بعيدًا عن الأرقام التي يحققها رياض محرز في كل لقاء يشارك به رفقة ناديه مانشستر سيتي فقد أثبت النجم الجزائري أهميته التكتيكية في خطة بيب غوارديولا ومسعاه لإعادة الأمل للفريق للمنافسة على الألقاب وأهمها دوري أبطال أوروبا.
كثيرًا ما وُسم النجم الجزائري رياض محرز بأنه لاعب مهاري من طراز رفيع، لكن بعض الأقلام بررت تجاهل المدرب الإسباني بيب غوارديولا له في بداية الموسم، بأن المهارة التي يمتلكها لا تخدم الأسلوب المباشر الذي تتطلبه المنافسة في بطولة الـ”بريميرليغ”، وأن لاعبًا مثل بيرناردو سيلفا سيكون مفيدًا أكثر من النجم الجزائري على المستوى الخططي والتكتيكي.
ويبدو أن القناعة التي كان يتبناها أصحاب هذه الآراء قد تبدلت مع إثبات محرز أهميته الكبيرة في تشكيلة السيتي مع توالي اللقاءات التي شارك بها، وبروز العديد من الأصوات التي تطالب غوارديولا بإعطاء الفرصة كاملةً للنجم الجزائري، وهو ما بدأ العمل به بالفعل من قبل المدرب الإسباني.
يتميز محرز بمهاراته الفنية العالية في المراوغة، مما يزيد مهمة دفاعات الخصوم في مواجهة اختراقاته الخطيرة داخل منطقة الجزاء، وصعوبة مراقبته من قبل لاعب واحد، وهو ما حدث في لقاء الفريق الأخير أمام شيفيلد يونايتد، حيث تحصل النجم الجزائري على ركلة جزاء بعد مراوغته للاعبين قبل أن يعيقه الثالث بشكل غير قانوني، وشارك محرز في جميع هجمات الفريق وكان المصدر الرئيسي لقلق مدافي خصم.
أبرز ما ميّز محرز خلال فترته في فريق مانشستر سيتي، هي الصبر الكبير على قرارات مدربه التي قد توصف بالمجحفة، لكن الدولي الجزائري لم يفقد تركيزه، وسعى لتحقيق أهدافه بإثبات نفسه ومساهمته في تحقيق البطولات رفقة فريقه، حتى عاد ليشكل الحلقة المفقودة في صفوف النادي السماوي منذ بداية الموسم، وجاءت في التوقيت المناسب قبل اللقاء الأهم الذي ينتظر الفريق في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام ريـال مدريد.
مما لا شك فيه، فإن بطولة الدوري تبدو ذاهبةً بخطى ثابتة لخزائن ليفربول، وهو ما يجعل بطولة دوري أبطال أوروبا، الهدف الأكبر أمام السيتي تحت قيادة غوارديولا، وهو الهدف الذي يسعى لتحقيقه المدرب الإسباني منذ مغادرته تدريب برشلونة عام 2012، سواءا مع بايرن ميوينخ والآن مع مانشستر سيتي، ولا يختلف هذا عن طموحات رياض محرز في تحقيق البطولة للمرة الأولى خلال مسيرته.
مواجهة ريـال مدريد الشهر المقبل، ستكون الاختبار الأكبر بالنسبة لرياض محرز في مسيرته الاحترافية، وعلى بيب غوارديولا الاستفادة لأقصى درجة من الرغبة الكبيرة التي يمتلكها اللاعب، ومشاركة محرز من عدمها أمام كتيبة الملكي بقيادة زين الدين زيدان، ستكون الكفة الأبرز التي قد ترشح فريق على حساب الآخر.