الضبابية تلف المشهد الإيطالي قبل إنطلاقة الكالتشيو

ما زال انتصار إيطاليا في بطولة أوروبا 2020 لكرة القدم حاضرًا في الذاكرة، لكن الحالة المزاجية قبل انطلاق الموسم الجديد في دوري الدرجة الأولى الإيطالي متباينة بعد صيف شهد مغادرة أسماء كبيرة بدلًا من التعاقد مع لاعبين بارزين.

وتشمل قائمة اللاعبين الذين غادروا الدوري روميلو لوكاكو أفضل لاعب الموسم الماضي ومدافع العام كريستيان روميرو وجيانلويجي دوناروما أفضل لاعب في بطولة أوروبا 2020 والظهير الطائر أشرف حكيمي.

ومع ذلك، فإن التغييرات واسعة النطاق في تشكيلة المدربين توفر الكثير من الإثارة قبل موسم يصعب التكهن بنتائجه.

تم تكليف سيموني إنزاغي بمهمة قيادة حملة دفاع إنتر ميلان عن اللقب بعد فترة صعبة على النادي شهدت رحيل المدرب أنطونيو كونتي في خضم خيبة أمله من خطط خفض النفقات.

وينظر إلى مدرب لاتسيو السابق البالغ من العمر 45 عامًا باعتباره الخليفة الطبيعي لكونتي، لكن مهمته باتت أصعب بعد بيع لوكاكو وحكيمي اللذين سجلا معا 31 هدفًا وصنعا 20 في الموسم الماضي.

وأدى فقدان إنتر لثلاثة من لاعبيه الأساسيين إلى ترشيح الكثيرين ليوفنتوس لاستعادة اللقب بعد أن عاد إليه المدرب ماسيميليانو أليغري الفائز بالدوري الإيطالي ست مرات.

وقال مارتشيلو ليبي مدرب يوفنتوس السابق: “يوفنتوس مرشح دائمًا، وهذا العام بصورة أكبر. لم يحرز اللقب الموسم الماضي، ولذلك فإنه يشعر بالنهم والتصميم على استعادته”.

لكن يوفنتوس تراجع منذ رحيل أليغري في 2019، ونجح في التأهل بصعوبة إلى دوري أبطال أوروبا في الجولة الأخيرة من الموسم الماضي تحت قيادة المدرب المبتدئ أندريا بيرلو.

وقد يتحدد مصير اللقب بكيفية تحكم إنزاغي في الموقف الصعب في ناديه الجديد ومدى سهولة تأقلم أليغري مرة أخرى في يوفنتوس.

ربما يستفيد الفريقان الوحيدان ضمن السبعة الأوائل اللذان احتفظا بمدربيهما، وهما ميلان مع ستيفانو بيولي وأتلانتا مع جيان بييرو غاسبريني، من الاستقرار بعد احتلالهما المركزين الثاني والثالث على الترتيب الموسم الماضي.

وقال أريغو ساكي مدرب منتخب إيطاليا السابق: “إذا نجح ميلان في قطع خطوة للأمام من خلال استيعاب خطة لعبهم، فلن يكون هناك هدف بعيد المنال”.

وأبدل 12 ناديًا من أصل 20 في الدوري الإيطالي مدربيها قبل الموسم الجديد، ولكن يمكن القول إن التعيينات الأكثر إثارة للاهتمام كانت في العاصمة.

وانضم جوزيه مورينيو إلى روما، ليعود إلى إيطاليا بعد 11 عامًا من قيادة إنتر إلى ثلاثية لا سابق لها من الألقاب، ويتحلى المدرب البرتغالي بالتصميم على النجاح في بلد ما زال يحظى فيه بمكانة عالية.

وفي الجانب الآخر من المدينة، عين لاتسيو المدرب ماوريتسيو ساري ويعد الاختلاف في الأساليب والشخصيات بين مدربي ناديي العاصمة الإيطالية بإثارة بالغة في مباراة قمة روما.

وعاد وجه مألوف آخر، وهو لوتشيانو سباليتي، مع نابولي بينما استمر سلفه جينارو جاتوسو 22 يومًا في فيورنتينا قبل رحيله ليحل محله مدرب سبيتسيا السابق فينشنزو إيطاليانو.

ستستضيف اثنتان من أجمل بقاع إيطاليا، وهما البندقية وساحل أمالفي، مباريات الدوري الإيطالي مجددًا هذا الموسم بعد غياب طويل.

وسيظهر فينيتسيا في الدرجة الأولى لأول مرة في 20 عامًا، بينما عاد ساليرنيتانا، الذي يتخذ من ساليرنو مقرًا له، للعب مع الكبار لأول مرة منذ موسم 1998-1999. وإمبولي هو ثالث الفرق الصاعدة هذا الموسم من الدرجة الثانية.

وفي حين أن مكانة اللاعبين الذين غادروا الدوري قد تفوق أولئك القادمين، ففد تم إبرام بعض الصفقات المثيرة للاهتمام أيضًا.

وتعاقد إنتر مع دينزل دمفريس أبرز لاعبي هولندا في بطولة أوروبا 2020 والمهاجم المخضرم إيدن جيكو لتعويض رحيل حكيمي ولوكاكو، بينما يضيف صانع لعب ميلان السابق هاكان شالهان أوغلو جودة إلى وسط الملعب.

وأضاف روما إلى تشكيلته الحارس البرتغالي روي باتريشيو ومهاجم تشيلسي تامي أبراهام، بينما تم تكليف مايك مينيان بمهمة حراسة مرمى ميلان بدلًا من دوناروما كما تعاقد النادي مع أوليفييه جيرو من تشيلسي أيضًا لتدعيم هجوم المدرب بيولي.

ومع تبقي أسبوعين على انتهاء فترة الانتقالات، من المرجح إبرام المزيد من الصفقات قبل موسم من المتوقع أن يكون رائعًا.

(رويترز)