قبل أسابيع قليلة أصبح الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) بمثابة نموذج يحتذى به حيث كان أول بطولة من بطولات الدوري الكبيرة تستأنف نشاطها بعد توقف فعاليات الموسم لعدة أسابيع بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد.
والآن، انتهى موسم الـ”بوندسليغا” بنجاح، وتوج بايرن ميونخ باللقب مطلع الأسبوع الحالي لكن العمل لم ينته، فما زالت هناك تغييرات محتملة في كرة القدم بألمانيا كما تبرز قضية عودة المشجعين للمدرجات بين الموضوعات التي يتعين مناقشتها هذا الصيف.
وانتهى موسم الـ”بوندسليغا” بإقامة مباريات المراحل الأخيرة من المسابقة بدون جماهير، بسبب الإجراءات الوقائية والاحترازية لمكافحة انتشار فيروس “كورونا”، ويبدو الأمل ضعيفًا في عودة الجماهير للمدرجات بأعداد كبيرة في بداية الموسم المقبل.
وقال كريستيان سيفيرت، رئيس رابطة الدوري الألماني، على هامش المرحلة الأخيرة من المسابقة، يوم السبت الماضي: “سيكون الوضع مماثلًا في بداية الموسم المقبل”.
وأضاف أن الموسم التالي “2022 / 2021” الذي قد يصبح عاديًا بشكل مثالي، مثل المواسم السابقة الطبيعية، موضحًا: “هذا الصيف سيكون تحديًا كبيرًا للأندية في أوروبا”.
وأدى وباء كورونا إلى حالة جمود لكرة القدم في معظم أنحاء العالم منذ منتصف آذار/مارس الماضي حتى عادت الحياة تدريجيًا إلى ملاعب الساحرة المستديرة بداية من النصف الثاني في أيار/مايو الماضي.
وكان الـ”بوندسليغا” أول بطولة كبيرة تستأنف نشاطها حيث استكملت المراحل التسعة التي كانت متبقية لها، فيما سيسدل الستار على الموسم المحلي بألمانيا، يوم السبت المقبل، من خلال المباراة النهائية لكأس ألمانيا بين بايرن ميونخ وباير ليفركوزن.
ونال نظام وقاية الصحة والسلامة، الذي وضعته رابطة الدوري الألماني مع الاتحاد الألماني للعبة، قدرًا كبيرًا من الإشادة في ألمانيا وخارجها، لتصبح بطولة الـ”بوندسليغا” نموذجًا يحتذى لباقي بطولات الدوري التي استأنفت نشاطها بعد ذلك بأسابيع.
وقال هانزي فليك، المدير الفني لبايرن ميونخ: “الجميع لديهم مسؤولية كبيرة، وكان الأداء رائعًا”، مشيرًا إلى أن ما حدث أمر يثير الفخر لأن بطولة الـ”بوندسليغا” قادت حركة عودة النشاط على الساحة الدولية.
وكانت التقارير التي تفيد بأن 13 ناديًا من الدرجتين الأولى والثانية بالدوري الألماني ستواجه الإفلاس إذا لم يتم استئناف اللعب، وحصولها على الدفعة الأخيرة من عائدات البث التلفزيوني التلفزيون، أثارت جدلًا حول حالة كرة القدم.
وأدت حالات إصابة بفيروس “كورونا” في بعض الأندية، وافتقاد التباعد الاجتماعي، على سبيل المثال، الحالة التي تم الكشف عنها في مقطع فيديو لمهاجم هيرتا برلين سالومون كالو، الذي تم إيقافه سريعًا، إلى زيادة المشاعر السلبية في العديد من قطاعات المجتمع حول سبب تلقي كرة القدم معاملة خاصة وسط الأزمة.
ولكن السلطات أعطت الضوء الأخضر لاستئناف فعاليات البطولة. وبالتزامن مع ختام موسم الـ”بوندسليغا”، نجحت رابطة الدوري الألماني في تقليص حجم الضرر الواقع على البطولة من أزمة كورونا حيث حصلت على عقد للبث التلفزيوني لفعاليات المسابقة بمقابل مالي بلغ 4ر4 مليون يورو (9ر4 مليون دولار) لمدة أربع سنوات وهو ما يقل 240 مليون يورو عن العقد السابق.
وفيما تنتظر خمسة أندية ألمانية استكمال مشاركتها في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي خلال آب/أغسطس المقبل، ستستخدم رابطة الدوري الألماني العطلة الصيفية المقررة حتى منتصف أيلول/سبتمبر المقبل تقريبًاـ لاستكشاف إمكانية السماح للمشجعين بالعودة تدريجيًا إلى الملاعب.
وعارض العديد من المشجعين استئناف فعاليات الـ”بوندسليغا”، حيث قالوا إن هذا كان لأغراض تجارية بحتة.
وشكل المشجعون منظمةً شاملةً تحت عنوان “كرة القدم الخاصة بنا”، داعين الاتحاد الألماني لكرة القدم والأندية إلى التغيير الفوري في الصيف، مثل التوزيع المختلف لعائدات البث التلفزيوني وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف محليًا.
وأبدت الرابطة استعدادًا للحوار، كما اعترف سيفيرت بأن اللعبة لا يمكن أن تظل كما كانت قبل أزمة وباء “كورونا”، ومن المنتظر تشكيل قوة عمل في أيلول/سبتمبر المقبل لبحث هذه الأمور.
واعترف هيربرت هاينر، رئيس نادي بايرن ميونخ، أيضًا بأن بعض الانتقادات لعملية استئناف الـ”بوندسليغا” كانت مفهومة ومنطقية ولكن الرابطة والأندية قدموا عملًا جيدًا بشكل عام.
(د ب أ)