رغم خلوه من بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية شهد عام 2019 روزنامة مزدحمة للغاية بالبطولات الكبرى ليكون عامًا مميزًا على مستوى المنافسات الرياضية في ألعاب مختلفة.
وشهد هذا العام الذي يقترب من نهايته أكثر من بطولة عالمية وكذلك عدة بطولات قارية كبيرة شكلت إثارة بالغة ومتعة هائلة لعشاق الرياضة في كل مكان بالعالم سواء كانوا من محبي كرة القدم أو كرة اليد أو ألعاب القوى والسباحة.
وكان للمنطقة العربية نصيب كبير من هذه البطولات الكبيرة التي أقيمت في 2019 حيث استضافت قطر وحدها ثلاثا من هذه البطولات فيما استضافت كل من الإمارات ومصر بطولة واحدة من هذه البطولات.
والسطور التالية توضح ملخصا لأبرز البطولات التي شهدها عام 2019:
بطولات العالم:
مونديال السيدات:
استضافت فرنسا واحدة من أبرز بطولات كأس العالم لكرة القدم للسيدات حيث أقيمت البطولة بمشاركة 24 منتخبا للنسخة الثانية على التوالي لكن هذه النسخة قدمت معايير جديدة للمنافسة وشهدت مستويات رائعة كما شهدت أكثر من رقم قياسي كان للمنتخب الأمريكي نصيب الأسد فيها.
وتوج المنتخب الأمريكي عن جدارة واستحقاق باللقب للنسخة الثانية على التوالي بعد تغلبه في النهائي على المنتخب الهولندي المتوج في 2017 باللقب الأوروبي والذي بلغ نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخه علما بأنه خاض البطولة للمرة الثانية فقط.
واستحوذت لاعبات المنتخب الأمريكي على نصيب الأسد من الجوائز بقيادة ميجان رابينوي التي فازت بجائزتي أفضل لاعبة في هذه النسخة وكذلك بلقب هدافة هذه النسخة برصيد ستة أهداف وبالتساوي مع زميلتها أليكس مورجان التي احتلت المركز الثاني في قائمة الهدافين فيما أحرزت الهولندية ساري فان فينندال بجائزة القفاز الذهبي لأفضل حارسة مرمى في البطولة بعدما لعبت دورا بارزا في الوصول بالفريق الهولندي إلى النهائي.
وإلى جانب اللقب العالمي، حصل المنتخب الأمريكي على جائزة مالية بلغت أربعة ملايين دولار وهو ضعف ما حصل عليه الفريق لدى فوزه المرة السابقة عام 2015 ولكن ظلت الجوائز المالية للبطولة مثار جدل كبير وكذلك المكافآت والرواتب التي يحصل عليها المنتخب الأمريكي من الاتحاد الوطني في بلاده لاسيما وأن المنتخب الفرنسي حصل على 38 مليون دولار هي قيمة الجائزة المالية للفائز باللقب في مونديال 2018 للرجال بروسيا.
ونال مونديال السيدات في فرنسا إشادة بالغة كما حقق مستويات هائلة في المشاهدة التلفزيونية وحقق العديد من الأرقام القياسية على مختلف الأصعدة داخل وخارج الملعب.
مونديال الشباب:
استضافت بولندا خلال الفترة من 23 أيار/مايو إلى 15 حزيران/يونيو الماضيين نسخة رائعة من بطولات كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) وتوج المنتخب الأوكراني بلقبها بعد الفوز 3 / 1 على كوريا الجنوبية في المباراة النهائية.
وغاب عن هذه النسخة المنتخب الإنجليزي حامل اللقب ووصيفه الفنزويلي كما افتقدت هذه النسخة للمنتخب البرازيلي الفائز باللقب خمس مرات سابقة فيما ودع المنتخب الأرجنتيني البطولة من الدور الثاني (دور الستة عشر) علما بأنه ودع البطولة في نسختيها السابقتين من الدور الأول (دور المجموعات) وإن ظل محتفظا بصدارة قائمة أكثر المنتخبات فوزا باللقب برصيد ستة ألقاب.
