تقرير: رحلة تألق محمد صلاح في الملاعب الأوروبية

بالفعل فاز النجم المصري محمد صلاح بدوري أبطال أوروبا كما قاد منتخب بلاده للصعود لنهائيات كأس العالم وبالتأكيد فإن التتويج الوشيك بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريقه ليفربول سيرسخ مكانته وتاريخه المتميز على مستوى اللعبة الشعبية في الثامنة والعشرين من العمر.

وصلاح المولود في 15 يونيو/ حزيران 1992 هو أيضًا هداف ليفربول هذا الموسم برصيد 16 هدفًا، بينما يقترب الفريق من الفوز بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى في 30 عامًا.

ويسعى النجم المصري دومًا لتقديم أداء أفضل في هذا الجانب بصفته الأهم بالنسبة للمهاجم.

وفي أخر مباراة خاضها في الدوري وكانت في مواجهة بورنموث في آذار/ مارس الماضي سجل صلاح هدفًا في الدقيقة 70 في مباراته رقم 100 في الدوري ما يعكس تحسنًا على مستوى التركيز والتوجه.

وقال في تصريحات نقلها عنه موقع ليفربول: “بدأت في العمل بصورة أكبر على الجانب الذهني.”

وأضاف: “وتدربت أيضًا على التسديد وإنهاء الهجمات طوال الوقت وليس مجرد التسديد وإنهاء الهجمات بل أنني لعبت أيضًا في مراكز مختلفة خلال المباراة الواحدة.. طرأ تحسن على الكثير من جوانب أدائي نتيجة التدريبات الكثيرة على ذلك.”

قدرات خلاقة

وكشف صلاح دومًا عن مهارات وقدرات خلاقة قبل انتقاله إلى ليفربول في منتصف 2017 لكن لا شك في أن أداءه تطور كثيرًا جدًا وأصبح أكثر فاعلية منذ انضمامه للنادي الإنجليزي قادمًا من روما الإيطالي.

وستتأكد ثمرة كل هذه الجهود في وقت لاحق من الشهر الجاري عند استئناف مباريات الدوري الممتاز بعد توقفها بسبب الأزمة الصحية العالمية لفيروس كورونا سريع الانتشار في آذار/ مارس الماضي في ظل إمكانية تتويج ليفربول باللقب المحلي في 21 حزيران/ يونيو عندما يواجه جاره إيفرتون.

وسيكون هذا بمثابة إنجاز هائل في مسيرة صلاح التي بدأت في بيئة متواضعة في قرية تبعد نحو 130 كيلومترًا عن العاصمة المصرية.

موهبة مبكرة

وبسبب موهبته التي ظهرت مبكرًا حصل صلاح على فرصة للتدرب مع المقاولون العرب وكان هذا يتطلب رحلة سفر برية مرهقة إلى القاهرة لكنه سرعان ما حصل على مكان في أكاديمية النادي بعد ذلك.

وجاء ظهوره الأول قبل أسابيع قليلة من إتمام عامه 18 وحصل على فرصة كبيرة عندما لعب مباراة ودية في مواجهة بازل السويسري الذي تعاقد معه لمدة أربعة أعوام بعد أن أعجب بسرعته وانطلاقاته الخاطفة وتسديداته القوية بالقدم اليسرى.

وشارك صلاح في الدوري الأوروبي ودوري الأبطال مع النادي السويسري ثم انتقل إلى تشيلسي بعد أن هز شباك النادي اللندني ثلاث مرات.

استمرار التطور

في تشيلسي وتحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لم يستمر تطور وتحسن مستوى صلاح بالصورة المتوقعة لكن انتقاله للعب في صفوف فيورنتينا ثم روما أشعل تألقه من جديد وهو ما دفع ليفربول للتعاقد معه مقابل مبلغ قياسي على مستوى النادي في 2017 هو 37 مليون جنيه إسترليني (46.54 مليون دولار).

وفي موسمه الأول في ليفربول أحرز صلاح 32 هدفًا في الدوري وهو رقم قياسي بالنظر إلى عدد المباريات في الموسم وهو 38.

كما أنه أحرز هدفا قاتلًا في الدقائق الأخيرة من ركلة جزاء ضمنت به مصر تأهلها لكأس العالم 2018 في روسيا لتعود للبطولة العالمية للمرة الأولى بعد غياب استمر 28 عامًا ليصبح بذلك نجم بلاده الأول.

وبسبب إصابة في الكتف تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا في 2018 لم يقدم صلاح الأداء المتوقع منه في كأس العالم.

لكن صلاح عوض ذلك في العام الماضي عندما أحرز هدف السبق المبكر لفريقه في شباك توتنهام هوتسبير في نهائي دوري أبطال أوروبا ليفوز ليفربول بلقب البطولة الأوروبية الأولى للأندية.

والآن ومع اقتراب عودة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز يقترب اللاعب المصري الشهير من التتويج بلقب مميز من شأنه نقله إلى مستوى أرفع وخاصة أنه سيكون أول مصري يرفع درع الدوري الممتاز في إنجلترا.

(رويترز)