يتطلع الأهلي المصري للاحتفاظ بعرشه القاري وتنصيبه ملكًا متوجًا على كرة القدم في القارة السمراء للعام الثاني على التوالي، عندما يلتقي مع كايزر تشيفس الجنوب أفريقي غدًا السبت على ملعب (محمد الخامس) بمدينة الدار البيضاء المغربية في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أفريقيا.
وبعدما اجتاز العديد من العقبات الصعبة في مسيرته بالبطولة الحالية، أصبح الأهلي على بعد خطوة وحيدة من التتويج بلقبه العاشر بدوري الأبطال، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق فوزًا بأمجد الكؤوس الأفريقية، فيما ترغب الكرة العربية في استمرار ارتقاء ممثليها على منصة التتويج بالمسابقة للنسخة الخامسة على التوالي، والثالثة والثلاثين في تاريخ المسابقة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1964.
وفرضت الكرة العربية سيطرتها على دوري الأبطال خلال العقد الحالي، بعد فوز أنديتها باللقب في ثماني نسخ في السنوات العشرة الأخيرة، فيما كسر فريقا مازيمبي الكونغولي الديمقراطي وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي هذا الاحتكار العربي خلال تلك الحقبة بحصولهما على اللقب عامي 2015 و2016 على الترتيب.
ويطمح الأهلي، الذي يسجل ظهوره الرابع عشر في المباريات النهائية لدوري الأبطال، لممارسة هوايته في حصد الألقاب، حيث يأمل في الحصول على لقبه الخامس في غضون 9 أشهر.
وفاز الأهلي بالدوري المصري الموسم الماضي في أكتوبر الماضي، وأعقبها تتويجه بالنسخة الماضية لدوري الأبطال في الشهر التالي، وتلاها مباشرة حصوله على كأس مصر في ديسمبر الماضي، ثم نال كأس السوبر الأفريقي في مايو الماضي.
ويطمع نادي القرن في أفريقيا في الفوز بلقبه الدولي الثالث والعشرين من أجل تشديد الخناق على ريال مدريد الإسباني في صراعهما بقائمة الفرق الأكثر تتويجًا بالألقاب الدولية في العالم.
ويحتل الأهلي المركز الثاني في القائمة حاليًا بفارق 4 ألقاب خلف الفريق الملكي، الذي ظل رصيده متجمدًا عند 26 لقبا دوليًا، منذ تتويجه بكأس العالم للأندية عام 2018 بالإمارات.
وستكون الفرصة مواتية أمام (المارد الأحمر) لتقليص الفارق مع الريال، حال تتويجه بدوري الأبطال هذا العام، خاصة وأنه ربما يتوج حينها بلقب دولي آخر وهو كأس السوبر الأفريقي، الذي يواجه خلاله الرجاء البيضاوي المغربي، بطل كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية الأفريقية) هذا العام.
كما يرغب الأهلي في الفوز بلقبه القاري الرابع على حساب أندية جنوب أفريقيا، بعدما سبق له الفوز بدوري الأبطال عامي 2001 و2013 على حساب صن داونز وأورلاندو بايريتس على التوالي، بالإضافة لحصوله على كأس السوبر الأفريقي عام 2002 إثر فوزه 4 – 1 على كايزر تشيفس ذاته في اللقاء الوحيد الذي جمع بين الفريقين.
وبصفة عامة، يمتلك الأهلي الأفضلية في مواجهاته مع أندية جنوب أفريقيا، حيث لعب أمامها 25 مباراة، حقق خلالها 12 انتصارا و7 تعادلات وتكبد 6 هزائم.
ويعتبر كايزر تشيفز، المنافس الجنوب أفريقي الثاني الذي يواجه الأهلي في النسخة الحالية لدوري الأبطال، بعدما سبق للفريق الأحمر أن أطاح بصن داونز من دور الثمانية للبطولة، بعدما تغلب عليه 3 /1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
وما يعزز من حالة التفاؤل التي يشوبها الحذر لدى جماهير الأهلي، حالة النشوة التي تتملك الفريق حاليًا، حيث سجل 12 هدفا وتلقت شباكه 3 أهداف فقط في لقاءاته الأربعة الأخيرة بالدوري المصري.
وجاء فوز الفريق 4 – 1 على مضيفه مصر المقاصة في مباراته الأخيرة بالمسابقة المحلية يوم الأحد الماضي، ليمنح محبيه كثيرًا من الثقة قبل المواجهة الأفريقية المرتقبة، حيث ترغب الكرة المصرية في الحصول على لقبها السادس عشر في دوري الأبطال، وتعزيز صدارتها لقائمة الدول الأكثر حصولًا على اللقب الأفريقي.