وخلا دور الثمانية من أي منتخب سبق له الفوز باللقب ولكن البطولة شهدت منافسة قوية ومستويات متقاربة بين العديد من الفرق حتى توج المنتخب الأوكراني في النهائية بلقبها علما بأنه خاض البطولة للمرة الرابعة فقط في تاريخه كما كانت هذه هي المرة الأولى التي يجتاز فيها دور الستة عشر.
كما شهدت هذه النسخة وفرة من الأهداف حيث بلغ عدد أهداف البطولة 153 هدفا في 52 مباراة بمتوسط تهديف 94ر2 هدف للمباراة الواحدة.
وتوج النرويجي إيرلنج هالاند لاعب ريد بول سالزبورج النمساوي بلقب هداف البطولة برصيد تسعة أهداف ليكون ثالث أفضل هداف في تاريخ البطولة بعد الأرجنتيني خافيير سافيولا الذي سجل 11 هدفا في نسخة 2001 والبرازيلي إيلتون الذي سجل عشرة أهداف في نسخة 1997 .
وفاز الكوري الجنوبي لي كانج إن بلقب أفضل لاعب في البطولة فيما ذهبت جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة إلى الأوكراني أندري ليونن.
مونديال الناشئين:
استغل المنتخب البرازيلي لكرة القدم إقامة بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) على أرضه وأحكم قبضته على كأس البطولة واستعاد اللقب الغائب عنه منذ 2003 .
ورفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى أربعة ألقاب في تاريخ البطولة مقلصا الفارق إلى لقب واحد مع نظيره النيجيري صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (خمسة ألقاب) .
وشق المنتخب البرازيلي طريقه بنجاح فائق إلى المباراة النهائية التي كانت في قمة الإثارة ولم تحسم إلا في الوقت بدل الضائع حيث قلب ناشئو السامبا تأخرهم بهدف إلى فوز ثمين 2 / 1 على المنتخب المكسيكي العنيد في الوقت بدل الضائع من المباراة.
وفاز البرازيلي جابرييل فيرون بجائزة أفضل لاعب في البطولة كما فاز زميله ماتيوس دونيللي بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة فيما توج الهولندي سونتي هانسن بلقب هداف هذه النسخة برصيد ستة أهداف.
مونديال القوى:
طرقت بطولة العالم لألعاب القوى الباب إلى مضيف جديد وإلى منطقة جديدة على استضافة بطولات العالم لألعاب القوى حيث استضافت قطر البطولة من 27 سبتمبر إلى السادس من أكتوبر الماضيين.
وأقيمت سباقات المشي والماراثون في وقت متأخر من الليل لتجنب درجات الحرارة المرتفعة وسط النهار وإن ظلت نسبة الرطوبة المرتفعة هي المشكلة الوحيدة التي واجهت المشاركين في هذه السباقات ببطولة (الدوحة 2019) .
وفي المقابل ، بهرت درجات الحرارة داخل استاد “خليفة الدولي ” الذي استضاف فعاليات باقي السباقات والمسابقات المشاركين والضيوف والمشجعين نظرا لوجود تقنيات التبريد المبتكرة في هذا الاستاد الذي يأتي ضمن مجموعة الاستادات المضيفة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم بقطر.
وأشار عدد من مسؤولي ألعاب القوى حول العالم بأن الأجواء داخل الاستاد ساهمت في الارتقاء بمستوى الأداء وتحقيق عدد من الأرقام القياسية والمميزة.
وكانت هذه هي النسخة الأولى من بطولات العالم للقوى بعد اعتزال العداء الجامايكي الشهير يوسين بولت ولكن ألعاب القوى العالمية لم تفقد بريقها حيث شهدت هذه النسخة العديد من النجوم الصاعدين المتألقين الذين أكدوا أن عرش بولت على قمة نجوم العالم في ألعاب القوى سيشهد منافسة قوية بين عدد كبير من العدائين والمتسابقين في المستقبل.
