يبحث مانشستر يونايتد ومدربه النرويجي أولي غونار سولشاير عن بداية إيجابية في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد النهاية المخيبة للموسم الماضي، عندما يخوض اليوم الأحد على أرضه مباراة “هائلة” لتشلسي ومدربه الجديد فرانك لامبارد.
وتقام المباراة في الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش (17:30 القاهرة، 18:30 السعودية).
ويحل تشلسي، الذي أنهى الموسم الماضي ثالثًا وأضاف لقب مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” بقيادة مدربه السابق الإيطالي ماوريتسيو ساري المنتقل إلى يوفنتوس، ضيفًا في “أولد ترافورد” على “الشياطين الحمر”، الذين اكتفوا في الموسم الماضي بالمركز السادس وسيغيبون عن دوري أبطال أوروبا الموسم الحالي.
وسيكون سولشاير أمام تحدي خوض الموسم الكامل الأول له على رأس الإدارة الفنية للفريق الشمالي، بينما سيخوض أسطورة تشلسي لامبارد، مباراته الرسمية الأولى كمدير فني لفريق ملعب “ستامفورد بريدج”.
ويرغب سولشاير في أن يعيد في بداية الموسم الجديد، الانطلاقة الإيجابية التي حققها مع الفريق في كانون الأول/ديسمبر الماضي حين عين بدلًا من البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي أقيل على خلفية سوء النتائج، لكن النرويجي، الذي يتمتع بخبرة متواضعة تدريبيًا، فشل في الإبقاء على الاندفاع حتى المراحل الأخيرة، وشهد على تراجع في صفوف الفريق انعكس سلبًا في الدوري المحلي، والإقصاء من الدور ربع النهائي لدوري الأبطال أمام برشلونة الإسباني برباعية نظيفة بمجموع الذهاب والإياب.
وعانى يونايتد في الموسم الماضي على جبهتي الدفاع والهجوم، حيث أنهى الموسم الماضي بتلقيه 54 هدفًا في 38 مباراة في الدوري الإنجليزي، وهو العدد الأعلى من الأهداف في مرماه في بطولة إنجلترا منذ موسم 1978-1979، وعلى الصعيد التهديفي، لم يكن الحال أفضل، اذ اكتفى بتسجيل 65 هدفًا، أي أقل بـ30 هدفًا من البطل مانشستر سيتي.
وسيدخل الفريق الأحمر مباراة الغد بحلة مختلفة بعدما أبرم ثلاثة تعاقدات في فترة الانتقالات الصيفية، أبرزها قلب الدفاع الدولي هاري ماغواير الآتي من ليستر سيتي في صفقة قدرت قيمتها بـ80 مليون جنيه إسترليني وجعلت منه أغلى مدافع في العالم، إضافةً الى الجناح الويلزي دانيال جيمس القادم من سوانسي سيتي، والظهير الأيمن آرون وان-بيساكا من كريستال بالاس، والذي قدرت وسائل الإعلام قيمة انتقاله بـ50 مليون جنيه إسترليني.
في المقابل، تخلى يونايتد في مراحل سابقة عن لاعبي خط الوسط الإسباني أندير هيريرا والبلجيكي مروان فلايني، إضافة الى مواطن الأخير المهاجم روميلو لوكاكو المنتقل الى إنتر الإيطالي ومديره الفني أنطونيو كونتي، الذي قاد تشلسي إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2017.
وفي ظل عدم تعزيز يونايتد لخط هجومه بعد رحيل اللاعب الذي سجل 42 هدفًا في 96 مباراة خلال موسمين مع يونايتد (بحسب الموقع الالكتروني للنادي)، يتوقع أن يزيد ذلك من الضغوط على المهاجمين الفرنسي أنطوني مارسيال (الذي سيحمل الرقم 9 الذي كان خاصًا بلوكاكو، بدلًا من رقمه السابق 11) والشاب ماركوس راشفورد، إضافة الى التشيلي أليكسيس سانشيز، الذي لم يقدم بعد مع الفريق مستواه السابق مع أرسنال.
وعلى رغم الغضب الذي عبّر عنه مشجعو الفريق عبر مواقع التواصل منذ ليل الخميس لعدم تدعيم فريقهم هجوميًا، ودعوات لرحيل نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي إد وودورد، بدا سولشاير واثقًا من أن لاعبيه سيقدمون أداء أفضل في الموسم الجديد لصالح النادي الذي ما يزال يبحث عن لقب الدوري الممتاز منذ تتويجه الأخير عام 2013، في آخر موسم لمدربه الأسطوري “السير” الإسكتلندي أليكس فيرغوسون.
وقال سولشاير في مؤتمر صحافي، يوم الجمعة: “داخل الفريق والنادي نحن نشعر بثقة كبيرة، لا نشعر بالسلبية التي تتحدثون عنها”.
أضاف أن هذه السلبية “ليست الشعور داخل النادي، ليست الشعور بعد لقائنا مع المشجعين. هم متحمسون”، معددًا سلسلة خطوات إيجابية قام بها الفريق في الفترة الأخيرة، لا سيما التعاقد مع ماغواير “الذي أثار إعجابي كثيرًا.. لقد فرض حضوره.. هو أطول وأكبر حجمًا مما كنت أعتقد”.
وتابع “سيكون له تأثير على بقية اللاعبين”.
وعلى رغم أنه حقق موسمًا أفضل بكثير من منافسه في 2018-2019، كان تشلسي مكبّلًا في الصيف على صعيد التعاقدات الجديدة، إذ يخضع لعقوبة فرضها الاتحاد الدولي (فيفا) بحقه لفترتي انتقالات، على خلفية مخالفته قواعد انتقال اللاعبين القصَّر.
وفرضت هذه العقوبة التي استأنفها النادي المملوك من الثري الروسي رومان أبراموفيتش، على الفريق عدم تعويض انتقال نجمه البلجيكي إدين هازار الى ريـال مدريد الإسباني، وبدرجة أقل المدافع البرازيلي دافيد لويز المنتقل الأسبوع الماضي إلى أرسنال.
ويحمل لامبارد الى الإدارة الفنية لناديه السابق خبرة متواضعة كمدرب (موسم واحد مع دربي كاونتي)، لكنه يملك من الرصيد ما يكفي كلاعب دافع عن ألوان تشلسي على مدى 13 موسمًا (2001-2014)، أصبح خلالها هدافه التاريخي مع 211 هدفًا في 648 مباراة (بحسب النادي).
وسيعول لامبارد في ظل منع التعاقدات، على تطوير لاعبين شبان من صفوف النادي للبناء على النتائج الإيجابية المحققة في الموسم الماضي.
ورأى لاعب خط الوسط الدولي السابق أن ما تحقق “هو بداية حلقة بالنسبة إلينا”، معتبرًا أن مباراة الغد ستكون “هائلة بالنسبة الى الفريقين”.
وتابع “هل يمكننا أن نبقى منافسين في هذا الوضع (منع التعاقدات)؟ أعتقد أننا قادرون، نعم. علينا فقط أن نتقبل الواقع ونقدم على التحدي”.
وأضاف: “نحن تواقون لنحاول (التحسن) ونثبت للجميع أننا سنكون حاضرين هذا الموسم، وأنا أؤمن بالتشكيلة الموجودة”.
(أ ف ب)