وبصفة عامة، خاض الأهلي، الذي يلعب النهائي الرابع له خلال النسخ الخمس الأخيرة بالبطولة، 12 مباراة في مسيرته بدوري الأبطال هذا الموسم، حقق فيها 8 انتصارات و3 تعادلات ونال خسارة وحيدة، أحرز خلالها 23 هدفًا، واهتزت شباكه بستة أهداف.
ورغم الفوارق الكبيرة بين الناديين، التي تصب في صالح الأهلي، الذي توج بـ141 لقبا على مدار تاريخه الحافل الممتد لـ114 عاما، مقارنة بـ56 لقبًا لكايزر تشيفز الذي تأسس عام 1970، إلا أن طريق الفريق المصري نحو كأس البطولة لن يكون مفروشًا بالورود أمام نظيره الجنوب أفريقي، الذي يشارك في النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
ويحلم كايزر، الحصان الأسود للبطولة، بتحقيق المفاجأة وأن يصبح الفريق الثالث من جنوب أفريقيا الذي يدون إسمه في سجلات الفائزين بدوري الأبطال بعد فريقي أورلاندو بايريتس وصن داونز، اللذين فازا باللقب عامي 1995 و2016 على الترتيب.
ويرغب كايزر في الفوز بلقبه الثاني في مسيرته بالبطولات الأفريقية، بعدما أحرز لقب كأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس – قبل إلغائها – عام 2001.
ولن يكون ملعب محمد الخامس غريبًا على الفريق الملقب بـ(الملوك)، بعدما كان شاهدًا على فوزه 1 / 0 على مضيفه الوداد البيضاوي المغربي في ذهاب الدور قبل النهائي للبطولة هذا العام، وهو ما يمنح لاعبيه كثيرًا من الثقة.
ويسعى كايزر لإنهاء حالة الخصام مع منصات التتويج التي استمرت ستة مواسم، بعدما فشل في الحصول على أي لقب محلي أو قاري منذ فوزه بالدوري الجنوب أفريقي موسم 2014 – 2015.
وبالرغم من نتائجه الباهتة بالدوري المحلي في الموسم المنصرم، وحصوله على المركز الثامن في ترتيب البطولة، إلا أن كايزر ظهر بشكل مغاير تماما في دوري الأبطال، بعدما شق طريقه بنجاح إلى نهائي البطولة في مفاجأة لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تفاؤلا قبل بداية المسابقة.
وخلال مشواره في البطولة، الذي بدأ من الدور التمهيدي، لعب كايزر 14 مباراة، حقق فيها 6 انتصارات و6 تعادلات وتلقى خسارتين، وبينما يبدو دفاعه جيدًا إلى حد ما بعدما تلقى 9 أهداف، إلا أنه يعاني بعض الشيء من إيجاد الحلول للتهديف، حيث اكتفى بإحراز 12 هدفًا فقط خلال مشواره بالبطولة.
وعلى عكس الأهلي، يعاني كايزر من عدم خوض أي مواجهة رسمية منذ تعادله بدون أهداف مع ضيفه الوداد بإياب قبل النهائي في 26 يونيو الماضي، وذلك بعد انتهاء الموسم الكروي بجنوب أفريقيا في مطلع الشهر الماضي، وهو ما يشكل عقبة أمام جاهزية الفريق البدنية واستعداده للمباراة، التي ربما تمتد لشوطين إضافيين حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل.
ولا يمتلك كايزر سجلًا جيدًا أمام الأندية المصرية، حيث التقى معها في 5 مواجهات، حقق خلالها فوزًا وحيدًا غير مؤثر 2 – 1 على الزمالك في ذهاب دور الـ16 لنسخة البطولة عام 1993، قبل أن يخسر 0 – 1 من الفريق الأبيض إيابًا بالقاهرة، ثم تعادل بدون أهداف بجنوب أفريقيا و1 / 1 بمصر مع الإسماعيلي في دور الثمانية لكأس الكؤوس عام 2001، قبل أن يخسر من الأهلي في لقائهما بكأس السوبر، الذي شهد تسجيل حارس المرمى المصري المعتزل عصام الحضري هدفًا تاريخيًا في مرمى الفريق الجنوب أفريقي.
وبينما يتطلع الأهلي لمعانقة المجد والمشاركة للمرة السابعة في تاريخه والثانية على التوالي في مونديال الأندية باليابان في ديسمبر القادم، يحلم كايزر بالتواجد في هذا المحفل العالمي لأول مرة.
وكان الأهلي قد حصل على الميدالية البرونزية في النسخة الماضية لمونديال الأندية بقطر في فبراير الماضي، وذلك للمرة الثانية في تاريخه، في حين يطمح كايزر للمشاركة في البطولة من أجل محو الصورة غير الجيدة التي بدا عليها صن داونز، الفريق الوحيد الذي مثل جنوب أفريقيا في العرس الكبير، حيث حصل على المركز قبل الأخير بالبطولة قبل 5 أعوام.
(د ب أ)