في مواجهة خسارة الملايين من اليورو لأندية الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) بسبب توقف المسابقة حالياً أبدى كثير من اللاعبين الناشطين في البطولة موافقتهم على تخفيض رواتبهم.
في بعض الحالات، تقدم اللاعبون بطلبات جماعية لتخفيض أجورهم، خاصةً مع بدء تحول فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) إلى أزمة وجودية لكرة القدم الاحترافية.
وأوصى مجلس إدارة رابطة الدوري الألماني مؤخراً بتمديد تعليق البطولة بسبب فيروس كورونا حتى 30 نيسان/أبريل المقبل على أقل تقدير.
وجاء ناديا بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند على رأس أندية “بوندسليغا” التي ستخفض رواتب لاعبيها.
وذكرت مصادر من بايرن ميونخ، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالـ”بوندسليغا” (28 لقباً) ، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الإدارة واللاعبين اتفقوا على تقليص الرواتب بنسبة 20%، بعد مفاوضات بين مسؤولي النادي ومجلس لاعبي الفريق، الذي يضم مانويل نيوير قائد الفريق وتوماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وديفيد ألابا وجوشوا كيميتش وتياغو ألكانتارا.
ويأتي هذا الإجراء كعمل تضامني لمساعدة الموظفين في النادي في هذا الوقت العصيب، خاصةً مع تخفيض رواتب مجلس الإدارة والمجلس الإشرافي لبايرن أيضاً.
وأعلن بوروسيا دورتموند أيضا توصله لاتفاق مع اللاعبين بشأن تقليص الأجور، وذكر النادي أن المبالغ التي سيتم توفيرها عقب تقليص الرواتب “ستساهم في حماية النادي الذي يعد أحد أكبر جهات العمل في مدينة دورتموند خلال أزمة كورونا”.
وقال هانز يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند، إن استعداد اللاعبين للتنازل عن “جزء كبير من أجورهم” هو علامة على التضامن، مع 850 موظفاً بالنادي.
وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن لاعبي دورتموند طلبوا تخفيض 20% من أجورهم الأساسية وتقليص رواتبهم بنسبة 10% حال استؤنفت مباريات البطولة بدون جمهور ما يعني توفير 10 ملايين يورو تقريباً للنادي، بحسب ما أوضحت صحيفة (فيستدويتشه ألغماينه تسايتونغ) الألمانية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها من لاعبي دورتموند تقليص رواتبهم ، حيث وافق الفريق في عام 2003 على تخفيض بنسبة 20% لمساعدة النادي في أزمة مالية.
وكان بوروسيا مونشنغلادباخ في طليعة فرق “بوندسليغا” التي أعلنت عن تخفيض رواتب لاعبيها الأسبوع الماضي.
ومع انضمام الجهاز الفني للفريق ومسؤولي النادي لتلك المبادرة، أصبح بإمكان الفريق توفير أكثر من مليون يورو (1ر1 مليون دولار) شهرياً، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
وسار فريق فيردر بريمن (المتعثر)، الذي يصارع من أجل البقاء في البطولة وتفادي الهبوط للدرجة الثانية، على نفس النهج، حيث قال فرانك باومان المدير الرياضي للنادي “اتصل بنا الفريق بشكل استباقي، نمتلك لاعبين لديهم ولاء شديد لفيردر بريمن والمسؤولين والمشجعين، خاصةً في الأوقات الصعبة”.
وصرح رودي فولر المدير التنفيذي لنادي بايرليفركوزن بأن اللاعبين والإدارة على استعداد لتخفيض أجورهم.
وعقب محادثات مع لارس بيندر قائد ليفركوزن، أكد فولر لصحيفة (بيلد) الألمانية اليومية: “نحن قلقون واللاعبون أيضاً، أعطاني لارس الإشارة.. الجميع مطالبون بمساعدة ناديهم”.
وأعرب فولر عن أمله في أن يتم استئناف الموسم، حيث قال المهاجم الدولي الألماني السابق: “رغم المخاوف التي تنتابنا هذه الأيام، ينبغي أن تستمر الأمور في مرحلة ما إذا سمح الوضع بذلك، حتى لو اضطررنا في البداية لخوض مباريات خلف أبواب مغلقة”.
وقال كريستيان شيفرت الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني، حينما تم إيقاف المسابقة للمرة الأولى حتى الثاني من نيسان المقبل، إنه من المرجح أن تستكمل مباريات البطولة بدون جماهير “باعتبارها الفرصة الوحيدة للبقاء لبعض الأندية وكذلك لعشرات الآلاف من الموظفين على حافة الخطر”.
ورفضت روابط مشجعي فرق البطولة إقامة المباريات بدون جماهير ووصفته بـ”الأمر غير المقبول”، لكن شيفرت قال إنه بدون هذا الخيار وحماية لعوائد البث التليفزيوني، فإن العديد من الأندية ستكون في خطر الانهيار المالي.
وشدد شيفرت “هناك الكثير على المحك من بعض مباريات كرة القدم”، مشيراً إلى أن إلغاء الموسم سيكلف الأندية خسائر مالية تقدر بـ750 مليون يورو.
أما راينر كوخ نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فقال إن المباريات بدون متفرجين، إذا أصبحت خياراً، ستساعد في حماية “عدة آلاف من أماكن العمل” التي أنشأتها كرة القدم الاحترافية.
وأكد كوخ “لا أحد يريد مباريات بدون جماهير، لكنها خيار أفضل من عدم استكمال الموسم”، محذراً من أنه بدون مثل هذه المباريات، “فإن بقاء كرة القدم في خطر”.
وحذر يان-كريستيان دريسين المدير المالي لبايرن ميونخ من أن “هناك شيء واحد واضح بالفعل في كرة القدم المحلية والدولية وهو أن الأندية والاتحادات والبطولات تواجه تحديات كبيرة للبقاء والوقوف على قدمين ثابتتين”.
مثلما هو حال الدول الأخرى، تهدف ألمانيا لاستكمال الدوري الآن بعد تأجيل بطولة كأس الأمم الأوروبية، التي كانت مقررة في صيف العام الحالي، لمدة عام.
وبغض النظر عن تخفيضات الأجور، اتخذ بعض اللاعبين مبادراتهم الخاصة لمواجهة أزمة فيروس “كورونا” وجمع الأموال لمساعدة المحتاجين.
وأسس ليون جوريتسكا وجوشوا كيميش مبادرة “لنركل كورونا”، حيث تبرعا بقيمة مليون يورو لتمويل القضايا الخيرية والاجتماعية.
قال جوريتسكا: “على أرض الملعب يمكننا هزيمة أي شخص.. ولكن يمكننا فقط هزيمة كورونا معًا”.
وبالمثل، أعلن المنتخب الوطني الألماني تفاصيل التبرعات التي سيقدمها للبرامج الاجتماعية.
(د ب أ)