يستهل يوفنتوس، يوم السبت، حملة الدفاع عن لقبه في الدوري الإيطالي لكرة القدم مع مدرب جديد، هو المخضرم ماوريتسيو ساري الذي سيحاول إبقاء “السيدة العجوز” على عرشها للموسم التاسع تواليًا.
ويخوض يوفنتوس مباراته الأولى السبت على أرض بارما، لكن من دون ساري على الأرجح المصاب بالتهاب رئوي.
وعاد ساري (60 عامًا) إلى إيطاليا بعد موسم عاصف مع تشلسي الإنجليزي، فعلى الرغم من الانتقادات النارية التي تعرض لها في موسمه الأول مع فريق غرب لندن، إلا أنه منحه لقب المسابقة الأوروبية الرديفة “يوروبا ليغ” على حساب مواطنه أرسنال.
وسيحلّ “المدخن الشره”، الذي قاد الغريم المحلي نابولي سابقًا إلى منافسة يوفنتوس على اللقب، بدلًا من ماسيميليانو أليغري الذي وضع فريق مدينة تورينو على قمة “سيري أ” في المواسم الخمسة الأخيرة.
وبعد التخلي عن قميصه التاريخي المقلّم بالأبيض والأسود، يبحث يوفنتوس عن تغييرات في أسلوبه وخططه.
وعلى الرغم من نجاحه الكبير في السنوات الماضية، إلا أن أليغري انتُقد دومًا لأسلوبه الدفاعي المتحفظ.
ويرغب مالكو الأندية بلعب جاذب واستعراضي لتعزيز شعبية أنديتهم خارج إيطاليا، ويَعِد ساري الذي يملك في رصيده لقبًا وحيدًا حققه مع تشلسي الموسم الماضي في يوروبا ليغ، بتقديم أسلوب هجومي مثير.
ويعتقد الحارس المخضرم جيجي بوفون، العائد من موسم عادي مع باريس سان جرمان بطل فرنسا بعد 17 عامًا في صفوف يوفنتوس، أن التغيير قد يأتي بثماره.
وقال الحارس البالغ من العمر 41 عامًا: “أولئك الذين يسيرون على المسار عينه سيحققون دومًا النتائج عينها، لذا يسعى يوفنتوس لدوري أبطال أوروبا ويريد البحث عن مساحات جديدة”.
وتابع: “ساري ليس ثورة أو مقامرة، هو يمثل فقط مجالًا لم يتم اختباره، قصة أخرى كاملة”.
ومن بين خصوم “بيانكونيري” هذا الموسم، سيكون نابولي بقيادة المدرب الخبير كارلو أنشيلوتي في موسمه الثاني مع الفريق الجنوبي، وأنتونيو كونتي العائد إلى بلاده للإشراف على إنتر العنيد.
لكن يوفنتوس أنفق الكثير مانحًا ساري تشكيلة صلبة تحاول إحراز لقب الدوري للمرة السادسة والثلاثين، ولقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1996.
وسيكون أفضل لاعب في العالم خمس مرات، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يصر ساري على أنه “سيصنع الفارق”، نقطة الارتكاز الهجومية في موسمه الثاني بعد قدومه المدوي من ريـال مدريد الإسباني، فيما يبرز القادم الجديد في خط الدفاع الهولندي الشاب ماتيس دي ليخت (19 عامًا)، إلى جانب المخضرمين جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي.
وكان دي ليخت مساهمًا رئيسًا مع فريقه السابق أياكس أمستردام الهولندي في إقصاء يوفنتوس من دوري الأبطال الموسم الماضي، قبل انتقاله في صفقة رنانة بلغت 85,5 مليون يورو ليصبح أغلى مدافع في التاريخ.
وعزز يوفنتوس خط وسطه بلاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو المتمرد مع باريس سان جرمان والراحل عنه بعد خلاف كبير، والويلزي أرون رامسي أحد أركان أرسنال الإنجليزي سابقًا، وذلك بعقدين حرين إنما براتبين مرتفعين.
وبالنسبة للمدير الرياضي فابيو باراتيتشي فان ساري يملك الأسلحة اللازمة لتقديم أسلوب مختلف من كرة القدم “نحن سعداء جدًا بما قمنا به، جلبنا دي ليخت الذي رغبت به أبرز الأندية الكبرى”.
وتابع باراتيتشي: “نجحنا بشرائه، إلى جانب لاعبين بعقدين حرين، رابيو ورامسي والمطاردين من كثيرين.. يملك يوفنتوس كوادر هامة في مختلف المراكز، تشكيلة قيّمة للغاية”.
ويأمل يوفنتوس في أن ينجح أولئك الشبان مع مدربهم الجديد في تنفيذ فلسفة “ساريبول” الكروية، وهي أسلوب هجومي سريع أذهل الجميع عندما كان ساري مع نابولي.
ويصر الظهير الأيسر البرازيلي أليكس ساندرو على أن تأثير ساري قد بدأ بالفعل: “نتوق لبداية الموسم.. لقد استوعبنا بالفعل عقلية ساري ونعرف ما يجب القيام به”.
وتابع: “بالطبع يجب أن نتحسن لكننا على المسار الصحيح”.
وأشاد دي ليخت أيضًا بساري، الذي “كان أحد أسباب انضمامي إلى هذا الفريق، سمعت الكثير من الأمور الجيدة عنه وأحب فلسفته الكروية وكيف يحضّر دفاعه”.
ساري وصف توليه تدريب يوفنتوس بمثابة “تتويج” مسيرته التدريبية الممتدة على مدى 30 عامًا، موضحًا: “أصل محاطًا بالشكوك، لكنني واجهت الأمر عينه في إمبولي، نابولي وتشلسي”.
وتابع: “في كرة القدم، أعرف طريقة واحدة لإزالة الشكوك من عقول الناس: من خلال الفوز بشكل مقنع. لم أفز بالكثير، لكني أعتقد أن المتعة على أرض الملعب لا تمنعك من الفوز”.
(أ ف ب)