المسيرة المبهرة لنجمي العرب محرز وصلاح.. بعض التراجع وآمال بالعودة

لا يختلف اثنان على تمييز تجربة نجمي الكرة العربية، الجزائري رياض محرز، والمصري محمد صلاح، في الملاعب الأوروبية، والتي تعد الأبرز على المستوى العربي عبر تاريخ كرة القدم، بعد المكانة العالية التي وصل لها اللاعبان، والانجازات الفردية التي حققاها على مدى أربعة مواسم أو يزيد.

وبرغم أننا شهدنا عددًا من اللاعبين العرب الذين تألقوا في ملاعب أوروبا سابقًا، على غرار نجم الجزائر السابق رابح ماجر، واللاعب التونسي السابق حاتم طرابلسي، والمصري محمد حسام ميدو، وغيرهم، لكن أيًا من هؤلاء لم يصل لمستوى النجومية التي وصل لها كل من محرز وصلاح، حتى باتا يصنفان من بين الأبرز عالميًا في وقتنا الحاضر، والأبرز في التاريخ الكروي العربي.

وبعيدًا عن المقارنات بين النجمين، وأيهما الأفضل أو الأكثر نجومية والأكبر جماهيرية، فمن الملاحظ أن كلاهما يشتركان في أمر لا تخطؤه العين، وهو الوصول لقمة المجد في كرة القدم خلال موسم واحد، ثم التراجع، ولو قليلًا، فهل يمتلك النجمان الأكثر والأميز ليقدماه في الملاعب؟.

رياض محرز

بلغ النجم الجزائري رياض محرز قمة كرة القدم، وصعد نحو الدرجة العليا من النجومية العالمية، في موسم تتويج فريقه السابق، ليستر سيتي، ببطولة الدوري الإنجليزي، موسم 2016/2015، حصد خلاله إشادات الجماهير ومحللي كرة القدم، بعد تقديمه الأداء الأبرز في فريقه، وفوزه خلال الموسم بجائزة أفضل لاعب في الـ”بريمرليغ” وأصبح حديث الملايين حول العالم ضمن القصة الأجمل في تاريخ الكرة.

ولا يمكن وصف ما حدث بعد ذلك بأنه تراجع في مستوى اللاعب الجزائري، فكان من المنطقي أن لا يتكرر الإنجاز الذي حققه محرز وليستر سيتي، لكن التراجع جاء عبر بعض من القرارات التي اتخذها النجم الجزائري، وأبرزها البقاء في صفوف ليستر لموسم إضافي، وهو ما كلفه البقاء في قمة المستوى الكروي في إنجلترا.

وجاءت خطوة محرز المتأخرة بعض الشيء، بالانتقال لصفوف أحد كبار الدوري الإنجليزي، وذلك بالتوقيع مع مانشستر سيتي، والبدء من نقطة الصفر في فريق يعج بالنجوم، وتحت قيادة مدرب صعب المراس، مما أكمل على التقهقر الذي شهدته مسيرة النجم الجزائري، وجعلت من حجزه مكانًا أساسيًا في صفوف ناديه الجديد، أقصى أمانيه.

رياض محرز يبلغ من العمر 28 عامًا، وتعد مسألة تكرار موسمه الخارق للعادة، والذي قضاه رفقة ليستر سيتي، أمرًا مستبعد، مع الأخذ بعين الاعتبار تزايد صعوبة البطولة الإنجليزية، والمنافسة المحتدمة داخل تشكيلة بيب غوارديولا، فهل نشهد طفرة جديدة في مستوى النجم الجزائري، ليصنف كأبرز ما أنجبته الكرة العربية؟ ربما!.

محمد صلاح

حتى جماهير النجم المصري، تعترف بأن موسم صلاح الأول في صفوف ليفربول، لم يتكرر حتى الآن، فما وصل إليه صلاح من نجومية عالمية حاليًا، مرده لما قدمه في ذلك الموسم، بعد أن خرج على كافة التوقعات، وحتى المتفائلة منها، فقد كسر جناح ليفربول عددًا من أرقام الدوري الإنجليزي، بتسجيله 32 في موسم واحد.

ورغم عدم تحقيق صلاح لبطولة خلال موسمه الأول في صفوف الريدز، لكن الأداء الفردي الذي قدمه، ومساعدة فريقه لبلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، والقيمة التسويقية الهائلة التي بات يتمتع بها، جعلت من موسمه أكثر من ممتاز، حتى باتت التجربة تنافس تجربة رياض محرز مع ليستر.

بالأرقام، شهدت مسيرة صلاح في صفوف ليفربول تراجعًا ملحوظًا، حتى مع تحقيقه الحذاء الذهبي الخاص بالـ”بريمرليغ” مرة أخرى، بتسجيله 22 هدفًا، وتحقيقه لبطولة دوري أبطال أوروبا، واقترابه من تحقيق لقب الدوري هذا الموسم، لكن النجم المصري بعد أن كان في أولى مواسمه، نجم الفريق الأول، بات علينا الإعتراف بأن ساديو ماني، وفيرجيل فان دايك، أصبحا يقاسمانه درجة الأهمية داخل تشكيلة المدرب الألماني يورغن كلوب.

صلاح يمتلك الفرصة لتكرار الإنجازات التي حققها في موسمه الخارق، مع ضمانه لمكانة رفيعة في صفوف فريقه، وتمتعه بدعم قل نظيره من قبل جماهير الفريق الإنجليزي، والتي تتغنى باسمه في كل مناسبة، وتواجده في قائمة أبرز صفقات الريدز عبر التاريخ، فهل يفعلها ويكرر ما قدمه في موسمه الأول رفقة ليفربول؟.