بغض النظر عما إذا كان سيستعيد خدمات نجمه البرازيلي نيمار من باريس سان جرمان الفرنسي قبل إقفال باب الانتقالات في الثاني من أيلول/سبتمبر المقبل من عدمه، يبدو برشلونة مرشحًا فوق العادة للاحتفاظ بلقبه والتتويج بطلًا لإسبانيا للمرة التاسعة في الأعوام الـ12 الأخيرة، نظرًا للترسانة الهجومية الرهيبة التي يملكها.
فبعد أن أنهى الموسم المنصرم متقدمًا بفارق 11 نقطة عن أتلتيكو مدريد، تعاقد الفريق الكاتالوني مع مهاجم الأخير الفرنسي، أنطوان غريزمان، في صفقة بلغت قيمتها 120 مليون يورو، لينضم إلى الكتيبة الهجومية، التي يقودها الأرجنتيني ليونيل ميسي، وتضم الأوروغوياني لويس سواريز ومواطنه عثمان ديمبيلي، حتى أن البعض يعتبر ضم نيمار ترفًا ليس إلا.
ولخص مدربه إرنستو فالفيردي هذا الأمر، بقوله: “أنا سعيد مع اللاعبين الذين بحوزتي. العام الماضي كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق موسم استثنائي”.
كما ضم برشلونة صانع ألعاب أياكس أمستردام الهولندي، فرانك دي يونغ، مقابل 75 مليون يورو، ليعزز خط وسطه، الذي يضم أيضًا البرازيليين فيليبي كوتينيو وأرتور ميلو، بالإضافة إلى المخضرمين الكرواتي إيفان راكيتيتش وسيرجيو بوسكيتس والظهير الأيسر الدومينيكاني الإسباني جونيور فيربو القادم من ريـال بيتيس لينافس جوردي ألبا في هذا المركز.
ولا شك بأن قدوم غريزمان سيعزز من القوة الضاربة في الخط الأمامي ليس فقط من ناحية تسجيل الأهداف بل صناعتها أيضًا.
والسؤال الذي يطرح نفسه تدور حول ما إذا كانت إصابة ميسي، الذي سيغيب على الأرجح عن المواجهة الأولى ضد أتلتيك بلباو في افتتاح الدوري الإسباني لموسم 2019-2020، يوم الجمعة، ستمنح الفرصة لغريزمان لتشكيل شراكة ناجحة مع سواريز وديمبيلي، بعيدًا عن ضغوطات اللعب إلى جانب النجم الأرجنتيني، أقله في البداية.
في المقابل، قد يحتاج دي يونغ إلى بعض الوقت لكي يتأقلم مع الأجواء الجديدة، علمًا بأن النقاد يرشحونه لخلافة بوسكيتس في السنوات المقبلة.
ولم يخض بوسكيتس أفضل مواسمه العام الماضي، لكن تواجد دي يونغ وراكيتيتش وميلو والصاعد كارليس ألينا من شأنه أن يساهم باستحواذ برشلونة على الكرة بنسبة أكبر.
وستكون الأنظار مسلطة على مدرب الفريق فالفيردي، الذي كاد يدفع ثمن الخروج المذل أمام ليفربول في نصف نهائي دوري الأبطال على الرغم من تقدمه (0 -3) ذهابًا في “كامب نو”، وذلك لسقوطه المدوي على ملعب “أنفيلد” برباعية تاريخية.
لكن ميسي سارع إلى الدفاع عن مدربه، مشيرًا إلى إنه “لا يتحمل مسؤولية ما حصل”.
وعلى الرغم من إحراز برشلونة اللقب المحلي 8 مرات في المواسم الـ11 الأخيرة وكأس إسبانيا 4 مرات في المواسم الخمسة الأخيرة، فإنه لم يتمكن من محو خيبة الأمل الكبيرة في المسابقة القارية الأهم.
وكان ميسي قد وعد أنصار برشلونة، مطلع الموسم الماضي، بأنه يريد جلب “تلك الكأس الجميلة”، في إشارة إلى الكأس الأوروبية، إلى خزائن الفريق، ليؤكد الأولوية التي يوليها فريقه إلى دوري الأبطال.
أما خلال ظهوره في مطلع الموسم الحالي على هامش المباراة ضد أرسنال الإنجليزي على كأس جوان غامبر، فقال الأرجنتيني: “الحقيقة أنه من الصعب قول أي شيء اليوم بعد ما حدث الموسم الماضي أليس كذلك؟ لكني لست نادمًا على أي شيء”.
وأضاف: “إحراز لقب الدوري 8 مرات على مدى 11 عامًا هو إنجاز لأي نادٍ، وما حققناه هو في غاية الأهمية”.
وتابع: “ربما لم نحصل على التقدير الكافي لذلك (الفوز بالدوري المحلي)، وبعد سنوات قليلة سنكتشف كم هو صعب تحقيق هذا الأمر.. لكن الجميع يدركون بأن هذا النادي يصارع على جميع الألقاب وهذا العام لن يكون مختلفًا”.
وسيتحدد حجم الإنجاز بمدى نجاح الفريق الكاتالوني في رفع الكأس، ذات الأذنين الكبيرتين، من عدمه.
(أ ف ب)