تتمتع مباريات “ديربي الرور” بين بوروسيا دورتموند وشالكه بتاريخ كبير حافل بالدراما، والعواطف والنتائج الاستثنائية، لكن اللقاء الـ156 بينهما المقرر إقامته غدًا السبت، سيكون بمثابة تجربة جديدة كليًا.
ويتصدر اللقاء التاريخي مشهد عودة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، مما يضيف المزيد من الإثارة والترقب للمباراة التي ستحظى بمتابعة الملايين حول العالم.
بسبب وباء كورونا، ستغيب الجماهير عن ملعب دورتموند الذي يتسع لـ80 ألف متفرج، ويجب على اللاعبين الآن إيجاد طريقة تحفزهم بدلا من تشجيع الجماهير.
مباراة غير عادية
وقال سيبستيان كيل، قائد بروسيا دورتموند السابق وأحد المسؤولين بالنادي حاليًا، لصحيفة “دي فيلت”: “بكل تأكيد ستكون أكثر مباراة ديربي غير عادية في التاريخ”.
وأضاف: “هذه المباراة متعلقة بالجمهور، عواطفهم، الحماس في الملعب”.
وتابع: “بالتأكد لن نختبر مثل هذا. سيفتقد اللاعبون للغاية الأجواء والحافز الإضافي الذي يأتي من المشجعين”.
وتابع: “ندرك للغاية أن تحقيق شيء من هذا الديربي قد يعني الكثير لجماهيرنا، رغم الأوقات الصعبة التي يعيشها الجميع حاليا”.
العودة للجذور
وقال المهاجم جوليان براندت لشبكة “سكاي” التليفزيونية: “يبدو الأمر أشبه بالعودة للأساسيات، الطريقة التي كانت عليها كرة القدم عندما بدأنا كأطفال. الأمر أشبه بالعودة للجذور”.
وقال دانيل كاليجيوري أن شالكه أيضًا سوف يفتقد الأجواء، بما في ذلك مجموعة المشجعين الصغيرة.
وأضاف: “بالتأكيد ستكون مباراة من نوع مختلف- دائمًا ما تنفد تذاكر مباريات الديربي وتكون هناك أجواء رائعة. بكل وضوح هذا عار، ولكن لا يوجد بديل. نريد أن نحفز أنفسنا أكثر دون وجود جماهير”.
وأكمل: “رأينا بعض الرسائل من الجماهير عبر إنستغرام، وهم متحمسون لمباراة الديربي، حتى لو أنهم لن يتمكنوا من التواجد في الملعب”.
ووصف مباراة الديربي بأنها: “أكبر مباراة في الموسم” قال ديفيد فاجنر مدرب شالكه: “إنها مباراة ديربي، دون جماهير أم لا. تريد أن تفوز بشدة بهذا اللقاء”.
على المحك
وفاز شالكه في آخر مباراة في دورتموند (4-2) وقبل موسم استطاع الفريق أن يقلب تأخره بأربعة أهداف نظيفة إلى تعادل (4-4).
وكانت آخر مباراة فاز فيها دورتموند على أرضه في 2015 عندما فاز (3-2) وسيكون هناك الكثير على المحك في البداية، حيث يحتل دورتموند المركز الثاني، بفارق 4 نقاط خلف بايرن ميونخ.
ويحل الفريق البافاري ضيفًا على دورتموند، يوم 26 أو 27 مايو/ أيار، فيما يحتل شالكه المركز السادس ويقاتل من أجل احتلال مركز يؤهل للعب في البطولات الأوروبية الموسم المقبل.
وبدأ شالكه الموسم بشكل واعد مع مدربه الجديد ديفيد فاغنر، ولكنه حقق فوزًا واحدًا فقط في المباريات الثمانية التي خاضها بعد انتهاء العطلة الشتوية، قبل أن يتوقف الدوري، منتصف آذار/ مارس بسبب الوباء.
على العكس، تلقى لوسين فافر، مدرب دورتموند، خسارة وحيدة وحقق 7 انتصارات، بشكل جزئي يعود الفضل للمشاركة الأولى للمهاجم الشاب إيرلينغ هالاند الذي سجل 9 أهداف منذ انتقاله لدورتموند قادمًا من سالزبورغ النمساوي في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وسيفتقد دورتموند لجهود ماركو ريوس، قائد الفريق، المصاب، ولا يتوقع أيضًا أن يشارك الثنائي أكسيل فيتسل وإمري تشان.
المربع الأول
في الوقت نفسه، حذر براندت من أن الأداء الذي ظهر به الفريق في الفترة الماضية ليس مهمًا مع استئناف الـ 9 جولات المتبقية حتى 27 حزيران/ يونيو المقبل.
وقال: “ستعود الكثير من الأشياء إلى المربع الأول غدًا السبت”.
وأضاف: “لن يكون هناك مباريات على أرض الفريق وخارجه بالمعنى السابق، ولا أفضلية لأحد، سيتعلق الأمر كله بمن يستطيع التعامل مع الموقف بأفضل طريقة”.
وقال مايكل زورك المدير الرياضي لدورتموند: “هذه ليست اللحظة المناسبة للتحدث عن البطولة، الظروف جديدة ومبدئيًا نريد الفوز بمباراة السبت”.
وسيكون كاليغيوري، الذي سجل 4 أهداف لشالكه في مباريات الديربي أمام دورتموند، من بين اللاعبين المهمين مثل سوات يردار وعمر ماسكيريلي وساليف ساني اللذين باتا جاهزين للمباراة بعد التعافي من الإصابة.
وفي حين أن القضاء على طموح دورتموند في التتويج باللقب سيسعد جماهير شالكه، قال كاليغيوري إن الفريق لا يفكر في هذا الاتجاه.
وقال: “نريد الفوز لأنفسنا، لا لنفسد شيئًا على المنافس. نريد أن ندافع عن مركزنا في جدول الترتيب”.
(د ب أ)