كما شهدت هذه النسخة تألق عدد من الرياضيات العائدات للمنافسة بعد فترة الحمل ووضع المولود وفي مقدمتهن كانت العداءة الجامايكية شيلي آن فريز برايس التي توجت بالميدالية الذهبية لسباق 100 متر كما فازت مع المنتخب الجامايكي بذهبية سباق 4 × 100 تتابع.
وخطف القطري معتز برشم الأضواء في هذه البطولة بعدما ازدحمت مدرجات الاستاد بالمشجعين لمؤازرة اللاعب الذي عانى من الإصابة قبل البطولة بعدة شهور لكنه تفوق على الجميع وأحرز لقب مسابقة الوثب العالي بعد أداء متميز في المسابقة.
وحققت البطولة أحد أهم أهدافها كمحطة بارزة على طريق استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 .
مونديال السباحة:
رغم الفارق الهائل الذي تفوقت به البعثة الأمريكية على نظيرتها الصينية في بطولة العالم للألعاب المائية عام 2017 ، انتزعت الصين لقب البطولة في النسخة الماضية التي استضافتها مدينة جوانجو في كوريا الجنوبية منتصف هذا العام.
وكانت البعثة الأمريكية فازت بلقب نسخة 2017 بعدما حصدت 46 ميدالية متنوعة من بينها 21 ذهبية مقابل 30 ميدالية متنوعة منها 12 ذهبية للبعثة الصينية.
ولكن الحال تبدل في النسخة الماضية التي أقيمت منتصف عام 2019 حيث فازت البعثة الصينية بصدارة جدول الترتيب برصيد 30 ميدالية من بينها 16 ذهبية مقابل 36 ميدالية للبعثة الأمريكية منها 15 ذهبية لتكون المرة الثانية التي تتصدر فيها الصين جدول ميداليات البطولة في آخر ثلاث نسخ من بطولات العالم للسباحة.
مونديال كرة اليد:
للمرة الأولى في تاريخ بطولات العالم لكرة اليد ، أقيمت نسخة 2019 بالتنظيم المشترك بين دولتين مختلفتين هما الدنمارك وألمانيا وحققت هذه النسخة نجاحا كبيرا على المستويين الفني والتنظيمي كما حققت النجاح الجماهيري لاسيما مع المستوى المميز للعديد من المنتخبات وفي مقدمتهم منتخبا الدنمارك وألمانيا صاحبي الأرض اللذين وصلا للمربع الذهبي للبطولة.
وأكمل المنتخب الدنماركي انطلاقته حتى النهائي الذي تغلب فيه على نظيره النرويجي ليتوج باللقب الأول في تاريخه بعدما حل ثانيا في ثلاث نسخ سابقة كما حجز الفريق مقعده تلقائيا في دورة الألعاب الأولمبية 2020 بطوكيو.
وفاز اللاعب الدنماركي مايكل هانسن بلقبي أفضل لاعب وهداف البطولة فيما احتل المنتخب الألماني المركز الرابع بعد الهزيمة أمام النرويج في المربع الذهبي ثم أمام فرنسا في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.
مونديال كرة السلة:
رغم التوقعات الكبيرة التي سبقته إلى البطولة ، أخفق المنتخب الأمريكي لكرة السلة حتى في بلوغ المربع الذهبي لبطولة العالم التي استضافتها الصين خلال النصف الأول من سبتمبر الماضي.
وفي المقابل ، انتزع المنتخب الإسباني اللقب بقيادة لاعبه الشهير ريكي روبيو بعد التغلب في النهائي على نظيره الأرجنتيني.
وإلى جانب تألق روبيو الذي فاز بلقب أفضل لاعب في البطولة ، شهدت هذه النسخة سطوعا مميزا للمخضرم لويس سكولا الذي ساهم بقدر هائل في وصول فريقه للنهائي.
ومنحت هذه النسخة منتخبات إسبانيا والأرجنتين وفرنسا وأستراليا والولايات المتحدة ونيجيريا وإيران بطاقات التأهل لأولمبياد طوكيو 2020.
وكانت المفاجأة الكبيرة هي الخروج المبكر للمنتخبين الأمريكي والصربي من دور الثمانية رغم أنهما كانا الأكثر ترشيحا للفوز باللقب الغالي.
