خيمت حالة من الحزن الممزوج بالغضب على الجمهور المصري، بعد خسارة “الفراعنة” أمام نيجيريا، في بداية مشوارهم في كأس أمم إفريقيا، ونال المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش نصيب الأسد من الانتقادات.
ووصل انتقاد المدرب البرتغالي إلى درجة التفكير في الاستغناء عن خدماته، رغم أن المنتخب المصري يخوض بطولة مهمة وينتظره تحد مهم في مارس المقبل، هو المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.
وكان كيروش قال في مؤتمره الصحفي الأخير قبل بطولة أمم إفريقيا، أن اتفاقه مع الاتحاد المصري بكرة القدم يتعلق بالصعود لكأس العالم، قائلا إنه “غير مطالب بحصد اللقب الإفريقي”.
ووقتها أضاف المدرب: “عندما تحدثت مع اتحاد الكرة ووقعت العقد لم يكن هناك مصير واضح لبطولة أمم إفريقيا، لذلك لم يكن هناك حديث عن هدفنا في البطولة. كان هدفنا وتركيزنا منكبا على التأهل لكأس العالم. من وجهة نظري التأهل لكأس العالم أهم من أمم إفريقيا بالنسبة للمنتخب وليس لديّ شك في ذلك”.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث خلالها البرتغالي المخضرم عن الهدف من وجوده على رأس الجهاز الفني للفراعنة، إذ أدلى بتصريحات مشابهة قبل بطولة كأس العرب أيضا.
ومع الأداء الباهت لمنتخب مصر أمام نيجيريا، الثلاثاء، انهال الغضب على كيروش وطال أيضا الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي وافق، من وجهة نظر المنتقدين، على شروط كيروش الذي لم يضع كأس أمم إفريقيا ضمن أولوياته.
وما زاد الأمور اشتعالًا نشر بعض التفاصيل المالية بعقد كيروش مع الاتحاد، التي تنص على أنه في حال إقالته عقب أمم إفريقيا، سيكون الاتحاد المصري مطالبًا بدفع شرط جزائي ضخم يقدر بملايين الجنيهات.
وبعيدًا عن الماديات، فإن الجانب الآخر من الاتفاق كشفته تصريحات كيروش بوضوح، وهو بقاء البرتغالي في منصبه من أجل هدف واحد فقط هو الصعود لكأس العالم، أما أي إنجاز آخر فهو غير مطالب به.
ومنذ الإعلان عن هذه التفاصيل، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعديد من التغريدات والمنشورات التي عبر خلالها الجمهور عن غضبه من هذا الاتفاق الذي وصف بـ”الغريب”، الذي لا يليق باسم منتخب عريق مثل مصر.
حلم الفراعنة
وفي هذا السياق، يقول الناقد الرياضي محمد علاء إن عقد كيروش مع الاتحاد المصري “يؤثر بالسلب على أحلام المصريين بالتتويج بلقب أمم إفريقيا للمرة الثامنة.
ويضيف علاء لموقع “سكاي نيوز عربية”: “مباراة نيجيريا أظهرت بوضوح أن هناك مسافة كبيرة بين طموحات اللاعبين من جهة، ورغبة كيروش من جهة أخرى فيما يتعلق بالبطولة الإفريقية. الأمر لا يتعلق بالرغبة أو بمجهود اللاعبين، بل برغبة البرتغالي في حصد اللقب”.
ويشير علاء إلى أن تصريحات كيروش وقراراته الفنية في المباراة توضح أنه يتعامل مع أمم إفريقيا كبطولة تجريبية، وكأنها امتداد لتجربة الفراعنة في كأس العرب.
وتابع: “الاتفاق الذي يجمع كيروش والاتحاد مصري عجيب وظالم للاعبي المنتخب المصري، خاصة أن المدرب يبالغ في استخدام اللاعبين في غير مراكزهم”، آملا في أن يعيد المدرب بإعادة النظر في المباريات القادمة من البطولة، كما يؤكد الناقد الرياضي أنه “إذا كان كيروش يريد استغلال أمم إفريقيا من أجل الاستعداد لتصفيات المونديال من دون الاهتمام بحصد اللقب، يجب أن يتم إعلان ذلك بشكل واضح للاعبين ومن قبلهم الجماهير”.
ويردف علاء: “من خلال متابعة المباراة الماضية، تدرك بسهولة أن اللاعبين غاضبون من الظهور بهذا المستوى، خاصة مع إصرار كيروش على استخدامهم في غير مراكزهم، وهذا يمهد لفشل تجربة البرتغالي مع الفراعنة، وربما لا يصعد المنتخب المصري إلى المونديال أيضا، لأن ما يحدث الآن يزيد المسافة بين كيروش واللاعبين”.
وختم: “لا يجب أن تمر الأزمة الحالية مرور الكرام حتى لو حصد المنتخب المصري اللقب، لأن عقد كيروش يوضح مدى الإهمال الذي تعاني منه المنظومة الرياضية في مصر”.
(سكاي نيوز)