راقب ليونيل ميسي في يأس فريقه برشلونة وهو محطم أمام بايرن ميونخ خلال هزيمته المدوية (8-2) لكن يجب على المهاجم الأرجنتيني أن يسأل نفسه إن كان سيتوج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مجددًا مع هذا النادي.
وعاش ميسي بعض الانتكاسات في بطولة الصفوة الأوروبية منذ رفع الكأس لآخر مرة في 2015 لكن لا يمكن مقارنة الهزيمتين الكارثيتين أمام روما وليفربول في العامين الماضيين بالخسارة المدمرة في قبل النهائي أمام بايرن يوم الجمعة، إذ على الأقل يمكن لبرشلونة تعزية نفسه بالخروج بفارق هدف واحد في المرتين السابقتين وبالفوز في لقاء الذهاب.
لكن في لشبونة تعرض الفريق للإذلال بنفس مستوى خسارة البرازيل (7-1) من ألمانيا في كأس العالم 2014 أو هزيمته القاسية (4-0) من ميلان في نهائي دوري الأبطال 1994 والتي كانت بداية النهاية لحقبة مدربه يوهان كرويف.
وتشير هزيمة الجمعة إلى نهاية عصر الفريق الذي هيمن على كرة القدم في الفترة بين 2009 و2015 وسيطر داخل إسبانيا، إذ نال ثمانية ألقاب في آخر 11 موسما للدوري قبل الخسارة أمام ريال مدريد هذا العام.
ولعب ميسي (33 عامًا) دور القائد الملهم للفريق الكتالوني في هذه الفترة لكن الاخفاقات المتتالية في أوروبا جعلت السيناريو المستحيل سابقًا برحيله عن برشلونة، حيث قضى معظم حياته، قابلا للتصديق الآن.
وفاز ميسي باللقب الأوروبي أربع مرات ولم يتجاوز هذا الرقم في العصر الحديث سوى كريستيانو رونالدو لكن رقم ميسي يبدو صغيرًا الآن منذ آخر تتويج لبرشلونة.
وخرج برشلونة على يد أتليتيكو مدريد في 2016 ثم أمام يوفنتوس في 2017 وتجرع مرارة الهزيمة الثقيلة في الإياب أمام روما في 2018 وليفربول في العام الماضي، قبل السقوط الكارثي في لشبونة.
وسيثير الخروج المذل أسئلة بشأن مستقبل ميسي خاصة أن عقده ينتهي العام المقبل وبعدها يمكنه الانتقال لمنافس أوروبي مجانًا، إذ سيبلغ النجم الأرجنتيني 34 عامًا في العام المقبل وإذا لم يجر برشلونة التغييرات الجذرية التي طالب بها جيرارد بيكيه بعد مباراة بايرن سيكون من الصعب أن يجتمع شمل ميسي بالكأس التي وصفها بأنها “جميلة ويشتاق لها كثيرا”.
ولم يخف ميسي مخاوفه من وضع الفريق مؤخرًا ووجه انتقادات لاذعة في مقابلة عقب خسارة لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لصالح ريال مدريد الشهر الماضي.
ولا ترتبط سعادة المهاجم بما يحدث داخل الملعب فقط بل ظهر محبطًا بشكل متزايد من النادي في العام الماضي وهاجم المدير الرياضي إيريك أبيدال في يناير كما انتقد تعامل النادي مع مسألة خفض الرواتب بعد أزمة كورونا.
(رويترز)