مونديال الأندية:
بعد ستة شهور على فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه ، كان ليفربول الإنجليزي على موعد مع تحد جديد في عالم الساحرة المستديرة حيث خاض بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في قطر خلال الأيام الماضية بحثا عن لقبه الأول في البطولة.
وبالفعل ، حافظ ليفربول للقارة الأوروبية على اللقب العالمي للعام السابع على التوالي بعد فوزه على فلامنجو 1 / صفر في المباراة النهائية للبطولة على استاد “خليفة الدولي” في الدوحة.
وثأر ليفربول لهزيمته أمام نفس الفريق قبل 38 عاما في مباراة كأس الانتركونتيننتال والتي كانت الشكل القديم لبطولة كأس العالم للأندية كما ثأر لهزيمته أمام ساو باولو عام 2005 في نهائي أول نسخة لمونديال الأندية بشكلها الحالي.
ورغم إسناد حق استضافة البطولة إلى قطر في مطلع يونيو الماضي فقط لتكون البطولة ضمن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022 ، قدم المنظمون بطولة جيدة على المستوى التنظيمي لكن ممثل البلد المضيف وهو فريق السد الفائز بلقب الدوري القطري في الموسم الماضي حل في المركز السادس قبل الأخير.
وشهدت البطولة عروضا رائعة ومنافسة قوية في مختلف أدوارها وعددا من الأرقام المميزة ومنها أكبر فوز في تاريخ البطولة عندما تغلب الترجي التونسي على السد القطري 6 / 2 في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس.
وفيما فاز ليفربول باللقب ، نالت معظم الفرق المشاركة في البطولة احتراما هائلا وتقديرا كبيرا وخاصة فرق فلامنجو البرازيلي ومونتيري المكسيكي والهلال السعودي التي احتلت المراكز من الثاني إلى الرابع على الترتيب.
كما نال فريقا الترجي والسد قدرا جيدا من الإشادة بمستواهما فيما أكد فريق هينجين (من كاليدونيا الجديدة) والذي أنهى البطولة في المركز السابع أنه فريق جيد يستطيع المنافسة بقوة في المستقبل مع اكتسابه الخبرة تدريجيا.
وحصل نجم كرة القدم المصري الشهير محمد صلاح على لقب أفضل لاعب في البطولة بعدما ساهم بقدر كبير في فوز الفريق الإنجليزي بلقب المونديال.
بطولات قارية:
كأس آسيا:
على عكس معظم التوقعات التي سبقت بطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم بالإمارات ، توالى خروج المنتخبات المرشحة للفوز باللقب في الأدوار المختلفة من البطولة فيما توج المنتخب القطري (العنابي) باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز على نظيره الياباني في المباراة النهائية.
وكان العنابي أحد ثلاثة منتخبات حققت العلامة الكاملة في الدور الأول حيث حقق الفوز في مبارياته الثلاث مثلما كان الحال بالنسبة لمنتخب كوريا الجنوبية واليابان لكنه كان الأفضل من حيث النتائج حيث سجل عشرة أهداف ولم تهتز شباكه بأي أهداف في المباريات الثلاثة.
وشق العنابي طريقه نحو منصة التتويج ببراعة وعن جدارة حيث تغلب في طريقه إلى اللقب على أربعة من الأبطال السابقين وهم المنتخب السعودي في مجموعته بالدور الأول ثم منتخبات العراق في دور الستة عشر وكوريا الجنوبية في دور الثمانية واليابان في النهائي كما تغلب على نظيره الإماراتي صاحب الأرض في المربع الذهبي.
إلى جانب العروض المميزة التي قدمها العنابي في طريقه إلى منصة التتويج ، قدم الفريق للبطولة مجموعة من النجوم المميزين الذين يشكلون النواة والهيكل الرئيسي للفريق الذي ينتظر أن يمثل قطر في كأس العالم 2022 بقطر ومن بين نجوم هذا الفريق كان المهاجم الشاب المعز علي وأكرم عفيف وغيرهما من اللاعبين المميزين.
