قادت الاستراتيجية الناجحة لفريق مرسيدس بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون للفوز بسباق جائزة المجر الكبرى، المرحلة الثانية عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد على حلبة هنغارورينغ الاحد، مقتنصا الفوز من امام سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن الذي حل ثانيا.
وهو الفوز السابع على حلبة هنغارورينغ والثامن هذا العام للسائق البريطاني والـ 81 في مسيرته، معززا بفضله صدارته لترتيب البطولة.
وتقدم بطل العالم خمس مرات على فيرشتابن المنطلق من الصدارة للمرة الاولى في مسيرته، فيما حل سائق فيراري الالماني سيباستيان فيتل ثالثا امام زميله شارل لوكلير من موناكو.
ورفع سائق مرسيدس رصيده في ترتيب السائقين الى 250 نقطة، متقدما على بوتاس الذي حل ثامنا (188)، وفيرشتابن الذي نجح في تقليص الفارق بينه وبين الفنلندي الى 7 نقاط فقط في صراعه لخطف لقب الوصافة (181).
وسمح هذا الفوز لفريق مرسيدس بتوسيع صدارته لترتيب الصانعين برصيد 438 نقطة، أمام فيراري (288) وريد بول (244).
واثنى هاميلتون على استراتيجية فريقه بالقول “يا لها من قيادة، يا لها من استراتيجية”، وتابع في اشارة الى بصمات مهندس السباق بيتر بونينغتون “انت وحدك بامكانك ان تقوم بهذا العمل اليوم”.
ويأتي فوز هاميلتون بعد اسبوع من خيبة امله في سباق جائزة المانيا الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من الفئة الاولى، حيث ارتكب خطأ ادى الى انزلاق سيارته عن المسار ليحتل المركز 11 في الترتيب قبل أن يصعد للمرتبة التاسعة وتاليا نيل نقطتين، بعد معاقبة سائقي ألفاروميو الفنلندي كيمي رايكونن والايطالي انطونيو جيوفيناتسي اللذين حلا في المركزين السابع والثامن تواليا واضافة 30 ثانية الى توقيتهما على خلفية عدم انتظام في عمل القابض عند الانطلاق، غير ان الترتيب ما زال موقتا بانتظار البت بالاستئناف الذي تقدمت به الحظيرة السويسرية.
وعبر هاميلتون عن سعادته بالقول “اشعر وكانه اول انتصار لنا”، مضيفا “لم اكن اعرف ما اذا كان بامكاني فعل ذلك، وانا متأسف لاني شككت باستراتيجية الفريق – لقد كانت رائعة”.
في المقابل اعترف البريطاني كريستيان هورنر مدير فريق ريد بول بتفوق مرسيدس، مخاطبا فيرشتابن عبر جهاز التواصل الداخلي “لقد رموا النرد ونجحوا بذلك، للاسف”، وتابع محاولا التخفيف من وطأة الخسارة “ولكنك قدت بقلبك”.
وفي مجريات السباق، حافظ فيرشتابن على صدارته، فيما تراجع الفنلندي فالتيري بوتاس ثاني المنطلقين، للمركز الرابع بعدما نجح زميله هاميلتون ولوكلير في تجاوزه، غير أن احتكاك سيارتي “الأسهم الفضية” ببعضهما البعض ادى الى تضرر سيارة بوتاس.
واعلم الفنلندي فريقه عبر جهاز التواصل الداخلي “تضرر الجناح الامامي على الجهة اليمنى”، فادخله فريقه في اللفة السادسة لتبديل اطاراته والجناح الامامي.
ونصح مرسيدس سائقه هاميلتون في اللفة 17 بضرورة الابتعاد عن سيارة ريد بول فيرشتابن لعدم الحاق الضرر باطاراته الامامية من جراء الهواء المتدفق من سيارة الهولندي، فأجاب البريطاني “سأحافظ على الفارق كما هو، وعندما تريدون ان اضغط ابلغوني بالامر”.
واشار فيرشتابن في اللفة 21 لفريقه عبر جهاز التواصل الداخلي انه بدأ يخسر التماسك، فيما كان هاميلتون يقلص الفارق الى 1,352 ثانية، ليعود الهولندي ويكرر الامر ذاته في اللفة 24، فجاء الجواب “نعرف ذلك يا فيرشتابن”.
ومالت الكفة لصالح هاميلتون عندما عمد مرسيدس الى ادخال سائقه في اللفة 49 لتبديل اطاراته، في استراتيجية ناجحة فاجأت رجال ريد بول، ليبدأ البريطاني قبل 20 لفة من النهاية تقليص الفارق مع فيرشتابن الذي كان يعاني من اطاراته المتآكلة.
ونجح رجال النمسوي توتو وولف مدير مرسيدس برهانهم، اذ وصل الفارق بين السائقين في اللفة 66 من اصل 70 الى 0,4 ثانية، قبل ان يضرب هاميلتون بقوة في اللفة التالية ويتجاوز فيرشتابن بدون اي مقاومة تذكر ليحتل الصدارة.
ودخل السائق الشاب الهولندي في اللفة 68 إلى مرآب فريقه لتبديل اطاراته بعدما اعترف أن “اطاراتي لن تسمح لي بإكمال السباق”.
وأكمل المراكز العشرة الاولى كل من الاسباني كارلوس ساينز (ماكلارين)، وسائق ريد بول الثاني الفرنسي بيار غاسلي، رايكونن (ألفا روميو) المتقدم على مواطنه سائق مرسيدس الآخر بوتاس، والشاب البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين) وأليكسندر ألبون (تورو روسو).
وشهد السباق انسحاب يتيم للسائق الفرنسي رومين غروجان الذي وقع ضحية عطل في ضغط المياه على متن سيارته هاس.
(أ ف ب)