دخل مانشستر يونايتد الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تحت وطأة فشله في استقطاب الأرجنتيني باولو ديبالا من يوفنتوس وتخليه عن مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو لإنتر ميلان، لكن الوافد الجديد هاري ماغواير أعطى “الشياطين الحمر” سببًا للتفاؤل.
وفي ظهوره الأول، كأغلى مدافع في العالم بعدما تعاقد معه يونايتد من ليستر سيتي في صفقة قدرت بـ80 مليون جنيه استرليني، قدم ماغواير أداء مقنعًا أظهر من خلاله تفاؤلًا بقدرته على حل المشاكل الدفاعية التي عانى منها الفريق في الموسم الماضي.
وعلى الرغم من الضغط الذي واجهه يونايتد، مساء الأحد، على أرضه ضد غريمه تشلسي، حيث حوصِر فريق المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير في منطقته، لا سيما في الشوط الأول، صمد الدفاع بقيادة الوافد الجديد ماغواير.
ومع صافرة النهاية وخلافا لمجريات اللعب، خرج يونايتد من اختباره الأول للموسم الجديد بأكبر فوز على تشلسي في الدوري منذ 13 آذار/مارس 1965، بعدما اكتسحه برباعية نظيفة، وهي النتيجة ذاتها التي أنهى بها مباراتهما قبل 54 عامًا.
وخلافًا للشعور العام لدى مشجعي يونايتد في ختام يوم الخميس، مع إقفال فترة الانتقالات الصيفية في إنجلترا بثلاثة تعاقدات فقط (ماغواير، آرون وان-بيساكا والويلزي دانيال جيمس) وفشل الإدارة في تعويض رحيل لوكاكو بمهاجم آخر، أكد سولشاير عشية المباراة الأولى أنه متفائل بخصوص الموسم الجديد.
وكان النروجي محقًا، أقله بالنسبة للمباراة الأولى، إذ لعب الوافدون الجدد دورًا مفصليًا في فوز يوم الأحد، الذي كان الأكبر على تشلسي في مختلف المسابقات منذ نهائي الكأس عام 1994 (4 – 0 أيضًا)، إن كان الأساسيان ماغواير ووان-بيساكا، أو جيمس، الذي دخل في أواخر اللقاء وسجل الهدف الرابع لفريقه الجديد.
كما أظهر ماركوس راشفورد، صاحب الثنائية، والفرنسي أنطوني مارسيال الذي سجل أيضًا، أنهما قادران على تحمل المسؤولية من دون لوكاكو، بدعم من لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا.
وبعدما حافظ على نظافة شباكه لمباراتين فقط الموسم الماضي على أرضه، قطع يونايتد نصف الطريق لمعادلة هذا الرقم السلبي، وذلك بفضل جهود ماغواير الذي يؤمل منه أن يلعب دورًا موازيًا لذلك الذي يؤديه الهولندي فيرجيل فان ديك في ليفربول، بطل أوروبا.
وتطرق سولشاير إلى الأداء الذي قدمه مدافع ليستر السابق في ظهوره الرسمي الأول بقميص “الشياطين الحمر”، معتبرًا أنه “قام بما أردناه منه بالتحديد عندما تعاقدنا معه – وجوده في منطقتي الجزاء (دفاعًا وهجومًا)، رباطة جأشه وهدوئه مع الكرة. إنه قائد”.
ولم يكن ماغواير النجم الوحيد الذي صمد أمام ضغط تشلسي، بل تألق الحارس دي خيا الساعي إلى تعويض الهفوات الكثيرة التي ارتكبها الموسم الماضي وساهمت في تكليف فريقه الغياب عن مسابقة دوري أبطال أوروبا بحلوله سادسًا.
وحمل دي خيا شارة القائد في ظل غياب أشلي يونغ الذي اكتفى بالجلوس على مقاعد البدلاء لصالح وان-بيساكا، واستحقها عن جدارة ما دفع سولشاير إلى الإشادة بـ”مساهمته مع الكرة ومن دونها”.
كما اطمأن يونايتد، يوم الأحد، إلى وضع بوغبا الذي أثار حفيظة الجمهور منذ نهاية الموسم الماضي بالتلميح إلىى رغبته بالرحيل عن “أولد ترافورد”.
ووسط تقارير عن رغبة ريـال مدريد في التعاقد معه، يبقى بوغبا – أقله حتى الآن – بين أصحاب القميص الأحمر، بما أن فترة الانتقالات ما زالت مفتوحة في إسبانيا حتى الثاني من أيلول/سبتمبر.
وفي ظل غياب الخيارات في خط الوسط، من المستبعد أن يسمح يونايتد للاعبه الفرنسي بأن يحقق حلم الانتقال إلى الريال، ويحرمه من خدمات لاعب قادر على خلق الفارق، كما فعل الأحد، عندما لعب دورًا حاسمًا في اثنين من أهداف فريقه الأربعة.
وعلى الصعيد الهجومي، وفي ظل رحيل لوكاكو وتهميش التشيلي أليكسيس سانشيز بسبب تراجع مستواه، سيكون الثقل على راشفورد ومارسيال اللذين أظهر في المباراة الافتتاحية أنهما قادران على تحسين سجلهما للموسم الماضي، حين سجلا 13 و12 هدفًا على التوالي.
وفي حال واصل هذا الثنائي اللعب بهذا المستوى والغريزة التهديفية التي ظهرا بها يوم الأحد، قد يقودا يونايتد لمخالفة التوقعات والمنافسة على اللقب بعدما كان قبيل الموسم خارج حسابات التأهل الى دوري الأبطال، في ظل مستوى مانشستر سيتي البطل وليفربول وصيفه والثلاثي اللندني تشلسي توتنهام وأرسنال.
(أ ف ب)