وأصبح المعز علي أكثر لاعب يهز الشباك في نسخة واحدة على مدار تاريخ البطولة حيث أحرز تسعة أهداف متفوقا بهذا على صاحب الرقم القياسي السابق وهو الإيراني علي دائي الذي سجل ثمانية أهداف في نسخة 1996 كما أصبح المعز علي من أبرز الهدافين على مدار تاريخ البطولة.
كما فاز المعز علي بجائزة أفضل لاعب في البطولة وأحرز زميله سعد الشيب لقب أفضل حارس مرمى في البطولة ليهيمن العنابي ولاعبوه على جوائز البطولة.
كأس الأمم الأفريقية:
فيما حصلت مصر على حق الاستضافة قبل البطولة بخمسة شهور فقط بسبب ضعف استعدادات الكاميرون لاستضافة البطولة ، قدم المصريون تنظيما جيدا للبطولة التي توفرت لها كل مقومات النجاح وفي مقدمتها الحضور الجماهيري المميز في هذه النسخة التي وزعت فعالياتها على أربع مدن منها العاصمة القاهرة.
ولكن المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) لم يكن على نفس القدر من نجاح التنظيم حيث ودع البطولة من الدور الثاني على يد منتخب جنوب أفريقيا الذي تأهل بصعوبة بالغة للدور الثاني بعدما انتزع أحد أربعة مقاعد لأصحاب المركز الثالث في المجموعات الستة فيما تأهل أحفاد الفراعنة للدور الثاني بعد تحقيق العلامة الكاملة في مجموعته بالدور الأول للبطولة.
وفي المقابل ، كان المنتخب الجزائري بقيادة نجمه الشهير رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي ومديره الفني الوطني المتألق جمال بلماضي على قدر المسؤولية حيث شق الفريق طريقه بنجاح إلى منصة التتويج باللقب بعد عروض متميزة في مختلف أدوار البطولة حيث تصدر مجموعته بثلاثة انتصارات متتالية على كينيا وتنزانيا والسنغال ولم تهتز شباكه بأي هدف في الدور الأول.
وفي الأدوار الإقصائية للبطولة، تغلب المنتخب الجزائري (الخضر) على منتخبات غينيا وكوت ديفوار ونيجيريا ثم السنغال مجددا ليحرم أسود التيرانجا من الفوز بلقب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ السنغال.
وقدم المنتخب الجزائري بقيادة مديره الفني بلماضي عروضا رائعة على مدار البطولة ليستحق التتويج في النهاية باللقب للمرة الثانية فقط في تاريخه وهي الأولى منذ توج باللقب على أرضه في 1990.
وأحرز اللاعب الجزائري إسماعيل بن ناصر لقب أفضل لاعب في هذه النسخة كما فاز زميله وهاب رايس مبولحي بلقب أفضل حارس مرمى في البطولة فيما تصدر النيجيري أوديون إيجالو قائمة هدافي هذه النسخة برصيد خمسة أهداف.
وكان منتخبا بنين ومدغشقر من أبرز المفاجآت في هذه النسخة حيث شق الفريقان طريقهما ببراعة إلى دور الثمانية وأطاح كل منهما في طريقه إلى دور الثمانية بفريق مرشح للفوز باللقب حيث أطاح منتخب بنين بنظيره المغربي ثم خسر أمام السنغال بصعوبة في دور الثمانية فيما أطاح منتخب مدغشقر بالكونغو الديمقراطية من دور الستة عشر ثم خسر أمام تونس في دور الثمانية.
كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا):
رغم افتقاده جهود نيمار دا سيلفا أبرز لاعبيه بسبب الإصابة قبل بداية البطولة ، استعاد المنتخب البرازيلي لقبه القاري وتوج بطلا لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها بلاده منتصف هذا العام.
وأصبح اللقب هو التاسع للسامبا البرازيلية في تاريخ مشاركاته بالبطولة وهو الأول له منذ 12 عامًا.
وتذبذب مستوى المنتخب البرزيلي (راقصو السامبا) في مجموعته بالدور الأول حيث فاز على بوليفيا 3 / صفر ثم تعادل مع فنزويلا سلبيا قبل أن يختتم مسيرته في الدور الأول بفوز ساحق 5 / صفر على بيرو ليتصدر مجموعته.
