هكذا أعاد جمال بلماضي “محاربي الصحراء” للمسار الصحيح

نال المنتخب الجزائري إعجاب المتابعين لمنافسات كأس الأمم الإفريقية 2019 لكرة القدم المقامة حاليًا بمصر، والفريق على مسافة خطوة واحدة من التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه، وهو ما سيكون، إذا ما تحقق، صفحة مضيئة في قصة عودة ناجحة ومبهرة لمحاربي الصحراء، وراءها أبطال عدة، ربما يكون أبرزهم المدير الفني جمال بلماضي.

ويتأهب المنتخب الجزائري لخوض المباراة النهائية للبطولة أمام نظيره السنغالي بعد غد الجمعة (19:00 غرينتش) على ملعب إستاد القاهرة الدولي، وذلك عقب مباراة حسم المركز الثالث، اليوم الأربعاء، بين منتخبي تونس ونيجيريا على ملعب إستاد السلام.

وبعد مشوار رائع للمنتخب الجزائري في البطولة، وفي ظل التوقعات التي ترشحه بشكل كبير لاعتلاء منصة التتويج باللقب مساء الجمعة، لم تتوقف عبارات الثناء والإشادة بالمدير الفني بلماضي من قبل المحللين والنقاد الرياضيين في الجزائر وخارجها، وذلك بعد أسابيع من تعرضه لموجة انتقادات تعلقت في معظمها باختياراته لقائمة المنتخب للبطولة الإفريقية.

وأكد يوسف تازير، رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، أن بلماضي “نجح بالفعل في إعادة المنتخب الجزائري إلى المسار الصحيح من جديد، وأثبت صحة قراراته التي سبقت استعدادات المنتخب للبطولة الإفريقية حتى خالف كل التوقعات وتقدم بالفريق ليتصدر المشهد في أمم إفريقيا”.

وقال تازير في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع قبل البطولة ما قدمه المنتخب الجزائري، خاصة في ظل تذبذب مستوى المنتخب ونتائجه منذ أعوام، وبالتحديد منذ مونديال البرازيل 2014، حيث شهد المنتخب تراجعًا كبيرًا لأسباب متعددة، منها التغييرات المتكررة على الجهاز الفني، فضلًا عن وجود مشكلات داخلية بين اللاعبين، والتي كانت في وقت ما سببًا في استبعاد بعض العناصر من المنتخب، مثل سفيان فيجولي والحارس رايس مبولحي.”

وأثنى تازير على براعة بلماضي والتحول الذي حققه مع الفريق خلال فترة قصيرة منذ توليه مهام منصبه في آب/أغسطس 2018، وقال: “مجيء بلماضي أعاد المنتخب إلى مساره الصحيح… فقبل مجيئه، كان لدينا لاعبون ولكن بعد توليه المنصب، بات لدينا لاعبون ومنتخب من الطراز الأول… قوة بلماضي تكمن في تواصله الدائم مع اللاعبين واستشارته لهم، وفي تشكيل مجموعة تؤدي بروح تنافسية عالية وتهدف إلى مصلحة المنتخب في المقام الأول”.

وعن معايير المشاركة بالمنتخب الجزائري، قال تازير: “كان هناك لاعبون يشاركون كأساسيين وبشكل منتظم، لكن اليوم الوضع تغير، حيث باتت المشاركة في كل مباراة للاعب صاحب المستوى الأفضل”.

كما أثنى تازير على مستوى النجم رياض محرز ودوره الملفت ضمن صفوف المنتخب، قائلًا: “رياض محرز بات اليوم له دور أكبر مما كان عليه في الماضي، فصار يؤدي أدوارًا دفاعية وهو ما لم تشهده مبارياته بالمنتخب في وقت سابق، كما أنه يتحدث مع اللاعبين، وبات يؤدي دورًا بارزًا في توجيه اللاعبين على أرض الملعب”.

وأضاف: “نجح بلماضي بشكل عام في تعزيز أهمية كل لاعب، سواء كان في التشكيل الأساسي أو الاحتياطي، هذا هو التغيير الأساسي في المنتخب وهذا ما قاده إلى تقديم مستويات مذهلة”.

وعن الانتقادات التي طالت بلماضي قبل البطولة، قال تازير: “في تصريحات بلماضي قبل بداية المعسكر الإعدادي، قال إنه يطمح للتتويج باللقب، وقد واجه انتقادات من قبل المحللين والنقاد حيث كان في اعتبارهم أن المنتخب الجزائري لا يملك الإمكانيات أو الخبرة وليس لديه لاعبون يمكنهم المنافسة على اللقب في مواجهة منتخبات أفريقية كبيرة مثل نيجيريا ومصر والسنغال والكاميرون، لكن الملعب أثبت عكس ذلك، وأثبت أن بلماضي كان محقًا في ثقته وفي خياراته لبعض اللاعبين”.

وتابع: “خيارات بلماضي لبعض اللاعبين أثارت ضده انتقادات، خاصة بالنسبة لغير المشاركين بشكل منتظم مع أنديتهم، لكن المدير الفني وضع ثقة كبيرة في عدلان قديورة الذي يعد اليوم من أفضل لاعبي المنتخب الجزائري، مع أنه لا يشارك أساسيًا مع نوتنغهام فورست… وربما كان استدعاء قديورة للمشاركة بالبطولة شبه اضطراري في ظل إصابة نبيل بن طالب، لاعب شالكه الألماني، لكنه قدم أداء مميزًا للغاية وخاض جميع مباريات المنتخب بالبطولة باستثناء المباراة الأخيرة في دور المجموعات أمام تنزانيا، وفي النهاية أثبت الملعب أن خيارات بلماضي كانت ناجحة وناجحة للغاية”.

وأشاد تازير بالنواحي التنظيمية للبطولة مؤكدًا أن مصر أظهرت إمكانيات هائلة في استضافة البطولة، وأثبتت قدرات كبيرة على استضافة أبرز الفعاليات الرياضية.

وعن توقعاته للمباراة النهائية، قال تازير: “المنتخب الجزائري في أفضل حالة معنوية وبدنية لتقديم مباراة جيدة، المنافس بالطبع سيحاول التتويج للمرة الأولى في تاريخه وذلك في ثاني وصول له إلى النهائي بعد نسخة 2002، ولديه فريق متكامل ومتجانس ومدجج بالنجوم، لكن المنتخب الجزائري يتمتع بأفضلية معنوية كما أنه لم يتلق أي هزيمة أمام السنغال في أربع مواجهات سابقة بالبطولة الإفريقية”.

وأضاف: “سيحاول المنتخب الجزائري استثمار غياب صخرة دفاع المنتخب السنغالي كاليدو كوليبالي (بسبب تراكم البطاقات)، فغياب هذا اللاعب قد يخلق مشكلات أخرى للجهاز الفني للمنتخب السنغالي”.

(د ب أ)