المنتخب الجزائري.. هل يحق لنا أن نحلم بمنتخب عربي يفوز بكأس العالم؟

قد يبدو العنوان صادمًا أو من عالم موازي للعالم الذي نعيش فيه، لكن الظروف المتغيرة في كرة القدم، ومعطيات كثيرة تجعل من الحلم وارد التحقيق على المدى القريب.

لن نغالي بأحلامنا بتحقيق منتخب عربي لبطولة كأس العالم، مع معرفة حقيقة أن العرب لم يتجاوزا الدور الثاني في المونديال العالمي قط، رغم مرور منتخبات تمتلك تشكيلات رائعة على مدار التاريخ، إبتداءً من المنتخب الجزائري 1982 حتى 1986، والسعودي في التسعينيات، على سبيل المثال لا الحصر.

لكن ما يحق لنا أن نحلم به دون الخوف من تحطم الأحلام على صخرة الواقع، هو مشاهدة منتخب عربي يقارع الكبار في كرة القدم العالمية، وتحقيق نتائج لم تتحقق سابقًا في بطولات كأس العالم منذ بدايته عام 1930، ولم لا، المنافسة على اللقب الكبير.

وأول منتخب عربي يتبادر للأذهان هو المنتخب الجزائري، بطل أفريقيا، والذي لم يعد يهاب خوض لقاءات قوية بعد فوزه على كولومبيا وديًا بثلاثية نظيفة، وعدم ممانعته خوض مباريات ودية مرتقبة لم يُتفق عليها بعد، واحدة ضد الأرجنتين والثانية ضد فرنسا، وغيرها.

ما الذي يميز المنتخب الجزائري عن غيره من المنتخبات العربية وحتى الأفريقية؟

1-جهاز فني واعي ومقدر لإمكانيات فريقه وغير متهاون في مطالبه لإتحاد الكرة في الجزائر.

2-اكتمال صفوف بطل أفريقيا على مستوى خطوط الملعب، فلا تشعر وأنت تشاهد مباريات الفريق بنقص في أحد المراكز.

3-يضم في صفوفه نجوم عالميين من الصف الأول، على رأسهم بالطبع رياض محرز نجم مانشستر سيتي، دينامو المنتخب، وقائد حقيقي داخل وخارج الملعب، ويمتلك طموحات كبيرة بلا سقف.

4-الانتماء لألوان المنتخب من قبل اللاعبين، وهو ما يكفل اللعب بروح الجماعة لرفع إسم البلاد عاليًا، وهو ما شاهدناه في بطولة أمم أفريقيا في مواقف كثيرة لا تخطئها العين.

5-مجموعة من اللاعبين الشبان أصحاب الأصول الجزائرية، من الناشطين في البطولات الأوروبية الكبيرة، واستعداد غالبيتهم للإنضمام لصفوف منتخب الجزائر حال تلقي الدعوة، مثل لاعب ليفربول الصاعد ياسر العروسي، وحسام عوار لاعب ليون.

ما يزال الوقت مبكرًا على الحكم بخصوص قدرة الجزائر على الوصول بعيدًا في بطولة كأس العالم قطر 2022 القادمة، حيث أن مشوار التصفيات لم يبدأ بعد في القارة الأفريقية، لكن وضع منتخب عربي كبير على مستوى من الطموح الذي يستحقه، وتستحقه الجماهير العاشقة، يجعل الحلم جائزًا ولا نلام عليه، وهو منافسة الكبار في أول نسخة تقام على الأراضي العربية.