وفي الدور الثاني (دور الثمانية) فاز الفريق على باراجواي بركلات الترجيح فيما فاز بجدارة في المربع الذهبي على نظيره الأرجنتيني العنيد 2 / صفر رغم وجود النجم الشهير ليونيل ميسي في صفوف التانجو الأرجنتيني.
ولم تقتصر صدمة ميسي على إخفاقه الجديد في مسيرته مع المنتخب الأرجنتيني وإنما امتدت لتصل إلى إيقافه بسبب انتقاداته للحكام واتهاماته لمسؤولي اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول).
وفي المقابل، استكمل المنتخب البرازيلي مسيرته في البطولة وتوج باللقب بعد الفوز على بيرو 3 / 1 في النهائي.
وسيطر لاعبو السامبا على الجوائز الفردية في هذه البطولة حيث فاز داني ألفيش بلقب أفضل لاعب وزميله أليسون بيكر بلقب أفضل حرس مرمى كما اشترك إيفرتون مع البيروفي باولو جيريرو في صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما.
الكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي):
كالمعتاد، ورغم المنافسة القوية من أكثر من منتخب مثل جامايكا وهايتي ، انحصر الصراع على لقب بطولة الكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) بين المنتخبين المكسيكي والأمريكي.
وتوج المنتخب المكسيكي باللقب في هذه النسخة التي استضافته 16 مدينة موزعة بين الولايات المتحدة وكوستاريكا وجامايكا بعد الفوز على نظيره الأمريكي في النهائي.
بطولات إقليمية:
كأس الخليج:
لم يكن المنتخب البحريني بالطبع هو المرشح الأقوى للفوز بلقب بطولة كأس الخليج (خليجي 24) لكرة القدم التي أقيمت في قطر خلال الفترة من 26 نوفمبر الماضي إلى الثامن من ديسمبر الحالي ولكن فوزه باللقب منح هذه النسخة الخليجية لمسة تاريخية بعد بطولة استثنائية في العديد من الأمور.
وتوج المنتخب البحريني بلقب خليجي 24 ليكون اللقب الأول له في تاريخ بطولات كأس الخليج ما منح هذه النسخة ختاما تاريخيا بعدما أصبح الأحمر البحريني سابع منتخب يسطر اسمه في السجل الذهبي للبطولة.
وقبل أيام قليلة على انطلاق فعاليات هذه النسخة ، كانت منتخبات السعودية والإمارات والبحرين على وشك الغياب عن هذه النسخة في إطار قرار المقاطعة من الدول الثلاثة ومعهم مصر ضد قطر في منتصف 2017 .
ولكن المنتخبات الثلاثة عدلت عن رأيها في اللحظة الأخيرة وقررت المشاركة في البطولة ليرتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية منتخبات وتصبح بطولة كاملة العدد.
كما قدمت هذه النسخة بطلا جديدا لكأس الخليج وهو المنتخب البحريني الذي توج باللقب عن جدارة واستحقاق وانتزع لقبا طال انتظاره علما بأن بلاده كانت من المؤسسين للبطولة.
وبهذا ، لم يصبح هناك من منتخبات البطولة سوى المنتخب اليمني الذي لم يفز باللقب الخليجي علما بأن مشاركته في خليجي 24 كانت التاسعة له فقط في تاريخ البطولة.
وكشفت البطولة عن عدد من السلبيات التي يعاني منها عدد من المنتخبات مثل الإمارات وعمان.
كما حقق البلد المضيف مكسبا هائلا من هذه البطولة حيث كانت هذه النسخة الخليجية بمثابة محطة مهمة للغاية على طريق الاستعداد لمونديال 2022 سواء على مستوى اختبار استعدادات الاستادات من خلال استضافة عدد من مباريات البطولة على استادي “خليفة الدولي” و”الجنوب” وهما من الاستادات الثمانية المضيفة لمونديال 2022 أو على مستوى اختبار الخدمات اللوجيستية والنقل والمواصلات وكذلك المتطوعين.
(د ب أ)