، مخترقاً دفاع الـ “ميرينغي” العاجز بمجهود فردي انهاه بتسديدة بينية، وبعد التعادل 1-1 إياباً، تأهل برشلونة إلى نهائي المسابقة الأم التي فاز بها على حساب مانشستر يونايتد الانجليزي 3-1، في مباراة دوّن ميسي اسمه خلالها بتسجيله هدفاً.
الثلاثية الأولى في برنابيو
قبل تسع مراحل من نهاية الدوري، احتدم الصراع على اللقب. قبل مواجهة “الكلاسيكو” المنتظرة، كان ريال متصدراً بفارق أربع نقاط عن النادي الكاتالوني.
وخلال مباراة نارية، وقبل الاستراحة مباشرة في “برنابيو”، سجل ميسي هدف التعادل 2-2 بتمريرة حاسمة من البرازيلي نيمار، بعد الهدف الافتتاحي من أندريس إنييستا بتمريرة من الأرجنتيني نفسه، ردّ عليه مهاجم الملكي الفرنسي كريم بنزيمة بثنائية.
وبعد العودة من غرفة تبديل الملابس، منح المنافس الكبير للـ “بولغا”، البرتغالي كريستيانو رونالدو الأفضلية لريال من ركلة جزاء (55)، ليردّ ميسي بنفس اللهجة: ركلتا جزاء تسبب بهما نيمار وإنييستا ونفذهما بنجاح الرقم 10 (65 و84). حقق ميسي أوّل ثلاثية في مسيرته في “برنابيو” وساهم في فوز فريقه 4-3.
التلويح بالقميص
في كلاسيكو “الغليان” والحاسم في سباق الفوز بلقب “لا ليغا”، في المرحلة الثالثة والثلاثين، تبادل برشلونة وريال اللكمات.
وتميز ميسي للمرة الأولى بإبقاء فريقه في أجواء اللقاء، ومع اقتراب المباراة من نهايتها كان التعادل سيّد الموقف 2-2، لحين ظهور “البرغوث” الصغير في الوقت المحتسب بدل الضائع ليسجل هدفه الـ 500 بقميص “بلاوغرانا”.
احتفل الأرجنتيني بهدف الفوز بطريقة ستبقى خالدة في الأذهان، إذ تقدّم أمام منصة مدرجات ريال مدريد وخلع قميصه ليعرضه أمام الجماهير المذهولة.
وتناقلت وسائل الإعلام هذه الصورة التي اجتاحت العالم وباتت محفورة في تاريخ النادي الكاتالوني.
(أ ف ب)
آخر الأخبار: