خرج المنتخب المغربي من الجولة الأولى من منافسات المجموعات بكأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم، التي اختتمت يوم أمس الأربعاء، بعلامة مشرقة مرضية، إثر فوزه الثمين على غانا (1 – 0)، فيما تعرضت مصر لانتكاسة مبكرة، بخسارتها أمام نيجيريا بنفس النتيجة وتقديمها أداء سيئا للغاية، أما الجزائر، حاملة اللقب، فقد سجلت منسوبًا مخيبًا أمام سيراليون، بتعادلها السلبي الذي يعيق خطتها الأولية، فيما عاشت تونس لحظات غريبة للغاية، مع إطلاق حكم المباراة التي جمعتها بمالي صافرة النهاية قبل الأوان، وخسر “النسور” بهدف نظيف.
اختتمت الأربعاء الجولة الأولى من منافسات المجموعات بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها الثالثة والثلاثين المقامة في الكاميرون ببعض المفاجآت أبرزها خسارة المنتخب المصري من نيجيريا صفر-1 في المجموعة الرابعة وتعادل الجزائر حاملة اللقب سلبا أمام سيراليون بالمجموعة الخامسة.
شهدت الجولة الأولى أيضا حدثا رياضيا مؤسفا يحسب على الاتحاد القاري للعبة (كاف) وسيبقى حتما خالدا في سجلات كرة القدم العالمية، وهو إعلان الحكم الزامبي جاني سيكازوي الذي أدار المواجهة الممتعة بين تونس ومالي نهاية المباراة قبل أوانها مثيرا استغراب المتتبعين واستياء التونسيين.
وغداة انطلاق البطولة الأفريقية العريقة المؤجلة عاما كاملا بسبب جائحة كورونا، مع فوز منتخب البلد المضيف الكاميرون على بوركينا فاسو 2-1، دخل “أسود الأطلس” المغربي حلبة النزال (الاثنين) في العاصمة ياوندي بتساؤل بسيط: هل تعافى من مأساة النسخة السابقة في مصر عندما خرج من ثمن النهائي على يد بنين؟ والجواب كان مرضيا بما أن زملاء القائد والمدافع رومان سايس صمدوا في وقت الشدة أمام منافسهم الغاني وهددوا مرماه حين استطاعوا ليتألق المهاجم سفيان بوفال ويطلق عيارا ناريا داخل المنطقة في الدقيقة 84 مسجلا هدف الفوز.
زأر “الأسود” بصوت متواضع وقدموا أداء مقبولا في مستهل مشوارهم بالمنافسة رغم غيابات عديدة وبارزة وسط صفوفهم (أيوب الكعبي، يوسف النصيري، منير الحدادي، ريان مايي)، ما جعل مدربهم وحيد خاليلوزيتش يعلن عن “فخره” بالوجه المشرف الذي ظهر به الفريق.
وعبر المدرب الفرنسي-البوسني بعد المباراة عن سعادته بالفوز وأعرب عن رضاه بمردود اللاعبين وما “أظهروه من عزيمة وطموح وروح قتالية”. وهو يعلم بأن المغرب قد وضع قدما في ثمن النهائي بهذه المجموعة الثالثة التي شهدت فوز الغابون على جزر القمر بهدف من دون رد، إذ يتقاسم الفائزان صدارة الترتيب. وفي حال فوزهم الجمعة على جزر القمر، فتكون أقدامهم قد وطأت بشكل شبه مؤكد دور الـ 16.
بالمقابل، سجل منتخب “الفراعنة” انتكاسة غير متوقعة بمدينة غاروا الشمالية الغربية أمام نيجيريا وخسروا في النتيجة والأداء على حد سواء، ما أثار سخط الإعلاميين والمعلقين وقدامى اللاعبين والجمهور. وكتبت بوابة الأهرام الرياضية أن المدرب البرتغالي للفريق كارلوس كيروش “قاد (…) الفراعنة لرقم سلبي غائب منذ 20 عاما كاملة”، وهو وخسارة المنتخب مباراته الافتتاحية ببطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ “الهزيمة أمام السنغال بنتيجة 1-0” في عام 2002.
وكإجراء اضطراري، قدم مدير المنتخب واللاعب الدولي السابق وائل جمعة اعتذاره للجماهير المصرية عن الخسارة أمام نيجيريا، قائلا (نقلا عن الأهرام) أن “ما حدث في مباراة الثلاثاء درس كبير تعهد اللاعبون باستيعابه وترجمة هذا الاستيعاب في المباراتين المقبلتين اللتين ليس أمامنا فيهما سوى الحصول على نقاطهما السبت”.
خسارة مصر أمام نيجيريا
أما نجم الأهلي الأسبق عماد متعب، وهداف مصر في العشرية الأولى من الألفية الثالثة، فقد وجه انتقادات شديدة إلى كارلوس كيروش محملًا إياه مسؤولية الهزيمة. وقال متعب في تصريحاته عبر برنامج الريمونتادا على قناة المحور: “كيروش يرى كل الأمور عكس ما نراها جميعا، عكس ما يراها أي شخص طبيعي”.
