تعيش جماهير فريق تشيلسي حالة عدم يقين حول الطريق الحقيقي الذي يسلكه البلوز في الموسم الجاري، عقب إقالة أسطورة النادي فرانك لامبارد وحلول توماس توخيل بديلًا له في مقعد المدرب، وسط تساؤلات كثيرة، أبرزها تدور حول سبب تجاهل حكيم زياش، وليس آخرها حول تقديم تيمو فيرنر المستوى المنتظر منه.
المدرب الألماني توماس توخيل يمتلك في جعبته خبرات تدريبيةً لا يستهان بها، بعد قيادته ناديه السابق، باريس سان جيرمان لبلوغ المباراة النهائية من بطولة دوري أبطال أوروبا، وقبلها المستويات الكبيرة التي قدمها رفقة بروسيا دورتموند الألماني في البوندسليغا، لكن التدريب في البريميرليغ أمر آخر.
الضغوط الواقعة على كاهل توخيل أكبر بكثير مما عهده سابقًا، بعد توليه منصب تدريب البلوز خلفًا للنجم السابق المحبوب من قبل الجماهير فرانك لامبارد، وتسلمه لفريق أنفق خلال الصيف مبالغ طائلة على التعاقدات الجديدة.
تجاهل زياش
يبدو أن النجم المغربي حكيم زياش وكأنه الحلقة الأضعف بين التعاقدات الصيفية لفريق تشيلسي، وذلك مرده للمبلغ المنخفض نسبيًا الذي دفعته إدارة البلوز لاستقطابه من أياكس أمستردام، الشتاء الفائت، مقارنةً بالمبالغ التي دفعت من أجل التعاقد مع تيمو فيرنر وكاي هافرتز على سبيل المثال.
وكان توخيل قد أكد مرارًا وتكرارًا أن مهمته الحالية هي تحقيق الفوز بغض النظر عن الأسماء التي سيعتمد عليها، واستبعد عن نفسه وقوعه تحت أي نوع من أنواع الضغوط حول حجم الصفقات الأخيرة للبلوز.
تدافع بعض الأقلام الصحفية والألسن الجماهيرية عن قرارات المدرب الألماني، أوضحها ما يخص تجاهله لزياش في لقاءات البريميرليغ، مؤكدين أن توخيل يرى في التدريبات ما لا يراه الآخرون، وأن الأسماء المتمثلة في تيمو فيرنر وميسون ماونت وتامي أبراهام وغيرهم، أكثر جاهزية من النجم المغربي، على الأقل في الآونة الأخيرة وحتى إشعار آخر.
على الطرف المقابل، يرى عشاق النجم المغربي أن ما يتعرض له زياش ظلم كبير وسلب بيّن لحقوقه في إظهار قدراته المعروفة عنه عندما كان يدافع عن ألوان النادي الهولندي، وتألقه خلال بطولة كبرى بحجم دوري أبطال أوروبا في الموسمين السابقين، واتهم البعض المدرب الألماني بتفضيله لأبناء جلدته “الألمان”، واللاعبين المحليين “الإنجليز”.
لا يمكننا الفصل بأي حال من الأحوال في مسألة التجاهل المتعمد من عدمه للنجم المغربي، ودفعه دفعًا نحو المغادرة الصيف المقبل، حتى انتهاء الموسم الجاري، لكن المؤشرات تؤكد بنسب كبيرة أن السيناريو الأقرب للحدوث، هو موسم للنسيان بالنسبة للنجم المغربي، والعودة والبناء من جديد في مسيرته، ربما رفقة نادٍ آخر.
تيمو فيرنر
انضم النجم الألماني الشاب لصفوف تشيلسي وسط سقف توقعات مرتفع جدًا، ووضعه البعض في مقارنة رفقة عمالقة البريمرليغ، من أمثال محمد صلاح وبرونو فيرنانديز، حتى قبل أن يلمس الكرة في “ستامفورد بريدج”، لكن بداية فيرنر الباهتة، ومردوده المنخفض خلال النصف الأول من الموسم، أعادت الاتزان لأصحاب التوقعات السابقة.
اللاعب الألماني بدا هو الآخر مقتنعًا أن البداية لن تكون صاروخية على غرار بداية صلاح رفقة ليفربول، على سبيل المثال، وهو الأمر الذي استفاد منه مع قدوم توخيل، وتوليه أدوار جديدة داخل الملعب، تمثلت في صناعة اللعب، والإجادة على الأطراف.
بالأرقام، لم يتحسن أداء فيرنر كثيرًا عن الأداءات التي قدمها رفقة المدرب السابق فرانك لامبارد، لكن انخفاض سقف التوقعات العالي من قبل الجماهير والنقاد، جعل الأمر يبدو وكما أن اللاعب الألماني يعود لمستوياته المذهلة التي قدمها في بطولة الدوري الألماني رفقة لايبزيغ.