على مدار سنوات طويلة سحبت الأندية الإسبانية البساط من تحت جميع منافسيها واحتكر ناديا برشلونة وريـال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا كما بسط فريقا أشبيلية وأتلتيكو مدريد سطوتهما في مسابقة الدوري الأوروبي.
ولكن الأندية الإنجليزية برهنت عمليًا على عودتها بقوة للقمة وتربعها على العرش الأوروبي من خلال إنجاز غير مسبوق في البطولتين القاريتين والذي جاء بعد عام واحد من صحوة مثيرة للمنتخب الإنجليزي الذي بلغ المربع الذهبي في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
وفي منتصف 2019، قدمت الكرة الإنجليزية أربعة فرسان للصراع على العرش الأوروبي في كل من البطولتين حيث بلغ ليفربول وتوتنهام نهائي دوري الأبطال فيما وصل أرسنال وتشيلسي لنهائي الدوري الأوروبي.
وأطاح أرسنال بفريق فالنسيا الإسباني من المربع الذهبي للدوري الأوروبي بالتغلب عليه (4 – 2) في عقر داره إيابًا، علمًا بأن مباراة الذهاب على ملعب أرسنال انتهت أيضا بفوز المدفعجية (3 – 1)، ليصعد أرسنال بالفوز (7 – 3) في مجموع المباراتين.
وفي الوقت نفسه، أسقط تشيلسي فريق إنتراخت فرانكفورت الألماني بركلات الترجيح في مباراة الإياب بالمربع الذهبي، والتي انتهت بالتعادل (1 – 1)، وهي نفس نتيجة مباراة الذهاب.
والتقى أرسنال وتشيلسي في النهائي يوم 29 أيار/مايو الماضي ليكون النهائي مباراة ديربي لندني في باكو عاصمة أذربيجان.
وتوج تشيلسي باللقب بعد الفوز الساحق (4 – 1) على المدفعجية ليكون اللقب الثاني لتشيلسي في البطولة والأول له منذ توج بلقبه الأول في موسم 2012/2013 .
وفيما بين اللقبين، اللذين أحرزهما تشيلسي، اصطبغ لقب البطولة بالنكهة الإسبانية باستثناء فوز مانشستر يونايتد الإنجليزي بلقب موسم 2016/2017 بعد ثلاثة ألقاب متتالية لأشبيلية وقبل أن يحرز أتلتيكو مدريد اللقب في الموسم قبل الماضي.
وفي المقابل، التقى ليفربول وتوتنهام في المباراة النهائية لدوري الأبطال على إستاد “واندا ميتروبوليتانو” في العاصمة الإسبانية مدريد، أول حزيران/يونيو الماضي، بعدما اجتاز كل منهما عقبة صعبة في المربع الذهبي للبطولة.
وكان ليفربول خسر (0 – 3) أمام برشلونة الإسباني ذهابًا على إستاد “كامب نو” ببرشلونة في المربع الذهبي، كما سقط توتنهام على ملعبه (0 – 1) ذهابا أمام أياكس الهولندي ذهابًا.
وحالف التوفيق فريق ليفربول بشكل مذهل لتحقيق “معجزة آنفيلد”، حيث فاز على برشلونة (4 – 0) في مباراة لم تشهد رد فعل إيجابي وحقيقي من الفريق الكتالوني.
وفي المقابل، أطاح توتنهام بأياكس في مباراة درامية مثيرة حيث فاز فيها (3 – 2)، علمًا بأن هدف الفوز والتأهل جاء في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للمباراة.
وخلال المباراة النهائية بمدريد، سجل اللاعب المصري محمد صلاح هدفًا من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية ليمهد الطريق نحو الفوز الثمين (2 – 0)، فيما سجل البلجيكي ديفوك أوريجي الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 87.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الكرة الأوروبية التي ينتمي فيها جميع أطراف النهائي في البطولتين لاتحاد وطني واحد.
ورغم هذا، لا يعني وصول الفرق الإنجليزية الأربعة إلى نهائي البطولتين بالضرورة أنها بداية عهد جديد لهيمنة شاملة من الأندية الإنجليزية الثرية.
وذكرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية أن “الحظ لعب دورًا في هذه الحقيقة”.
(د ب أ)