من جانبه، أقر كيروش بأن أداء الفريق في الشوط الأول “كان فقيرا للغاية”، مضيفا”: “بدأنا اللعب في الشوط الثاني”، لكنه ختم بالقول “سنتأهل للدور المقبل”. ونشر المدرب البرتغالي والمساعد السابق للسير أليكس فيرغوسون بنادي مانشستر يونايتد، عبر حسابه في موقع تويتر تغريدة كتب فيها: “نشعر بالألم والحزن (…) تظهر اللحظات الصعبة أن الرجال الأقوياء حقا يقفون معا، وأكثر اتحادا وأقوى.. تُظهر اللحظات الصعبة أن فريقا واحدا متحدا ومستعدا للقتال بقوة، وأداء أفضل، والنجاح دائمًا.. أيها الرجال، فلننتقل إلى مسئوليتنا وأهدافنا الرئيسية!”.
ويبقى أمام زملاء محمد صلاح مباراتين، الأولى أمام غينيا بيساو السبت والثانية أم السودان الأربعاء المقبل.
قبل انتكاسة مصر بنحو ثلاث ساعات، حدثت أولى مفاجئات كأس الأمم الأفريقية 2022 بتعادل الجزائر حاملة اللقب سلبا أمام سيراليون في مدينة دوالا الساحلية. وعانى منتخب “ثعالب الصحراء” من الحرارة ومن رداءة أرضية ملعب جابوما، لكن المدرب جمال بلماضي رفض التذرع بهذه الظروف الاستثنائية وقال بصراحة إن الشمس المحرقة والرطوبة العالية والعشب ذي الحالة السيئة عوامل لا تفسر كل شيء.
واعترف بلماضي بأن ياسين براهيمي وبغداد بونجاح وسعيد بن رحمة، وغيرهم من اللاعبين، فشلوا كلهم في تحويل الفرص المتعددة التي خلقوها في الشوط الثاني من المباراة عندما انهار الخصم بدنيا. وشدد على أنه يتحمل مسؤولية الإخفاق، مقرا أيضا بأن الوضع بات “أصعب مما كنا نتوقع”.
بدوره، اعترف المدافع رامي بن سبعيني بضعف مردود “الخضر” في الشوط الأول عندما اقتربت سيراليون في أكثر من مناسبة من هز شباك الحارس رايس مبولحي. لكنه تعهد بأن الجزائر ستكون حاضرة في الدور المقبل، أي بثمن النهائي، علما أنها ستخوض مباراتين قويتين أمام غينيا الاستوائية مساء الأحد ثم ساحل العاج المتصدرة الخميس المقبل.
ولا شك أن أبطال نسخة 2019 بحاجة إلى رفع مستواهم وتحسين أدائهم إذا أرادوا خوض دور الـ 16. ومهمتهم لن تكون سهلة أمام غينيا الاستوائية التي صمدت أمام ساحل العاج في ثاني مباريات المجموعة الخامسة، وذلك رغم خسارتها صفر-1، مع الإشارة إلى أنهت حرمت من ركلة جزاء شرعية بعد أن لمس أحد المدافعين العاجيين الكرة بيده داخل المنطقة.
تونس، آه يا تونس! لعب “نسور قرطاج” أمام مالي فحاول التقدم نحو الهجوم ثم تراجع وأفلت من الهدف أكثر من مرة، فاستعاد توازنه وهدد مرمى المنافس… إلى أن تلقى هدفا في بداية الشوط الثاني فاستفاق وهاجم وتقدم واخترق دفاع “النسور” ليحصل على ركلة جزاء فشل قائده وصانع ألعابه وهبي الخزري في تحويلها لهدف التعادل، لكن “النسور” استمر في حملاته على مرمى الحارس بوسو مونكورو، متسلحا بعزيمة الجريح المؤمن بقدرته على تخطي الصعوبات والحواجز لكنه لم يتصور أن يتوقف كل شيء فجأة، بقرار “تاريخي” تسبب بصدمة لدى المدرب منذر الكبير ولاعبيه بقدر ما أثار ذهول الحاضرين والمشاهدين. فصار الجميع ينظر للقوت المتبقي من زمن المباراة ولم يفهم أحد لماذا أعلن الحكم الزامبي جاني سيكازوي النهاية في الدقيقة 85 قبل العدول عن قراره، ليطلق صافرة النهاية مجددا في الدقيقة 89.
ولم تُجد احتجاجات الوفد التونسي نفعا، فدخل الفريقان لغرفة الملابس قبل أن يأذن طاقم التحكيم بعدوة اللاعبين للملعب، وقد مرت عن صافرة المهزلة عشرون دقيقة: فكيف بـ “النسور” أن يعاود اللعب؟!
خسرت تونس المباراة لكنها لم تخسر الدور الثاني بعد. روغم النقائص التي ظهرت لدى بعض عناصر الفريق خلال المواجهة أمام مالي (مثل حنبعل المجبري) إلا أن حظوظها بالتأهل قائمة مئة في المئة، وما عليها سوى الفوز على موريتانيا الضعيفة الأحد المقبل قبل مباراتها الأخيرة أمام الوافدة الجديدة غامبيا الخميس. وقد فازت الأخيرة على “المرابطين” في المباراة الثانية من المجموعة السادسة.
وكانت دهشة موريتانيا كبيرة قبيل انطلاق اللقاء بسبب عزف نشيد خاطئ لمنتخبها ثلاث مرات لتكون آخر المواقف المحرجة بكأس الأمم الأفريقية 2022 التي لم تكمل بعد أسبوعها الأول.
(فرانس 24)